إميلي تصطاد الوحوش - 10
──────────────────────────
🌷 الفصل العاشر –
──────────────────────────
توقفت سالي، التي كانت تكنس الأرض باجتهاد، عما كانت تفعله.
إذا كان ما قاله جيمي صحيحًا، فلا ينبغي أن تركز على التنظيف الآن.
“المعلومات التي تريدها السيدة كارتر …”
لقد كانت تدخل وتخرج من الغرفة 333 منذ فترة، لكنها لم تصادف شبحًا قط.
إذا لم يظهر الشبح، فلماذا لا تستدعيه فقط؟
إذا كان بإمكاني أن أكسب أجر أسبوع بهذه الطريقة…
عندها تذكرت ما قالته زميلتها ذات مرة.
“هل تعلمين؟ اسم الشبح في الغرفة 333 هو إيدي.”
إذا وقفتَ أمام المرآة وقلت اسم إدي ثلاث مرات. سوف يظهر شبحه ويجيب على أي سؤال تطرحه، حتى لو كان عن المستقبل.
“هل هو يشبه ماري الدموية؟”
(م.م: تفاصيل قصة ماري الدموية نهاية الفصل.)
سأل أحدهم، لكن الزميلة التي طرحت موضوع إيدي لم ترد على السؤال.
“المهم هو أن إيدي يظهر أحيانًا وهو يحمل سكينًا أو فأسًافي يده.”
عندها سيكون عليك مغادرة الغرفة بسرعة، لقد قيل أن شبح إيدي قد يقتلك إذا ظهر بتلك الهيئة.
في ذلك الوقت، سخرت سالي من ذلك الكلام، لكنها الآن كانت تأخذ الأمر على محمل الجد.
توقفت عن التنظيف وحدقت في المرآة على الحائط. هل يجب أن أجرب ذلك فقط؟
كان من الواضح أنه لن ينجح، لكن هذا لا يهم. لم يكن أحد يشاهدها، لذلك لن تصبح أضحوكة بين الموظفين. كل ما ستخسره هو المال. إذا حدث شيء غريب، فيمكنها إخبار السيدة كارتر بذلك.
“همم.”
عندما اقتربت من المرآة، كان إطارها مغطى بأنماط من الورود، ورأت سالي انعكاس صورتها.
“… إيدي.”
كانت محرَجة قليلاً من فعل ذلك، لكن سالي استمرت في قول اسم الشبح.
“إيدي! إيدي!”
ثم انتظرت بصبر.
لقد بقيت المرآة كما هي.
“بالطبع.”
تنهدت سالي ثم ابتسمت، لكن قبل أن تستدير …
“مَن .. قام باستدعائي؟”
أصيبت سالي بالرعب عندما سمعت صوتًا غير بشري يتردد من السقف.
حدّقت في المرآة بذعر وشعرت وكأنها ستصاب بالجنون. عندها ألقت نظرة فاحصة على الشكل الغير واضح الذي تَشَكّل هناك والذي بدا وكأنه رجل للوهلة الأولى.
“…..”
خرجت صرخة مرعوبة ودموية من فم سالي.
… وكأنها كانت شخصًا مدفونًا في قبره لسنوات. كانت الجثة تلوح بيدها المتعفنة والمتحللة.
“آآآآه!”
وأغمي على سالي ميلبورن.
بمجرد أن سقط جسدها على الأرض وأصدر صوت اصطدام، بدأ الشخص الموجود في المرآة يغير شكله ببطء.
“… أوه، لقد نسيت تغيير مظهري.”
ثم أصبح هناك شاب وسيم بشعر بني.
هنري جيكل لانچهام.
بوجه “جيكل” خرج الشبح من المرآة وهو يهز رأسه.
“لم أكن بحاجة إلى فعل أي شيء حتى.”
ثم أخرج إيدي سكين؟ا من يده.
***
في تلك الليلة.
طرق شخص مألوف على الباب.
