إميلي تصطاد الوحوش - 14
──────────────────────────
🌷 الفصل الرابع عشر –
──────────────────────────
“آه!”
لحسن الحظ، كان أول شيء رأيته عندما استيقظت هو غرفتي في الفندق.
بينما كنت أئن، أحسستُ بصداع شديد في رأسي قبل أن أفهم الموقف الذي أواجهه حتى.
“ارغغ.”
بعد إعادة الإحياء، كنت أشعر عادة بألم طفيف، لكن هذه المرة كانت شدة الألم جحيمية. مع صداع نصفي حاد، شعرت بالدوار بسبب الذكريات التي تذكرتها للتو.
إذا كان الأمر حقيقيًا، فإن راندولف … فإن زوجي لم يخنني قط.
انهمرت الدموع على خدي بسبب إدراكي الصادم. يبدو أن الحقيقة وحدها تشفي كل أحزان وألم الماضي.
إذا كان لا يزال يحبني، فلماذا …
لماذا لم يعد؟
ما الذي حدث له؟
ولماذا كنت …
استمر الألم واشتدت حدته إلى المالانهاية.
هل سأكون قادرة على الصمود مع جسدي الفاني هذا بعد الموت والعودة إلى الماضي إلى المالانهاية؟
إلى متى سأبقى عالقة في دوامة العيش مع هذه الحياة اللعينة؟
“ساعدني يا راندي …”
كانت هذه أول مرة أبكي فيها منذ جنازته.
سقطت الدموع مثل الشلال، وتنفسي الناعم أصبح شهقات حزينة.
عندما كان قلبي، الذي اجتاحته موجات من المشاعر، على وشك السقوط في هاوية اليأس، نادى عليّ صوت مألوف.
[وكيلتي، إميلي.]
لماذا في وقت مثل هذا…؟
توقفتُ عن البكاء، وظهر أمامي نور ذهبي لامع.
…
شعرت بالارتباك بسبب أحلام اليقظة التي بدأت دون أي سياق. كانت هناك صورة ظلية لرجل طويل يرتدي عباءة ترفرف في الهواء.
لقد كنت أرى “الملك” شخصيًا.
بغض النظر عن إرادتي، انبعثت من قلبي الرغبة في الولاء الأعمى والحنان له، وغمرني الحزن.
“جلالة الملك.”
ناديت اسمه دون أن أدرك ذلك.
ورد علي صوت متردد.
[حزنك … سأحاول مواساتك.]
في تلك اللحظة، لفّ عباءته حولي.
… وسقطتُ في سبات عميق.
“…مم.”
لم أكن متأكدة كم مر من الوقت.
فجأة، استيقظت ووجدتُ نفسي مستلقية على السرير في غرفتي. لم يختفي الصداع النصفي في رأسي فحسب، بل اختفى أيضًا اليأس الذي كان قريبًا جدًا من غسل دماغي. كل ما تبقى كان هو شوق حزين لراندولف و آثار دفء ذكرياتي معه.
… كما لو كان مجرد حلم صيفي.
الأهم من ذلك، راندي لم يتركني بدون سبب.
معرفتي بهذا هدّأت ذهني بوضوح، وقمتُ بتنظيم الحقائق التي اكتشفتها من ذكرياتي التي استرجعتها.
لكن كان لا يزال هناك سؤال واحد عالق في ذهني.
لماذا؟
كان هناك الكثير من المساحات الفارغة في ذاكرتي.
هل كان هذا هو الثمن الذي يجب علي دفعه من أجل حماية الملك ذو الرداء الأصفر لي أو …
منذ متى وأنا أفقد ذكرياتي؟
لقد توصلت إلى فرضية صادمة ولكنها مقنعة منطقيًا.
كوكوو_ كوكوو_
أشارت الساعة على الحائط إلى الوقت.
“إنها الساعة الثامنة؟”
كان ذلك عندما عدت إلى غرفتي بعد تلقي البرقية والتحدث مع السيد چراهام.
