إسحاق - 207
“يبدو أن طفل غولويان يتمتع بأكبر قدر من الكفاءة”.
“إذا يجب أن أتوقع المزيد من العداء”.
الغولويان متطابقين تقريبًا مع البشر نتيجة لذلك لا عجب أنهم حافظوا على علاقات ودية للغاية معهم.
“أنا آسفة”.
“لا يهم في الحقيقة هذا شيء جيد نظرًا لأن العداء غير البشري للبشر أصبح أكثر وضوحًا فإن وجود مدير مراقبة على علاقة جيدة مع البشر سيحافظ على هذا التوازن”.
“لقد إحتفظت بالسر كما وعدت”.
“شكرًا لك”.
“مركز مدير المراقبة سيرثه الشخص القادر على إستقبال ذكريات القديم لكن كما طلبت يو راه لن يعرفوا أن قوتهم تأتي من القديم… حتى الآن يتصرف المدير الحالي بحذر بشأن نواياك”.
“أرى أن الطفل قادر تمامًا”.
“قد يتدخلون في هدفك”.
“لا تقلقي أنا لست بصبر هذا الشخص لا أتوقع نتائج فورية سيكون هناك دائما وقت آخر… كما ترين لدي الوقت بجانبي لأعيش أكثر من الجان”.
تعتبر إليشيا آخر شخص يعرف يو راه.
سرعان ما ستغادر هذا العالم.
“في البداية إعتقدت أنني أعرف ما هو هدفك… لكن الآن لا أعرف”.
“هذا طبيعي حتى أنني بدأت أشعر بالخدر حيال المشروع سيكون لطيفا إذا نجحت أما إذا فشلت فليس هناك ما يمكن فعله”.
“وما زلت…”.
لم تنته إليشيا لكن يو راه بإمكانها تخمين ما ستطلبه.
أجابت بإبتسامة مريرة.
“ماذا علي أن أفعل؟ لقد كان الوقت قاسياً معي وسلبني رغبة الإنتقام هل هذا يعني أنني يجب أن أتوقف الآن؟، لا لقد مات عدد لا يحصى من الأشخاص بسبب القرارات التي إتخذتها بإسم هذا الهدف إذا توقفت الآن فإن موتهم سيصبح بلا معنى… من يدري ربما شخص ما سوف يوقفني”.
“سيكون مؤلمًا”.
“لقد تذوقت الألم عدة مرات بالفعل”.
“ستكونين وحيدة”.
“لا يمكن تجنب ذلك”.
“على الرغم من أنني لا أستطيع أن أبارك مستقبلك فإني أصلي أن يكون هناك سلام في حياتك”.
“…”.
أغمضت إليشيا عينيها وضحلت أنفاسها.
راقبت يو راه بهدوء موت إليشيا ووجهها غارق في الحزن.
“السلام لا يمكنني الحصول على ذلك إذا كان هناك جحيم فهذا هو المكان الذي أنتمي إليه لن أدافع عن أي شيء آخر”.
—
“هل إنتهى؟”.
“آه أهلا هل ترغب ببعض القهوة؟”.
“بالتأكيد”.
بدأت يو راه في صنع القهوة لوون هو وسألت.
“هل تعتقد حقًا أن هذا سيعمل؟”.
“بالتأكيد في حالة الحياة أو الموت سيكون من المخادع الزعم بأسباب صحية للإقلاع عن التدخين أنا بالتأكيد لم أره من قبل، سنكون قادرين على إيجاد مواطنينا بشكل أكثر فاعلية مع هذا حتى الآن أنا أميل إلى إشعال واحدة وأخذ نفخة”.
إرتشف وون هو قهوته لكن عينيه ظلتا مركزتين على يو راه وهو يتوسل إليها بصمت لتريه.
إبتسمت يو راه وكشفت عن عبوة بحجم كف ثم وضعتها على الطاولة.
دفع وون هو قهوته إلى الجانب وفتح العلبة بحذر.
“رائع! حتى أنك جعلته يبدو أشبه بالسيجار؟”.
“نعم يمكنني إنتاجها بكميات كبيرة على شكل سيجارة لكن هذا سيجعل الغرض منها بلا معنى”.
“إذا تم إستخدامه على نطاق واسع فسيؤدي ذلك إلى جعل عملنا أكثر صعوبة”.
“نعم لهذا السبب صنعته على أنه عشب يفيد مجرى الهواء والمثير للدهشة أنه لا ينقي مجاري الهواء فحسب بل ينقي الجسم ككل لقد أطلقت عليها إسم ورقة التشويو”.
“التشويو… أعتقد أنني سأكون أول شخص في هذا العالم يدخن هذا الشيء”.
أمسك وون هو بورقة تشويو وهو على وشك إشعالها لكن يو راه تحدثت بسرعة مدركة أنها نسيت شيئًا ما.
“أوه بالمناسبة أوراق التشويو لها آثار جانبية غير متوقعة”.
“ماذا؟ تأثير جانبي؟”
قام وون هو على الفور بإخراج الورقة من فمه.