لقد كان فتى ذو وجه يافع، بشرة ناعمة، وبِنية رفيعة، وكان ينضخ بهالة تعطيه انطباعًا جيد.
“تفضل…”
على عكس وقت الغداء عندما كان يرتدي زي الفندق، كان الفتى يرتدي قميصًا وبنطالًا عاديًا.
بارتداء ذلك، بدا أكبر سنًا مما كنت أعتقد…
“أنا جيمي باري من قسم الضيافة. من فضلك ناديني جيمي، يا سيدة كارتر.”
“حسنا. يمكنك مناداتي بإميلي أيضًا.”
كان من غير اللائق مني أن أجيب بهذه الطريقة.
عندما يكون الوضع الاجتماعي للشخص الآخر أقل من الوضع الاجتماعي الخاص بي، فسيكون من الشائع أن يشعر الأشخاص بعدم الارتياح تجاه مثل هذه الطلبات.
لكن جيمي ابتسم وأومأ برأسه.
“إذا كانت هذه هي رغبتك يا إميلي.”
رد فعله غير المتفاجئ، وطريقة تحدثه اللبقة، واستخدامه لمفردات بلاغية رفيعة المستوى.
شعرت إيميلي أن شيئًا ما لم يكن في مكانه، لكنها لم تفكر في الأمر كثيرًا.
“ما الذي أتى بك إلى هنا؟ هل أحضرتَ ما أردت؟ ”
الشيء الذي أردته.
عندما سئلتُ عما إذا كانت الآنسة ميلبورن مستعدة لتسليم المعلومات التي تعرفها، أومأ جيمي برأسه.
“إنها تنتظر عند الباب.”
“اذن…”
“لكن أعتقد أن هناك شيئًا واحدًا يجب عليك أن تعرفيه قبل أن تقابليها.”
قمت بتقويم ظهري وجلست.
“ماذا تقصد؟”
“كانت الآنسة ملبورن مسؤولة عن تنظيف الغرفة 333 اليوم. لكن…”
اتسعت عيني من الدهشة عند سماعي الكلمات التي تلت ذلك.
“… هل استدعت شبح إيدي؟”
ابتسم الصبي وكأنه كان يتوقع رد فعلي هذا.
“هل يمكنني السماح للآنسة ميلبورن بالدخول الآن؟”
بعد لحظات قليلة.
بعد أن غادر جيمي، دخلت شابة في أوائل العشرينات من عمرها الغرفة. لقد كان وجهها شاحبًا لأنها رأت الشبح.
بينما كنت أنظر إليها وهي تنحني لتحيتي، دخلتُ إلى صلب الموضوع مباشرة.
“لقد قال جيمي أنك قمت باستدعاء إيدي.”
“…..”
نظرَت سالي إلي ببطء، وتدفقت الدموع على وجنتيها المنمشمتين.
“أنا … أنا … لقد حدث هذا لأنني تجاهلت الإرشادات.”
“ما الذي حدث بعدها؟”
“القاعدة 7”
فحصَت سالي محيطها كما لو كانت خائفة من ما إذا كان هناك شخص يراقبها، ثم قالت بصوت خافت:
“ما كان يجب أن أقول هذا الاسم. لكن مقابل عشرة شلنات … ”
“… آنسة ميلبورن؟”
“لقد استدعيته. لكن وجهه…”
لقد كانت تتصبب عرقًا باردًا، وكانت لا تزال تبدو في حالة صدمة، لذلك أعطيتها كوبًا دافئًا من الشاي.
“خدي نفسًا عميقًا. يمكنك أن تأخذي وقتك في الحديث.”
“… سيدتي.”
شربت سالي شايها وحدقت في وجهي.
كم مر من الوقت وهي هكذا؟
بعدها بدأت تروي قصتها بهدوء.
…لقد كانت تجربة مميزة.
لقد كتبتُ كل شيء قالته من البداية إلى النهاية، لكن كان هناك شيء واحد فقط أزعجني.
