إسحاق - 202 - الخاتمة 2
بعد أيام الكارثة السبعة دخل العالم في حالة من الفوضى.
جمع كل عرق على قيد الحياة معرفته وأسراره وتقنياته كلها للنضال من أجل البقاء.
في تلك الأيام يعتبر التواصل مع الأعراق الأخرى أكثر أهمية لذلك صنع سحر يسمح لمستخدميه بتجسيد وعيهم في مكان واحد بغض النظر عن بُعد أجسادهم.
عيبه أنه بمجرد إستخدامه لا يمكن لنفس الأشخاص إستخدامه مجددا لبعض الوقت وعلى المستلمين أن يكونوا نائمين حتى ينجح.
بسبب هذه العيوب تم دفن هذا السحر في رمال الزمن أمام تقنية المتصل المبتكرة الخاصة بالملكة.
هذا هو السبب في أن هذه هي الورقة الرابحة الأخيرة للبشرية والتي أخفاها الدارك رويال حتى النهاية هروبا من رادار الملكة.
“لا أستطيع أن أصدق ذلك! لقاء في الأحلام؟ السحر بالتأكيد خيالي آمل حقًا ألا يصبح هذا مجرد حلم غريب بالنسبة لي عندما أستيقظ”.
تمتم إسحاق.
ضحك الإمبراطور.
“قد تكون على حق إختفى هذا السحر حتى من السجلات الرسمية”.
إتفق الدوق بندلتون وأومأ برأسه.
“أنا أيضا سمعت عن هذا السحر فقط لم أفكر مطلقًا في أنني سأستخدمه بنفسي”.
“إذا كان هذا حلمًا فلم لا يمكنهم إثارة هذا المكان مع بعض النساء الجميلات اللواتي يرتدين البكيني بينما يرقصن في الخلفية؟ إنه مهرجان سجق مع ثلاثة رجال هنا…”.
طقطق إسحاق بلسانه.
عبس الإمبراطور والدوق بندلتون.
“لقد أخذت هذه الكلمات من فمي”.
“بالنظر إلى أنه لا توجد إمرأة أجمل من إبنتي هل تجرؤ حتى على الرغبة في رؤيتها ترقص حولي نصف عارية؟”.
لم يفهم إسحاق والإمبراطور حب الدوق بندلتون الأبدي لإبنته لذا هزوا رؤوسهم بخيبة.
“فلنركز نحن لا نعرف متى سينتهي هذا أنتم جميعًا على علم بالوضع الحالي أليس كذلك؟”.
“لقد قدمنا لك كل ما نعرفه لكن لا يوجد شيء”.
“لا توجد وسيلة لإلغاء قرار المجلس الكبير”.
تحرك إسحاق لإخراج سيجارة بدافع العادة قبل أن يدرك أنه في حلم.
عض شفتيه بخيبة أمل.
“هناك شخص ما قال هذا في عالمي : يستغرق تغيير شيء ما وقتًا طويلاً ولكن صنع شيء جديد يكون أسرع بكثير”.
“ماذا تقصد؟”.
“إذا كان من الصعب تغيير اللعبة قم بإنهائها وإبدأ لعبة جديدة”.
عندما أوضح إسحاق مر عدد لا يحصى من المشاعر من خلال وجوه الإمبراطور والدوق بندلتون.
“هل تعتقد أن ذلك سيكون ممكنًا؟”.
سأل الإمبراطور عندما إنتهى إسحاق من الشرح.
هز إسحاق كتفيه وأجاب.
“سيكون الأمر صعبًا لو كنت وحدي لكن مع الدارك رويال فإن الفرص هي 50/50”.
“إذا يجب أن نضع حياتنا على هذه النسبة”.
“يجب عليك إتخاذ الإستعدادات في حالة فشلها أيضًا”.
“إذا كان ذلك يعني أننا سنتجنب الحرب…”.
تمتم الإمبراطور.
نظر إسحاق إلى الدوق بندلتون.
“ماذا عنك دوق بندلتون؟”.
“أنا أيضا أود أن أؤمن بنجاحها إذا كانت هناك فرصة لكن إسحاق إذا سارت الأمور كما خططت فستموت بالتأكيد”.
سخر إسحاق.
“هل سبق ورأيتني أحاول العيش؟”.
“سأترك إبنتي تفعل أشياء لا توصف”.
“السرية التامة أمر بالغ الأهمية هنا خاصة أنت دوق بندلتون إذا ذكرت شيئًا ما أمامها فستلاحظ الملكة بسرعة”.
“ألا تهتم؟ ستأتي إبنتي لقتلك”.
“في حدث نهاية العالم المروع يأخذ الممثل الرئيسي المسرح وليس شخصية إضافية مثلي، يجب أن تترك الشخصيات الجانبية والإضافية المسرح للأبطال”.