إبتسمت يو راه بلطف.
“نعم يبدو أن المانا تبدأ في المرور عبر جسدك عندما تدخنها”.
“المانا؟”.
“حسنًا إنها كذلك لكن الكمية غير ذي صلة ستتبدد في اللحظة التي تنتهي فيها من التدخين إلا أن تأثيرها غير عادي إلى حد ما، سوف تنقي جسمك من كل الأوساخ والدهون الراكدة من جسمك لدرجة أنك لن تحتاج إلى اتباع نظام غذائي”.
“هذا أثر جانبي؟”.
قد يكون هذا هو الكأس المقدسة ليس فقط للمدخنين ولكن أيضًا لأولئك الذين يحاولون إنقاص الوزن وصفه بأنه أثر جانبي جعله يشعر بالخطأ.
ضحكت يو راه بينما تراقب وون هو المرتبك.
“إنه أحد الآثار الجانبية في الواقع لقد إكتشفت هذا بالصدفة على أحد التجارب التي تم إختبارها – أحد المجرمين المحكوم عليهم بالإعدام تم القبض عليه بتهمة الإغتصاب – كريتين مثيرتين للإشمئزاز، صار لديه إنتصاب بشع ومستمر لكن بمجرد أن دخن ورقة التشويو لم يعد قادرا على الإنتصاب”.
“…”.
“لذلك إختبرت هذا على العديد من الأشخاص وتوصلت إلى إستنتاج مفاده أنه عندما تدخن أوراق التشويو ستولد كمية صغيرة من المانا بداخلك لكن رغبتك الجنسية تجف تمامًا”.
“رائع! إذن أنت تجعل نفسك عاجزًا حرفيًا؟”.
“نعم ليس هناك ما يثبت أنك ستصبح عاجزًا دائما إذا كنت تدخن أوراق التشويو بإنتظام لكن الرغبة ستعود ببطء عندما تتوقف، آه! قد أكون قادرة على إيقاف هذا التأثير الجانبي مع مزيد من الوقت في التطوير لكنني لا أرى حقًا الحاجة إليه”.
أشرق وجه وون هو عندما طرحت يو راه إمكانية إبطال الآثار الجانبية ليصاب بعدها بالإكتئاب على الفور.
نظر وون هو إلى أسفل ثم إلى أوراق التشويو في يده وإمتلأت عيناه بثقل العالم.
أراد أن يدخن لكنه سيصبح عاجزًا إذا فعل.
سيفقد أحد الأشياء القليلة التي يمكنه الإستمتاع بها في هذا العالم.
هذا عالم بدون الإنترنت أو التلفزيون بمجرد غروب الشمس أصبحت الليالي طويلة بشكل مخيف.
“أعتقد أنني سأتخلى عنهم”.
“حقا؟ ستستسلم؟ جربهم على الأقل – ستعود إلى الوضع الطبيعي بمجرد أن تتوقف على أي حال”.
“لا يمكن للمدخنين الإقلاع عن التدخين لأنهم متعجرفون بما يكفي للإعتقاد بأنهم قادرون على التوقف متى أرادوا كما أن حقيقة عدم وجود أي آثار دائمة هي أكثر الإغراءات إغراءًا”.
“إذا قلت ذلك”.
عض وون هو شفتيه في خيبة أمل لكنه بعد ذلك إبتسم بطريقة مؤذية للغاية.
“لماذا لا نبقي هذا سرا بيني وبينك؟”.
“هاه؟ لماذا؟”.
“هناك أشخاص سيدخنون هذا بكل سرور حتى لو سيجعلهم عاجزين وسيكون من المؤلم مشاهدتهم هل يمكنك أن تتخيلي العالم بأسره يتحمل هذا العبء؟، إذا كنت أنا الشخص الوحيد الذي يعرف فعندئذ سأكون الوحيد الذي يشفق عليهم”.
“رائع! هذا مخادع”.
“لقد تعلمت هذا من قائدي”.
“أخبرني المزيد عنه”.
“هل تعلمين أنني كنت تابعًا له قبل الحرب؟ أقسم أنه كان سيد إستغلال الثغرات، أراهن أنه الشخص الوحيد في العالم الذي لديه الكرات ليبقى في غرفته عندما يكون القائد قادمًا لزيارته”.
—
“هل تعتقد أنك وجدته؟”.
“نعم أُعطي هذا الزميل إسحاق أمرًا بإصلاح مدينة نيو بورت – التي كانت مهمة مستحيلة البدء بها – وقد فعل ذلك من خلال تحويل المدينة إلى وكر قمار بالإشارة إلى ماكاو ولاس فيغاس كما تم تصنيفه كغازي مؤكد”.
عبست يو راه عند سماع التفسير.
“هذا مزعج لقد أبقيت هذه المدينة بعيدًا عن الأنظار عن قصد لأنها ستكون واحدة من مناطق إنطلاقنا الرئيسية ستكون معضلة إذا تحولت كل الأضواء إليها الآن”.
