25
’أخيراً !’ فكرت آريا و اومأت برأسها .
لقد أُتيحت لها الفرصة لإثبات قيمتها .
“أحتاج لمغادرة القصر لبعض الوقت .”
***
تمكنت آريا من الحصول على لفيفة من كارل . احتوت الفليفة على سحر مكن آريا من الإنتقال الفوري أينما كانت . نظر كارل إلى اللفيفة التي كانت في يد آريا و عينيه مليئة بالندم .
“ستصنع نسخة يُمكنها أن تحل محلي عندما أكون بعيدة ، صحيح ؟”
اومأ كارل رداً على ذلك . ابتسمت آريا . لهذا السبب اختار أن تكشف هويتها لكارل . الآن ، يُمكن لآريا أن تتجول بحرية في القصر بدون أن يعرف أحد .
“قد تكوني قادرة على خداع أعين الناس العاديين ، لكن جلالة الدوق و سموه الأمير سيكونون قادرين على معرفة الأمر على الفور .” “سأعود قبل أن يعرف أى شخص .” “ها ، أنا لست متأكداً من ذلك . لقد أعطيتكِ اللفيفة لذا عندما تكونين في خطر فقط استعمليها .”
اومأت آريا . كانت على وشك تمزيق لفافة النقل عندها فقط …
“ووف !”
سيلڤر الذي كان ينتظر بهدوء ركض نحوها بسرعة هائلة . تم تقسيم اللفافة بالفعل إلى النصف ، لذلك لم يكن هناك طريقة لإيقاف السحر . وهكذا ، نُقِل سيلڤر مع سحر النقل الخاص باللفيفة التي تحملها آريا .
كان هناك إحساس بالشد ، لقد كانت فترة قصيرة لكنها كانت مربكة تماماً . تلاشت رؤية آريا للعالم حيث أصبح المشهد المحيط بها غير مادي . تغيرت الإضاءة بهدوء و لكن فجأة في لحظات قليلة …. ثم عندما اتضحت رؤيتها وجدت نفسها واقفة في وجهتها .
هناك وقفت عند أرض الإمبراطورية المقدسة . جارسيا .
“سيلڤر ، كم مرة أخبرتكَ ألا تصطدم بي بهذه الطريقة ؟” “اغغ ….”
أراد سيلڤر بعد المساعدة . كان الذئب هو سائق آريا . كان دائماً ما يأخذها ذهاباً و إياباً داخل القصر و لقد كان فخوراً بعمله . ومع ذلك ، لم يكن سيلڤر يشعر بالأمان . لقد رأى أن النمور أصبحت صديقة لآريا بسرعة و لم يكن يريد أن يخسر ضدهم .
“آرف !”
أراد أن يكون وسيلة تنقلها مرة أخرى . بالإضافة إلى أن لا شيء في العالم يُمكنه الركض أسرع منه . على الأقل ، هذا ما كان يُقال .
‘من المستحيل أن يكون أسرع من النمور .’ فكرت آريا .
تنهدت .
خططت آريا أن تتنقل مشياً بدون استعمال وسائل نقل ، لذا نظراً لحقيقة أن الوقت كان مفيد لها ، فإن سيلڤر سيكون مفيداً . تبعت إرشادات اللفيفة .
“أتبع الإتجاه حيث تشرق الشمس .”
عندما صعدت آريا على ظهر سيلڤر بدأت تتذكر الأشياء التي سمعتها في حياتها السابقة . حيثما كان هناك نور في العالم كان يتعايش الظلام كذلك . لم يكن هناك إستثناء .
‘حتى و إن كان إسمها الأرض المُختارة من قِبل الإله ، حتى الإمبراطورية المُقدسة بها ظلام .’
حتى لو حاول المعبد إغاثة الفقراء ، فسيظل الناس يتضورون جوعاً .
‘القرية في نهاية الشرق .’
في القرية المقدسة كان هناك مكان يُعرف بـ”الأحياء الفقيرة .”
كانت القرية أرضًا مهجورة مليئة بالأنقاض . ومع ذلك ، بدأ العديد من المتشردين والمجرمين في الاستقرار هناك حيث لم يكن لديهم مكان آخر يذهبون إليه. باختصار ، كانت منطقة متداعية وغير حضارية يسكنها في الأساس أناس فقراء .
‘لقد وصلت ….’
بينما كانت أريا على وشك النزول من ظهر سيلفر ودخول القرية …
“لا تعبثي هنا و تضيعي يا طفلة !” صرخ رجل بلا مأوى اصتدم بها .
لقد بدى الرجل مخموراً بينما يحمل زجاجة الخمر في يده .
“هاه ، ماهذا ؟ لون شعركِ غريب . إن كنتِ جميلة ستباعين بسعر جيد .” قال بينما يمد يده لنزع القناع من على وجه آريا .
“غررر–!”
في تلكَ اللحظة , أنزل سيلڤر جسده و بدأ في الهدير .. لقد كان على استعداد لمهاجمته و عض رقبته .
“آرغ !”
كان الذئب يكشف عن أسنانه و يعطيه وجهاً مهدداً . بمجرد أن رأى المشاغب المخمور الذئب ، خاف وهرب بعيداً . وقفت آريا بثبات .
فكرت :’لقد كاد يتم خطفي و أنا لم أدخل إلى القرية بعد .’
لو كانت طفلة عادية لكانت قد بيعت بالفعل كـعبدة . كانت آريا تشعر بالفزع . لقد فهمت بالفعل سبب تخلي الكهنة عن هذا المكان .
“سيلڤر إنتظر هنا ، حسناً ؟” “ووهغ!!” احتج سيلڤر .
لكن آريا ربتت على رأس الذئب .