هذا صحيح، لم يتم تركيب الكاشف بعد في الغرفة 333، لكن لم تكن هناك حاجة لذلك. لقد كنت أعلم أن الأرواح الشريرة ستظهر في الساعة 3 صباحًا.
الشيء المهم الذي يجب معرفته هو كيفية محاربة إدوارد.
لقد كان روحًا شريرة أقوى بكثير مما كنت أعتقد. كنت أتوقع أن تهاجمني الأجسام الطائرة؛ لكنني لم أتخيل قط أنه سيُسقِط الثريا فوقي.
أصابتني ذكرى تحطم الشيء الضخم فوق رأسي بالقشعريرة.
“… أفضل عدم تجربة ذلك مرة أخرى.”
كيف يمكنني الفوز في هذه الحالة؟
بعد الكثير من المداولات والتفكير العميق، استنتجت أن الطريقة الوحيدة لهزيمة الأرواح الشريرة هي تدمير كتاب إيبون.
إذن…
كانت هناك طريقة واحدة فقط.
نهضتُ وسلّحت نفسي وتوجهت إلى الغرفة 333.
على عكس ما سبق، اخترت عدم الدخول من الخارج. لقد كنت أنوي الاختباء داخل الغرفة والانتظار.
***
داخل مدفأة الغرفة 333.
كم مر من الوقت منذ أن تسللت دون علم الموظفين الموظفين واختبأت قبل أن يلاحظوني؟
مع تيبس جسدي كله، انفتح الباب وأضاءت الغرفة.
“هل يمكنك العثور على كتاب لي؟”
وقد تم كل شيء بنفس الطريقة قبل عودتي بالزمن. بعدها سمعت لغة غريبة رهيبة.
“بهـ’نغلوي مغلو’نافه …”
ربما كان يشرع في طقوس للتضحية بالسيدة سالي ميلبورن.
كنت سأهاجمه الآن لو كان بإمكاني ذلك، لكن كان علي الانتظار.
لتدمير كتاب إيبون بشكل صحيح، يجب مهاجمته في الوقت المناسب. مع حماية الملك ذو الرداء الأصفر لروحي، قمت بتحميل بندقيتي بهدوء.
قبل أن تنتهي الآنسة ميلبورن من المراسيم، قمت بإطلاق النار على إدوارد.
بانغ!
“ارغغ!”
في اللحظة التي تلاشت فيها العلاقة بين الروح الشريرة ومضيفها بصرخة شديدة، ركضت مباشرة من المدفأة.
“أنت!”
قبل أن يفقد وعيه، أدرك إدوارد وجودي وصرخ في وجهي، لكن لم يكن لدي وقت للرد.
ركضتُ نحو الآنسة ميلبورن التي أغمي عليها، والتقطت كتاب إيبون الذي كان بجانبها.
“آآآه!”
بعد انفصاله عن جسد هنري جيكل، اندفعت الروح الشريرة نحوي.
وسط عاصفة الفوضى، سحبتُ بهدوء خنجرًا كنت أحمله. على الرغم من مظهره القاسي والرث، فقد كان يطلق عليه اسم خنجر القدماء. لقد كان مكافأة حصلت عليها بعد تنفيذ إحدى أوامر الملك ذو الرداء الأصفر، لقد كان سلاحًا مناسبًا لإيذاء الكائنات التي ليس لها شكل مادي مثل الشياطين والأرواح.
بدا الشكل المظلل الشبحي وكأنه يصرخ بـ “لا”.
سويش!
رفعت الخنجر وغرسته في وسط كتاب إيبون.
سمعتُ صرخة مروعة صادرة من الكتاب، وتدفقت الدماء من الكتاب وحاولت مهاجمتي لكنها لم تنجح.
[سأحمي جسدك …]
كان هذا بفضل الملك ذو الرداء الأصفر.
لقد كان هذا بسبب إرادته. في بعض الحالات، عندما تهاجمني قوى غامضة لا يمكن تفسيرها ولا يمكن فهمها بالعقل البشري، يتم تنشيط نوع خاص من الدروع حول جسدي تلقائيًا.