هز وون هو كتفيه نحو يو راه.
“ليس هناك ما يوقفه الآن لقد أصبح هذا المكان هو عين العاصفة”.
“ماذا حدث؟”.
“إندلعت حرب إقليمية مع الماركيز دوبرون بدأ الأمر بصراع صغير مع خليفة دوبرون الذي أصيب بالجنون بعد أن أصبح غازي من النوع 4، أراد المركز – أعني مديرية الإستراتيجية والدارك رويال – تأمينه من خلال إعطاء مدينة نيو بورت إلى الماركيز دوبرون”.
“لا أحد يعلم بحدوث هذا؟”.
“كما تعلمين لقد ركزنا على مطاردة اللقيط الذي أخذ المفتاح”.
تنهدت الملكة.
كما يقول المثل سيبقى البشر دائمًا بشرًا.
على الرغم من حصولهم على فرصة أخرى في الحياة إلا أن الخيانة إرتفعت من صفوف البشرية مرة أخرى وأخذ ذلك الخائن الجزء الأكثر أهمية في الخطة معه.
“أفترض أن إسحاق قد سجن بالفعل بالنظر إلى التفاوت في القوة بين دوبرون ومدينة نيو بورت ليس لدي سبب وجيه لإنقاذه…”.
عبست الملكة وفكرت في ما ستحتاج إلى التضحية به لإنقاذ إسحاق دون إثارة الشكوك حينها خدش وون هو خده وأجاب.
“لو كان الأمر كذلك لما أخبرتك أعتقد أننا وجدناه فقد حاصر إسحاق جيش الماركيز دوبرون وأحرق المدينة”.
“أحرق مدينته؟”.
سألت الملكة مرة أخرى في مفاجأة كبيرة.
قام وون هو بتسليمها التقرير.
قرأت الملكة التقرير بسرعة وصرخت بدهشة.
“رائع إنه مجنون تمامًا”.
“حقا؟ هذا مشابه جدًا للخطة التي إستخدمناها لتفجير بو هانغ، في الواقع هذا أسهل بكثير في التنفيذ الحرب في هذا العالم هي مجرد رياضة مقارنة برياضتنا”.
سخر وون هو خاصة أنه كان من قدامى المحاربين في الخطوط الأمامية.
“هذا وحده لا يكفي لتأكيد أن إسحاق هو جون يونغ فالأخوان – الإمبراطور الحالي وإسماعيل – إستولوا على الدارك رويال وكلاهما قادران بشكل لا يصدق لدرجة أنني مندهشة، في اللحظة التي نبدأ فيها في تركيز الإنتباه على إسحاق فإن الدارك رويال أيضًا سيوجهون إنتباههم إليه لا يمكننا الإقتراب منه بلا مبالاة”.
“لا داعي للقلق بشأن ذلك سوف يقوم الإمبراطور والدارك رويال بعملنا من أجلنا”.
“غالبا علينا ببساطة أن ننتظر لأن جميع الغزاة من الدول الشرقية الثلاث سيتم إرسالهم إلي حسب ما تمليه الإتفاقية”.
“ولكن الشيء الوحيد الذي يثير قلقنا هو أن المفتاح إتجه نحو مدينة نيو بورت”.
“من فضلك ما هي إحتمالات أن يقع هذا المفتاح في يد إسحاق؟ هذه ليست بعض الروايات”.
—
“لم أفكر أبدًا في وجود مكان مثل هذا سيكون من المعالم السياحية الممتازة”.
تمتم إسحاق وهو ينظر نحو الهاوية السوداء بينما ينزل المصعد إلى الأسفل.
المكان شبيه بكهف السنونو – وهو شيء شاهده على شاشات التلفزيون العالمية.
نزل المصعد لمدة ساعة حتى بدأ إسحاق يفكر فيما إذا كان يتجه نحو قلب الكوكب.
أخيرًا توقف المصعد بعد أن وصل إلى قاعدة الضريح.
“إنديانا جونز سيحب هذا المكان”.
فوجئ إسحاق بما رآه عند خروجه.
إمتد الكهف عميقًا لدرجة أن ضوء الشمس لم يستطع إختراقه لكن الوهج الخافت من الجدران أضاء المكان بشكل غامض.
“ما هذا المكان؟”.
تم إخبار إسحاق عن الأجناس القديمة المهددة بالإنقراض من قبل الدارك رويال لذا إنتقل على الفور لتأمينهم.
الغريب أن هؤلاء “الرهائن” تبعوا عن طيب خاطر إسحاق – بدا الأمر كما لو أنهم لا يعرفون معنى الكلمة.
توفي آخر ناجٍ – الكاهن – منذ فترة طويلة قبل أن يصل إسحاق.
عندما رأى الرهائن أن الكاهن قد مات بدأوا في مطالبة إسحاق بالذهاب إلى مكان ما.
—-
ترجمة : Ozy.
التعليقات على الفصل "207"
مناقشة الرواية
ربما يعجبك ايضاً