“هل كان السيد هنري هناك مرة أخرى اليوم؟”
بناءً على ما قالته، يبدو أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يتواجد فيها هنري في الغرفة 333. لقد كان يُبقي موظفيه خارج الغرفة ولكنه كثيرًا ما كان يذهب إليها بنفسه.
لكن كان هناك شيء أغرب من ذلك.
في كل مرة يلتقي بها بأحدهم، لم يكن السيد هنري يتذكر دخوله إلى الغرفة 333 ولا سبب وجوده هناك.
“لقد كان هناك اليوم أيضًا كما العادة. وبدأ يسأل نفسه لماذا كان هناك.”
عند التفكير في بيانها، تذكرت ما قاله لي هنري ذات مرة.
“لطالما كانت تطاردني الأرواح الشريرة …”
لم أكن متفاجأة لما يحدث.
بعد أن استنتجت الحقيقة إلى حد ما، أخرجتُ عشرة شلنات من محفظتي وسألت سالي:
“هل يمكنك مرافقي إلى الغرفة 333 يا آنسة ميلبورن؟”
حدقت سالي في المال لكنها هزت رأسها بالنفي.
“اعتبارًا من اليوم، يُمنع جميع الموظفين من دخول الغرفة رقم 333.”
“هكذا فجأة…؟”
“هذا بسببي. لقد أغمي علي بعد رؤية الشبح في الغرفة.”
خفضت الآنسة ملبورن رأسها وهي محرجة مما حدث.
لقد كان حادثًا خطيرًا بالطبع.
إذا كانت تلك روحًا شريرة مرتبطة بكتاب إيبون، فإنها ستكون قوية.
لكن سالي لم تكن لتعرف بهذا، وكان من حسن الحظ أنها عاشت هذه المدة وعادت سليمة.
أومأتُ برأسي وكأنني لا أعرف السبب الحقيقي.
“لقد فهمت. يؤسفني أنه ليس هناك باليد من حيلة. شكرا لك لإخباري بقصة جيدة.”
ابتسمت سالي على الفور عندما أعطيتها عشرين شلنًا.
“أوه، ليست هناك حاجة لتقديم الكثير …”
“اعتبري هذا كتعبيري عن امتناني.”
شكرتني الفتاة كثيرًا قبل الوقوف لمغادرة الغرفة. لكن قبل أن تغلق الباب، استدارت وسألتني.
“هل تجمعين هذه المعلومات لكتابة روايتك القادمة؟”
“امم، ربما؟”
“أنا معجبة بك للغاية! سوف أتطلع إلى قرائتها.”
كانت تبدو ظريفة للغاية عندما نطقت هذه الكلمات.
عندما بقيتُ وحدي مرة أخرى، جلستُ وبدأت أجمع أفكاري.
كان هناك شيء واحد مؤكد: الغرفة 333 كانت مكانًا حيث يمكن لأي شخص نطق اسم إيدي ثلاث مرات متتالية واستدعائه. وكان يمكن للشبح السفر عبر مرايا كل غرفة في الفندق، والأهم من ذلك…
كان هنري، مالك فندق لانچهام، محتجزًا كرهينة لدى الشبح.
كل ما تبقى الآن هو دخول الغرفة 333 للتحقيق والحصول على اعتراف “منه”.
كان من الصعب جدًا تحقيق كلاهما بسبب القيود المفروضة على الغرفة 333، لكن كان لدي خطة مثالية.
“يمكنني أن أطلب هذا من السيد هنري.”
عندما كنت على استعداد لمغادرة الغرفة، تذكرت شيئًا.
التقطت بطاقة العمل التي قدمها لي الخادم وفحصتها.
[خدمات الضيافة، جيمي باري.]
باعتبار أن جيمي هو دلع لاسم جيمس …
“جيمس باري.”
عندما قلت اسمه بصوت عالٍ، نما شعوري بالدهشة أكثر.
إذا كنتُ أتذكر هذا الفتى بشكل صحيح فسيكون هو…
لم أكن أعرف ما إذا كان بإمكانه أن يكون مساعدًا جيدًا لي في هذه المهمة.
