188
كشف التحقيق في حادثة مقاطعة ميلروس أن إسحاق كان على علم بوجود البوابة خلال فترة حكمه لمدينة نيو بورت.
ولكن بدلاً من إبلاغها إلى الإمبراطورية حاول إحتكارها بقصد تهريب البضائع وتجميع ثروة طائلة منها.
ليس ذلك فحسب فقد زُعم أن إسحاق حصل على التكنولوجيا وراء المناطيد من العالم الآخر ووضعها موضع التنفيذ سراً.
حتى أنه إختبر الأسلحة أثناء حرب وولفغانغ وليشتن.
كما ظلت لديه الجرأة لإبتلاع أراضي وولفغانغ بأكملها من خلال تبني ليلى.
وبعدها كشف إسحاق عن المنطاد للجمهور وغذى غروره المتضخم.
تصاعدت أفعاله الشريرة مطلقا العنان للطاعون القبيح في قلعة ميلروس إنتقاما لسوء المعاملة التي إرتكبت ضده في طفولته حيث قتل عددًا لا يحصى من المدنيين.
عندما خرج الوضع عن السيطرة هرب على الفور ولكن بعد أن هدأ الغبار إدعى بوجه مستقيم أنه هو من حل المشكلة.
سرعان ما دحض تحقيق المركز أكاذيبه وكشف جميع مخططاته.
صار إسحاق منذ ذلك الحين هاربًا من الإعتقال.
“من كان مرة أخرى؟ كاينين؟ أم كايزن؟ زار أخوه الإمبراطور نفسه إحتجاجًا على قرار الإمبراطور بمنح كل ثروة إسحاق للسيدة ليلى”.
“لم أر مثل هذا العذر المثير للشفقة أعتقد أن كل فرد في عائلتهم إبن عاهرة”.
“إذا ماذا حصل؟”.
سأل الشاب الذي بقي يستمع بهدوء.
“ماذا تقصد بماذا حدث؟ أصر على حكم الأرض بدلاً من إبنة أخيه حتى تبلغ سن الرشد إلا أن قطعت السيدة ريفيليا رأسه!”.
“رائع! حقا؟ أليست هذه جريمة قتل؟”.
“ها! جريمة مؤخرتي! تبين أن عائلة كاروندارت تابعة لأل بندلتون لذا قامت السيدة ريفيليا بتجريده من لقبه وحكمت عليه بالإعدام، يتعمق الفساد في تلك العائلة لدرجة أن السيدة ريفيليا قادت شخصيًا فرسانها إلى بارونية كاروندارت لتمزيق جذوره”.
“رائع! مدهش! ولكن هل ما زال إسحاق هارباً؟”.
“ها! بغض النظر عن مدى صعوبة محاولته فلن يهرب أبدًا من المركز”.
“ولكن ما هو مقدار الأموال التي إدخرها حتى الآن؟ لا أفهم سبب وجود الكثير من الناس على إستعداد لإيوائه”.
“آه! سمعت أن هناك بعض الأراضي التي يجري التحقيق فيها من قبل المركز”.
“السيدة ريفيليا على ذيله لذا سيتم القبض عليه قريبًا، أقسم لن يفوتني إعدام هذا اللقيط!”.
“أنا أيضاً! لن يموت حتى أراه بأم عيني – ليس حتى أرى وجهه الباكي وهو يطلب المغفرة!”.
إنغمس الجميع في مشاعرهم – يشتمون إسحاق ويهتفون لريفيليا وليلى ويمدحون رحمة الإمبراطور.
مع إرتفاع درجة حرارة الجو بدأ الناس في سحب الكحول من أمتعتهم.
أفسحت المشاعر الطريق لبداية وليمة عظيمة ولخيبة أمل الرجل العجوز لم يعد في مركز الإهتمام.
تحدث الشاب مع الرجل العجوز وإستمر الشيخ بحماس التفاخر بإبنه.
“أوه! لقد وصلنا أخيرًا! غابيلين بالتأكيد مختلفة عن بقية الإمبراطورية! أنظر إلى تلك المباني! أراهن أن العالم الآخر لا يمتلك مبنىً بهذا الإرتفاع ألا تعتقد ذلك أيضًا؟”.
أشاد الرجل العجوز بوطنه للشاب عندما نظر إلى مبنى مكون من 7 طوابق من نافذة القطار.
“أعتقد ذلك فلم أرى مثل هذه المباني في الماضي لكنني أعتقد أن التطوير يحدث بسرعة في العاصمة”.
“هل زرت غابيلين من قبل؟”.
“لقد مكثت بضعة أيام للعمل”.
“حقًا؟ إذن هل أنت هنا للعمل مرة أخرى؟”.
“نعم شيء من هذا القبيل”.
“لا أعرف نوع العمل الذي تقوم به لكن أعلمني عندما تمر بوقت عصيب سأتحدث مع إبني وأرى ما إذا كان بإمكانه مساعدتك”.
إقترح الرجل العجوز خائفا من أن الشاب سيقبل العرض.
إبتسم الشاب وأجاب بهدوء.
“أنا أقدر كرمك لكني أحب عملي في الوقت الحالي”.
“بالطبع! عليك أن تفعل ما تستمتع به”.
إبتسم الرجل العجوز ببراعة وكأنه أزاح الثقل على كتفيه.
غادر عدد كبير من الناس القطار.
من المحتمل أن يصلوا جميعًا لرؤية المبعوثين من العالم الآخر.
نظر الرجل العجوز في حيرة من أمره لأنه لم ير مثل هذا الحشد الضخم في حياته.
“هل سيأتي شخص ما لرؤيتك؟”.
رحب الرجل العجوز الذي فقده مكانه بسرور بالشاب الذي يقترب.