سخر إسحاق.
نظر الإمبراطور والدوق بندلتون إلى إسحاق قبل الركوع.
“أحييك مكان الإمبراطورية على قرارك”.
“أحييك بصفتي رئيس آل بندلتون على قرارك”.
إبتسم إسحاق.
“كلام فارغ… وشكرا لإعطاء المسرح للوحش كي يحدث الفوضى”.
—
إن ريتينيا قرية ريفية تقع في واد جبلي بالقرب من غابيلين.
معظم السكان من الرجال والنساء المسنين المتقاعدين ويعيشون بقية أيامهم بسلام مع الطبيعة.
نادراً ما كان للقرية زوار لأنها إنحرفت قليلاً عن الطرق الرئيسية التي تربط بالمدن.
مع التطورات الأخيرة في الخدمات اللوجستية والنقل لم تتم زيارتها إلا من قبل التجار الصغار الذين يبيعون البقالة اليومية والمسؤولين الإداريين.
“جئت في الوقت المناسب أوراق التشويو على وشك النفاد”.
“لهذا السبب جئت إلى هنا أنا الوحيد الذي يبيع لك أليس كذلك؟”.
“نعم أنت على حق”.
إبتسم آرون للسيد غونزاليس بينما يدفع ثمن أوراق التشويو.
“لكن ألا تشعر بالملل من العيش في هذا المكان في مثل هذه السن المبكرة؟”.
سأله غونزاليس الذي ذهب ليأخذ بعض الطعام من شاحنته.
أشعل آرون ورقة التشويو وأجاب.
“على الرغم من مظهري أعيش حياة ناجحة لكن جني الكثير من المال في سن صغيرة جدًا جعلني أرى الكثير من الأشياء التي لم أرغب في رؤيتها لذا أشعر بالصداع لمجرد التفكير فيهم”.
“أنت تقول نفس الشيء في كل مرة”.
إشتكى غونزاليس.
إبتسم آرون وغيّر الموضوع.
“أنا مهتم بما يحدث هناك… هل حدث أي شيء مثير للإهتمام؟”.
سأل آرون.
أومأ غونزاليس برأسه.
“بالتأكيد أصبحت مدينة نيو بورت في ضجة كبيرة لبعض الوقت”.
“هاه؟ لماذا؟”.
“الدوقة ليلى أعلنت زواجها”.
“حقًا؟”.
“لم أنت متفاجئ جدا؟”.
“لا أنا فقط مندهش إذن من هو العريس؟”.
سأل آرون.
أجاب غونزاليس بإبتسامة شبه شريرة.
“هذا هو الجزء الذي يتحدث عنه الجميع إنه شخص من غير البشر”.
“حقًا؟”.
“نعم… من كان مرة أخرى؟ إنه من العرق الذي يتحول إلى دب أبيض”.
“الدببة الشمالية؟”.
“نعم! سمعت أنه قائد المحاربين أعتقد أن إسمه هو ريزلي”.
“…”.
“لم تعبير وجهك هكذا؟ تبدو كرجل سرقت إبنته منه”.
“بالطبع لا لقد إعتقدت فقط أن التفاوت في أعمارهم أكثر من اللازم”.
“مهلا لا يمكنك حساب العمر بيننا نحن البشر وغير البشر بهذا الشكل”.
إستمر غونزاليس آرون في تبادل الأحاديث الصغيرة أثناء تفريغ بضاعته.
إشتكى غونزاليس من أن إبنته بحاجة إلى الزواج لكن شخصيتها قوية للغاية.
ظل إبنه يتوسل إليه أن يتقاعد من العمل كتاجر متجول وأن يسمح له بأخذ عباءة الأسرة.
صار إبنه الثاني يتعلم تحت إشراف المحاسب الشهير الكونت كوردنيل بعد التخرج.
تحول الأمر لتفاخر أكثر من كونه حديث قصير ولكن بعد كل ما قيل وفعل دخل الشاحنة على عجل قائلاً إنه بحاجة للعودة إلى غابيلين.
عندما غادر غونزاليس ،ودعه إسحاق – لا آرون – الذي كانت هويته الحقيقية هي جون يونغ ثم جلس على شرفته وإحتسى قهوته بينما يشاهد الغيوم تتبدد.
عندما فتح عينيه وأدرك أنه لم يمت أول ما شعر به هو الإنزعاج.
وجد نفسه في مكان لم يسبق له رؤيته من قبل وسرعان ما أدرك أنه في جسد آخر.
ظل يفكر بجدية في الإنتحار إلا أن وجد رسالة تركتها الملكة.
عندما إنتهى من قراءة الرسالة أدرك المعنى الحقيقي وراء الكلمات الأخيرة للملكة – أن يأخذ وقته.