مهما كان الثمن، طالما كان يعمل، فقد كنت لا أقهر عندما أواجه مخلوقات خارقة للطبيعة.
لكن كان هناك استثناء.
لا يمكن وقف الهجمات الجسدية الطبيعية.
على سبيل المثال، عندما استخدم الروح الشريرة إدوارد قواه باعتباره روح شريرة لإسقاط الثريا … كان تحريك الثريا باستخدام قوة غير معروفة، ولكن لأنها سقطت علي بسبب الجاذبية، لم يتم تفعيل الدرع وهرستني حتى الموت.
… عندما يحدث ذلك، كان بإمكاني فقط أن أموت وأعود بالزمن.
لقد تم الأمر.
عندما فتحت يدي وألقيت بالكتاب على الأرض، توقف كتاب إيبون عن الحركة والتفاعل.
لقد كان “يكافح” وهو ملقى على الأرض، لكنه تحول ببطء إلى غبار واختفى. جلستُ على الأرض وأنا أشاهده يتبدد.
وأخيراً…
لقد دمرت الكتاب وهزمت إيدي.
ربما تمكنت من الاسترخاء لأنني أدركت إنجازي، وبدأ التعب ينهش جسدي.
عندما غمغمتُ:
“أوه، اللعنة.”
سمعتُ همسة قاتمة في رأسي لتهنئتي على عملي الشاق.
[وكيلتي الحقيقية، إميلي كارتر. أنا معجب بشجاعتك.]
هل كنت أنا فقط؟
لقد شعرت بطريقة ما بلمسة من السعادة في ذلك الصوت على عكس ما كان عليه من قبل.
[بفضل خدمتك، تم تأجيل نهاية العالم لمدة سبعة أيام.]
هذا …
لقد كانت مكافأة رخيصة.
لو أن الملك ذو الرداء الأصفر لاحظ ما شعرت به، فربما قد ينتهي بي الأمر بفكرة مؤسفة.
بعدها فقدت الوعي.
***
مر وقت غير معروف.
“ننغ …”
عندما تمكنت من فتح عيني وفركها ببطء، ظهر أمامي سقف مألوف. لقد كان سقف غرفة الفندق التي كنت أقيم فيها.
“هل أنتِ بخير؟”
أدرت رأسي.
جلس هنري جيكل، الذي بدا وكأنه على وشك البكاء، على كرسي بجوار السرير.
أعتقد أنه كان هنا بجانبي منذ بضع ساعات.
فتحت فمي عمدًا وقلت مازحة:
“أنت لم تكن تنتظرني حتى أستيقظ، أليس كذلك؟”
خفض هنري جيكل رأسه بتعبير حزين.
“أنا آسف حقًا لتوريطك في هذا الأمر يا آنسة إميلي.”
“ماذا تقصد؟”
“أنا… لم أكن أعرف. حقًا.”
لاحظتُ آثار الدموع على خده بينما كان يواصل الكلام.
“لم أكن أعتقد أنني … سوف أذهب وأقوم بأشياء فظيعة تحت تأثير الروح الشريرة إيدي.”
“هنري.”
“ولم أفكر أبدًا أن الكائن الشرير سوف يستخدم جسدي لمهاجمتك.”
يبدو أنه سمع نوعًا من التفسير من عمه السيد چراهام.
كان هنري على علم بالأرواح الشريرة منذ أن كان طفلاً، لكنه لم يتوقع منهم أن يذهبوا إلى هذا الحد.
“أشعر بالخجل من نفسي.”
على ما يبدو، كان على السيد چراهام الكشف عن الحقيقة المروعة بأن الروح الشريرة كانت هي والد هنري البيولوجي.
هل كان ذلك بسبب العار؟
عندما أزال هنري يديه التي كانت تغطي وجهه، كانت الدموع تنهمر في عينيه.