“أنتَ تبرز كثيراً . سيكون الأمر خطيراً إن أحضرتكَ معي . قد يتم خطفنا و قد يحاول المجرمون بيعنا في السوق السوداء .”
بغض النظر عن مدى روعة سيلڤر ، إذا قرر صياد أو مهرب أو تاجر رقيق محترف مهاجمتهم فسيتم القبض عليهم بغض النظر عن مقدار المحاولة .
شرعت آريا في إخفاء سيلڤر بين الشجيرات قم شدت العباءة على رأسها . كان عليها أن تزور القرية بهدوء قدر الإمكان . عندما بدأت الشمس تغرب حل الظلام . (معلومة جديدة 👏👏👏👏)
“أن-أنقذوني!” “آآههه!” “لقد تم بيعكَ كـعبد ! لا تكن كسولاً و أذهب للعمل .” “سأقتلكَ !” “هاهاها ! هل تعتقد أنكَ قادر على الهروب ؟” “فلتمت ! مت فقط !”
مع حلول الليل كان من الممكن سماع كل أنواع الأصوات القبيحة . واصلت آريا المشي وهي تحبس أنفاسها.
تساءلت آريا عما إن كان هناك شخص يتذكر . لقد فقدت هذه الأرض مجدها السابق تماماً . لا أحد يستطيع أن يخمن أنه كان هناك آثار مخفية هنا .
“من كان يتخيل أنه كان هناك بقايا في معبد مهجور ؟”
“بالتأكيد لن يجدها أحد سوى القديسة ، حتى أنها قامت بالبحث في أحد الأحياء الفقيرة .”
كانت القديسة فيرونيكا هي أول شخص بحث تحت أنقاد هذا المعبد .
‘على الأقل كانت قادرة على ذلك في الماضي .’
عندما وصلت آريا ، خطت حوالي خمس خطوات أمام جدران المعبد ثم طرقت على الأرض . بعد ذلك دارت حول المكان و كررت هذا السلوك مراراً و تكراراً . عندما طرقت الأرض في مرة سمعت صوتاً أجوفاً .
‘إنه هنا .’
جرفت آريا الأوساخ بيدها و سرعان ما ظهر لوحاً خشبياً . لقد كان … مدخل الممر السري . كانت آريا تئن وهي ترفع اللوح الخشبي . ولكن فجأة .
“آهغغ ، مزعج جداً ….”
سمعت صوت بشري . تصلبت آريا . كان هناك متشرد ينام مثل رجل ميت على الأرض ، فجأة أدار جسده في اتجاه آخر .
“هممم .”
وسرعان ما نام مرة أخرى .
‘شكراً لله .’
آريا التي شعرت بالإرتياح في صمت ، رفعت اللوح الخشبي مرة أخرى . ثم استخدمت السلم و نزلت بحذر إلى الأسفل . على الرغم من أن المكان كان مظلماً إلا أن آريا تمكنت من التجول بسهولة بسبب حواسها .
‘لا يوجد سوى الغبار و شبكات العنكبوت .’
بعد فترة وجيزة وجدت صندوقاً أسود . فتحت غطاء الصندوق .
“قرارات الحاكم .” (سيتم تغيير لفظ الإله للحاكم و سيتم تعديل الروايات الأخرى قريباً بهذا اللفظ)
وقد كتب المعبد أيضاً عن الآثار . لمعاقبة أولئكَ اللذين تحدوا سلطة الحاكم ، سوف تضرب الأرض صاعقة ، أولئكَ اللذين أُصيبوا سوف يتحملون القوى التي أعطاها لهم الحاكم .
‘لقد وجدتها .’
أغلقت آريا الغطاء بعد فحص محتوياته . الآن الشيء الوحيد الذي كان عليها فعله الآن هو مغادرة هذا المكان . عندما كانت على وشكِ الوقوف …
‘ماذا ؟ شيء ما للتو …..’
شعرت بشيء ما في اللحظة التي لمست فيها الحائط لدعم جسدها .
‘إنه فقط حائط عادي .’
نقرت آريا على الحائط . هل كان هناك شيء ما وراء الحائط ؟
‘لا يُمكنني فقط هدم هذا الحائط .’
بدأت آريا بفحص الحائط . ثم وجدت لبنة يُمكن إزالتها . أمسكت آريا بالصخرة المهتزة و سحبتها بعناية . كان هناك حفرة كبيرة بما يكفي لتناسب يد آريا . ترددت للحظة لكنها قررت أن تمد يدها عبر الحائط . وبينما كانت تبحث في الحفرة شعرت بشيء ما يلمس أطراف أصابعها .
‘هذا ….’
علبة مخملية بحجم كف اليد . فتحت الصندوق الفاخر الذي لم يكن يناسب هذا المكان على الإطلاق . في الداخل كان هناك عقد جميل مصنوع على شكل قطرة من الماء .
‘القلادة التي يرتديها القديسون دائماً .’
لماذا كانت هنا ؟ تساءلت عما أن كانت شيئاً مقدساً لكنه لم يكن يبدوا أنه كذلك … بالكاد كان يُمكنها الشعور بالقوة المقدسة . بدلاً من ذلك ، لم يكن هناك سوى آثار بقيت على القلادة .
‘ما الهدف من هذا ؟’
لم تعتقد أن القديسين سيتركون هذه هنا بلا وعي .
‘أياً كان ، لقد نفدت مني الأفكار .’
نهضت آريا و ارتدت القلادة حول رقبتها . يُمكنها التفكير في الأمر لاحقاً ، كانت أولويتها الآن هو الخروج من هذا المكان . صعدت آريا مرة أخرى على السلم و رفعت اللوح الخشبي . لكن عندما خرجت ….
“لقد عدتِ أخيراً ….”
وجدت آريا نفسها محاطة بمجموعة من الأشرار .
–ترجمة إسراء