لذلك غادرتُ الغرفة وتوجهت إلى ردهة الفندق، وقمت بإرسال برقية أطلب فيها من هيلينا إجراء تحقيق حوله.
***
بعد بضع ساعات، في الطابق العلوي من فندق لانچهام.
“من فضلك انتظري لحظة يا سيدة كارتر.”
جلستُ بشكل مريح على كرسي بذراعين في غرفة الانتظار حسب تعليمات السكرتيرة.
كنت هنا لمقابلة السيد چراهام لانچهام.
ومما توقعت، لم تكن عملية الوصول إلى هنا بتلك الصعوبة.
في وقت سابق، بحثث عن السيد هنري الذي كان يقيم في الغرفة المجاورة.
“هنري، انتظر لحظة.”
كما أنني ناديته باسمه الأول.
أجابني الشاب البريء والخجول بصوت وديع:
“نعم يا آنسة إميلي؟ إذا كان هناك أي شيء تحتاجينه … ”
“أود أن أطلب منك معروفًا.”
“طالما أن ذلك في حدود إمكانياتي …”
“ليس بالشيء الكثير. هل يمكنني مقابلة عمك؟ ”
فتح السيد هنري فمه من الدهشة.
“…..”
تحوّل وجه الشاب إلى اللون الأحمر، لكنه بدا سعيدًا أيضًا، وسرعان ما استعاد رباطة جأشه.
“إنه مشغول دائمًا، لكن سوف يكون لديه وقت فراغ إذا طلبت منه أنا ذلك. لكن ما هو سبب رغبتك في رؤية خالي …؟”
لا ينبغي إعطاء هذا النوع من الأشخاص الذين يتصرفون بعفة وضمير وقتًا للتفكير.
اقتربت منه بابتسامة على وجهي، لذلك حاول التراجع الى الوراء دون أن يدرك ذلك.
ثم أمسكتُ بذراعه وهمست في أذنه:
“إنه سر يا هنري.”
“…..”
كان يمكنني أن أشعر به وهو يرتجف.
عندما وضعتُ مسافة بيننا، رأيت أطراف أذنيه حمراء من الخجل.
──────────────────────────
✨فقرة الشروحات:
ماري الدموية (بالإنجليزية: Bloody Mary) هي شبح أو مشعوذة برزت في الأساطير الإنجليزية. يقال أنها تظهر في المرآة عند ذكر اسمها ثلاث مرات أو أحيانًا حتى أكثر في غرفة مظلمة، وهي تحمل سكينا وإحدى يديها مقطوعة وعلى وجهها دماء وتلبس ثوبا أبيضًا وشعرها مقزز، وهذا يتوقف على نسخة القصة، وغالبا ما يكون جزءا من لعبة تحدي وجرأة.
واحدة من أكثر الطرق شيوعاً لجعلها تظهر هي أن تقف وراء مرآة (عادة في الظلام) وتردد اسمها ثلاث مرات، لكن هناك طرق تختلف قليلاً عن هذه الطريقة كترديد اسمها أكثر من ثلاث مرات، الترديد عند منتصف الليل، نثر الغزل في الغرفة، فرك العينين مرة واحدة، تشغيل الماء، ترديد اسمها ثلاثين مرة مع شمعة صغيرة. في بعض النسخ من هذه الأسطورة، يجب أن يقول المستدعي:(ماري الدموية، أنا قتلت رضيعك) .. يقال أنه عندما تمهر فإنها تقتل المستدعي بأبشع طريقة ممكنة .. وإن لم تفعل فقد تخبره عن المستقبل أو تمنكه من الحديث مع الموتى حتى.
(~طبعًا كل ذي خرافات وأساطير لا أساس لها من الصحة، إذا رحت المرآة بنص الليل رح يطلع لك بس جني ينكد حياتك 🤡 … لهيك وجب التنبيه أنه كذا ألعاب بتكون مررة خطيرة ☠️ )
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────