“لقد كنتُ قلقًا للغاية من أنكِ لن تستيقظي مجددًا.”
“…..”
“لو أنكِ تأذيتِ بسبب قراراتي الغبية والمتسرعة …”
“هنري.”
هو، الذي كان على وشك الإنفجار في البكاء، نظر إلى الأعلى عندما ناديته باسمه.
“أنا بخير.”
“…ولكن-”
“أنا حقا بخير. هدء من روعك…”
استمع هنري بطاعة إلى كلماتي وأخذ نفسًا عميقًا.
عندما بدا لي أنه استعاد رباطة جأشه، سألته عما حدث بعد أن أغمي علي، عندها فتح الشاب فمه.
“جيمي باري، الصبي الذي يعمل هنا، عالجكِ عندما فقدتِ الوعي.”
استيقظ السيد هنري في حوالي الساعة 6 صباحًا، وبفضل الإسعافات الأولية لجيمي، كان بخير.
حاول تعويضه ماليًا كشكل من أشكال الامتنان، ولكن بعد معرفة المزيد من المعلومات عن الصبي، كان جيمي قد ترك وظيفته بالفعل في الفندق.
“العنوان والمعلومات الشخصية التي قدّمها لنا كانت مزيفة.”
كان جيمي باري صبيًا غامضًا يتمتع بمهارات إسعافات أولية ممتازة.
إذا كان تخميني صحيحًا، فلا عجب أنه هرب بمجرد أن كشف عن مهاراته الطبية.
وبتعبير جاد، تابع السيد هنري:
“الآنسة ميلبورن ما زالت نائمة. كما أنها تلقت رعاية طبية، وقال الطبيب أنها ستستيقظ في غضون ساعات قليلة.”
لقد كنتُ قلقة عليها أيضًا.
تعرضت سالي لسحر كتاب إيبون. حتى لو لم تكن هناك إصابات جسدية أو جروح خارجية، فإن الصدمة النفسية ستكون هائلة. معظم الأشخاص الذين تعرضوا لهذا الكتاب المحظور أصبح شعرهم رماديًا وعانوا من نوبات دورية. في الحالات الأكثر خطورة، ينتهي الأمر بالأفراد في مستشفى للأمراض العقلية بعد معاناتهم من الجنون والأوهام.
(م.م: عندما يتعرض الإنسان أحيانا لصدمات نفسية كبيرة واكتئاب حاد وضغط نفسي قاس، يتحول الشعر للون الأبيض/ الرمادي .. تسمى هذه بمتلازمة ماري أنطوانيت)
“قال جيمي أنه بينما كنتُ ممسوسا بإيدي، فقد كنت أغازل العديد من نزلاء الفندق.”
يبدو أن إدوارد هايد كان رجلاً صالحًا.
يجب أن يكون سعيدًا لأنه توقف عند المغازلة فقط.
“هذا ليس خطأك، هنري.”
“لا، أنا لست مؤهلاً لسماع مثل هذه الكلمات الرقيقة.”
… مؤهل؟
ما هي المؤهلات التي كان يشير إليها؟
بدأتُ أفكر في ما قاله.
“أنا شخص قبيح ولا أستحق حتى مناقشة الحب مع امرأة رائعة مثلك.”
لم أستطع أن أرفع عيني عن عيني السيد هنري، اللتين كانتا مملوءتين بالدموع.
أعتقد أنه كان يشير إلى ذلك الموضوع؟
أثقل الذنب المتأخر على صدري.
بعد كل شيء، هو لم يكن يعرف أي شيء.
… السر الغامض الذي أخبئه في عروقي.
طلب مني السيد چراهام لانچهام عدم التحدث عن ذلك، لكنني اعتقدت أنه يجب أن أعترف له بذلك بنفسي.
كانت الحقيقة عالقة في حلقي كالشوكة.
لكنني بالكاد ابتلعتها وأقريت بحقيقة أخرى.
“يجب أن أكون الشخص الذي يعتذر يا سيد هنري.”
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────