عندما ذبح المجلس الكبير جميع الغزاة أبقت الملكة على جسد واحد في السر… ليس لنفسها ولكن لإسحاق وتم وضع كل شيء بالفعل.
آرون رجل أعمال حقق ثروة في سن مبكرة من خلال إستثماراته لكنه سئم من حسد الأصدقاء والعائلة الذين أرادوا أخذ المال لأنفسهم لذلك تقاعد وعاش حياة سلمية حتى هذه اللحظة.
هذه القرية في حد ذاتها مكان تم تجهيزه لإسحق ففي النهاية لم تخطط الملكة قط لقتله.
هل أبقت الأمر سرًا كهدية أم نكاية؟ لا أحد يعرف الآن.
“حسنًا؟”.
لاحظ ظلًا خافتًا من بعيد وسرعان ما أطفأ ورقة التشويو.
إعتقد أن لديه العديد من الزوار اليوم لأن الشرير العظيم إسحاق إستمتع بأوراق التشويو وحتى المرضى الذين إستخدموها لسبب وجيه فعلوا ذلك سراً.
أولئك الذين يعجبون بالسجائر ويدخنونها علانية مشهورين بكونهم منحرفين وما شابه لذا تدخينه في العراء أمرًا محظور.
“…”.
“مرحبًا! سمعت أن هذه قرية مليئة بالمتقاعدين لكنني لم أكن أعتقد أنه سيكون هناك مثل هذا الشاب هنا”.
“من الرائع مقابلة ثلاث جميلات أعتقد أنني أستطيع أن أموت سعيدًا الآن”.
“هو هو هو هذا محرج! أنا ريشة وهذه كونيت وتلك ريفيليا”.
قدمت ريشة نفسها لكن آرون سرعان ما لاحظ كونيت وريفيليا تحدقان به بشدة.
ضحك وأجاب.
“سعيد بلقائك أنا آرون لكن ماذا تفعلنا أيتها السيدات في قرية صغيرة وغريبة كهذه؟ لا يعرف الكثير من الناس حتى أن هذه القرية موجودة”.
“لأننا سمعنا أن هذا مكان جيد للتقاعد”.
“التقاعد؟ ألستن صغيرات جدًا على التقاعد؟”.
“تحدث عن نفسك سيد آرون”.
“آه أنت على حق”.
ضحك آرون وريشة معًا.
تحدثت كونيت.
“هذه الرائحة…”.
“أوه أنا آسف العيش بمفردك يمكن أن يجعلك كسولًا وأنا لم أغسل نفسي”.
“ليس هذا النوع من الرائحة… رائحتك مثل ورقة تشويو هل دخنت واحدة؟”.
أومأ آرون برأسه على مضض عند إستنتاج ريشة.
“لأن هذه المدينة هادئة للغاية لا يوجد شيء أفضل من ورقة تشويو لتمضية الوقت فيها، بالطبع ليس لأنني معجب بذلك الرجل القذر لن أجرؤ على الحديث عنه”.
“حقا؟ آه! أحضرنا بعض الغداء هنا هل ترغب في الإنضمام إلينا؟”.
“اهاها لقد تناولت بالفعل بعض الغداء”.
“حقًا؟ إذا سنتناول غدائنا شكرًا لك”.
“إذا مشيت أكثر بقليل فسترين ساحة القرية إنها مكان رائع يمكنك أن تري كل غابيلين من هناك”.
“لا سنأكل هنا”.
رفضت ريشة إقتراح آرون وأخرجت قطعة قماش كبيرة من سلتها.
وضعتها في حديقة آرون وجلست كونيت وريفيليا وهما لا تزالان تحدقان به.
“لا توجد أشياء أكثر غرابة من مجرد مشاهدة شخص آخر يأكل سأعود إلى بيتي أتمنى لكم وجبة شهية”.
“مهلا لا تكن هكذا ربما هناك شيء سيعجبك هنا”.
“حسنًا أنا لست جائعًا تمامًا لذا…”.
تكلم آرون قبل أن تتوقف كلماته.
راقب بصمت الطعام يخرج من السلة.
الرامين والهمبرغر والكوكا والسبرايت والدجاج المقلي.
رأى إسحاق الثلاثة ينظرون إليه بريبة.
إبتسم بمرارة وتنهد.
“اللعنة”.
أخرج آرون سيجارة.
تحرك الثلاثة من مكانهم.
“كنت أعرف! إنه أنت سينباي نيم!”.
“إسحاق!”.
“…”.
عض إسحاق شفته بخيبة أمل ورأى كل ذلك الطعام الرائع يسقط على الأرض بينما ركض الثلاثة نحوه… النهاية.
–+–
– ترجمة : Ozy.
الأن إنتهت رسميا…
التعليقات على الفصل "202 - الخاتمة 2"
مناقشة الرواية
ربما يعجبك ايضاً