بدأ الرجل العجوز يتفاخر مرة أخرى.
“قال إبني إنه سيأتي لرؤيتي حتى عندما أخبرته أنه ليس بحاجة إلى ذلك”.
“رائع! إنه قادر وإبن صالح!”.
“أليس كذلك؟”.
واصل الشاب الحديث مع الرجل العجوز.
هدأت مخاوف الرجل العجوز وبدلاً من ذلك إنغمس في مدح إبنه بينما يراقب محيطه.
“آه! ها هو! ريكسلي هنا!”.
لوح العجوز لإبنه بإبتهاج.
“إذا سأذهب”.
“لا تكن هكذا لماذا لا تحتسي كوب شاي معنا؟ هل لديك مكان للإقامة؟”.
“لدي جدول أتبعه لكن شكرا على العرض”.
إنحنى الشاب للرجل العجوز وسرعان ما إختفى وسط الحشد.
أراد الرجل العجوز على الأقل أن يعطي الشاب عرضًا تقديريًا لرفقته لكنه لم يستطع إيقاف شخص يغادر بهذه السرعة.
“أبي!”.
“أوه! ريكسلي!”.
ترك الرجل خيبة أمله جانبًا وعانق إبنه مستمتعًا باللحظة.
“هل أنت بخير؟ من هو ذلك الشخص الذي كان بجانبك؟”.
“مجرد شاب جيد جلس بجواري في القطار ورافقني طوال الرحلة حتى لا أشعر بالملل، حتى الآن بقي معي على الرغم من وجود جدول زمني ليتبعه! آه كان يجب أن أسأل عن إسمه! هذه وقاحة مني!”.
أدرك الرجل العجوز أخيرًا أنه لا يعرف حتى إسم الشاب.
قام ريكسلي بتحريك رأسه ونظر إلى الإتجاه الذي إختفى فيه الشاب.
“مستحيل”.
غرق قلب ريكسلي عندما رأى وجه الشاب بجانب والده.
بدا مشابهًا بشكل مخيف لإسحاق الذي أعلن كعدو للإمبراطورية.
ظل ريكسلي متشككًا جدًا منذ أن رأى إسحاق من قبل لكن بالإستماع إلى والده إعتقد أنه ربما تم إساءة فهم شكوكه.
لم يكن إسحاق رجلاً مهذبًا بما يكفي ليرافق والده بإستمرار.
إنحنى إسحاق بجانب عمود وشاهد ريكسلي يغادر مع الرجل العجوز بجانبه.
إبتسم بتكلف.
بقي إسحاق فضوليًا لمعرفة من يمكن أن يكون هذا المساعد المقرب لمازيلان ولم يكن يتوقع ظهور ريكسلي.
أراد أن يتصرف كما لو أنه يعرف ريكسلي لكنه قرر عدم القيام بذلك.
ربما سيصاب الرجل العجوز بنوبة قلبية من الكشف عن هوية الشاب.
تجاوز إسحاق الحشد وجلس على الدرج خارج محطة القطار.
نظر إلى الساحة.
غابيلين في منتصف مهرجان للإحتفال ببداية التجارة مع العالم الآخر.
تم تعلبق الشاشات في جميع أنحاء الساحة وأظهرت برامج تتحدث حول العالم الآخر.
عالم جديد – عصر جديد.
هذا أثار حماس الناس وحتى إسحاق شعر به.
هل يعرف أي منهم؟.
هل يعرفون كيف تشعر الإمبراطورية وهم يستعدون لهذا التبادل؟.
هل يعرفون كيف سيصبح مستقبلهم قاتما؟.
أخرج إسحاق سيجارة من جيبه وأشعلها.
نظرًا لأن هذا لم يكن عالماً تدخين السجائر فيه مشهد مألوف فقد أعطى الناس مظهرًا غريبًا.
عندما أحرق إسحاق سيجارتين أو ثلاثة بدأ الناس يتجمعون خلفه.
جذب المنظر إنتباه الجميع وهمس المارة لبعضهم البعض.
“كيف هي الإستعدادات؟”.
“لقد إنتهت نحن ننتظر أوامرك”.
إبتسم إسحاق.
وقف على قدميه وتمدد.
أصبحت الساحة التي كانت تعج بالناس في يوم من الأيام فارغة الآن.
الكثيرون على علم بوجه إسحاق عدو الإمبراطورية.
ومع الكثير من الإهتمام به بدا أن شخصًا ما قد أبلغ الشرطة أخيرًا.
“الآن أنا أطلب منكم أن تموتوا من أجلي”.
“نحن سننفذ طلبك”.
نزل إسحاق الدرج وتبعه رجاله بينما يسحبون الأسلحة النارية من ملابسهم.
توجه إسحاق إلى الساحة مستمعًا إلى تصويب البنادق مثل الموسيقى.
تجمعت مجموعة من الجنود حول إسحاق ورجاله.
“إسحاق روندارت أنت محاط! ألقوا أسلحتكم وإستسلموا!”.
نظر إسحاق حوله.
الجنود مدرعون ومسلحين بأقواس معدلة موجهة مباشرة إليه.
بدا الجنود متوترين في مواجهة عدو الدولة الذي لم يسمعوا عنه إلا شائعات حتى الآن.
الجاني وراء مذبحة ميلروس والشرير صاحب أكبر عدد من القتلى في التاريخ.
ضحك إسحاق على الجنود وأخرج قنبلة بيض.
“الآن دعونا نبدأ الحرب”.
“نار!”.
كسر!.
أمطرت السهام على إسحاق حينما رمى قنبلة البيض.
مع أصوات إطلاق النار والصراخ بدأت معركة غابيلين الأولى.
–+–
ترجمة : Ozy.
دعم : سوسو.