أن تصبح من عائلة الشرير - 182
فتح لويد عينيه بينما كانت آريا تُحدّق به غير قادرة على إيقاظه.
لقد كانت نظرتها عنيدة للغاية لدرجة أنها أيقظته من نومه.
“ألا تستطيعين النوم؟”
سأل لويد بصوت منخفض وكسول، لكن لم يكن هناك أي نعاس في عينيه.
عبس لويد قليلاً كما لو أنه كان ينظر إلى شيء مشع للغاية، ثم مد ذراعيه واحتضن آريا بقوة.
“نامي لفترة أطول.”
أنتِ متعبة.
ضغط لويد بشفتيه على رأس آريا وكأنه ختم رسالة مهمة، ثم رفعهما ببطء وهمس.
“أو هل تريدين مني أن أساعدكِ على النوم؟”
كانت آريا على وشك الإيماء برأسها دون وعي، لكنها توقفت في منتصف الطريق وأضاقت عينيها في ريبة.
“أنا أتذكر جيداً أنكَ قد قلتَ مثل هذا الكلام عند الفجر أيضًا يا لويد …”
كانت آريا لا تزال تتذكر بوضوح كيف قال لها لويد بأنه سوف يساعدها على النوم لكنه في المقابل زاد من صعوبة نومها فقط.
كما تذكرت آريا بشكل واضح كيف جرفتها حرارة جسده بعيداً عن شاطئ الراحة بينما كانت في حالة سكر من المتعة.
كما قال لويد، لقد كانت آريا متعبة حقاً.
لقد شعرت وكأنها ذهبت إلى الجنة ثم سقطت في الجحيم لتعود إلى النعيم مجدداً لمرات لا تحصى.
“لكنكِ بعدها نمتِ بعمق، أليس كذلك؟”
لقد نامت آريا بالفعل.
لكن نومها كان أشبه بالإغماء من الإرهاق.
نظرت آريا إلى لويد بعيون متجهمة.
“هل تظن أنني نمتُ جيداً بفضلكَ يا لويد؟”
“هل تريدين المزيد؟”
“عندها سأموت …”
لم يكن الأمر يتعلق فقط بالحلم الغريب الذي رأته خلال نومها، بل كان جسدها بأكمله مثقلًا بما يكفي لتنام طوال اليوم من الإرهاق.
‘إذن … هل كان ذلك مجرد كابوس؟’
بعد أن استيقظت آريا من حلمها، تحققت من لويد لكنه كان على حاله كالمعتاد.
مهتم ولطيف.
كانت عواطفه دائماً تقطر بالعسل، لذلك شعرت آريا أن الشخص الذي رأته في حلمها كان غريباً بشكل لا يوصف.
‘الأمر لا يتعلق فقط بكونه كان غاضباً … لقد تصرف معي كما لو كان شخصًا مختلفاً تماماً.’
كما لو أنه قد تم دفعه إلى حافة الهاوية بالفعل، لذلك فَقَد عقله والمنطق الذي كان يملكه.
في المقام الأول، لم يكن من الممكن أن تتركه آريا وراءها وتحاول الهرب منه.
‘إذن هل هو مجرد كابوس لا يمت للواقع بصلة؟’
لقد كان الكابوس محرجًا، لذلك أرادت آريا أن تنساه.
لكنه كان واقعياً للغاية.
لكن …
بالنظر إلى الماضي، هل من الممكن اعتباره حقاً مجرد أضغاث أحلام؟
ألم يرى لويد شيئاً كهذا في الليلة التي هزم فيها جرد الحضيض؟
‘لقد أخبرني لويد أنه قد رأى شيئاً كهذا في ذلك الوقت.’
ذات مرة، رأى لويد حلماً بدا وكأنه كان يتنبأ لما قد يحدث في مذبحة الفالنتاين.
من الممكن أن يُطلق على ذلك الحلم اسم “الرؤيا التحذيرية” بما أن لويد لم يكن يعرف المستقبل مثل آريا.
‘إذن … هل هذا تحذير لي أيضًا؟’
في يوم من الأيام في المستقبل، قد تهرب آريا بعيداً وهي تبكي، وقد يمسكها لويد بتلك الطريقة القاسية ويهددها بمثل تلك الكلمات المخيفة.
‘هذا مستحيل.’
وضعت آريا يدها على شفاه لويد عندما اقترب منها لتقبيلها.
عندها قام لويد بتقطيب حاجبيه كما لو أنه لم يكن راضياً عن تصرفها هذا، لكنه سرعان ما أغمض عينيه وقبّل كف آريا بعمق.
‘إنها فكرة سخيفة، ولكن إذا …’
إذا تركت آريا لويد طواعية في يوم ما، فسيكون هناك سبب واحد فقط لذلك …
لا بد من أن لويد سيكون في خطر إذا استمرت هي في البقاء بجانبه.
لو كان ابتعادها عنه هو ثمن سلامته، فسوف تدفعه آريا دون تردد.
لقد مرّ الاثنان بالفعل بأزمات لا حصر لها ولم تنجح في إبعادهما عن بعضهما البعض، لكن إذا اختارت آريا المغادرة حقاً مع تجاهل طلب لويد الجاد بأن تبقى بجانبه …
‘سيكون هذا أمراً مستحيلاً ما لم يكن لويد في خطر بسببي.’
هل من الممكن أن يواجهوا مثل هذه الأزمة في المستقبل؟
أزمة أسوأ من مذبحة الفالنتاين و هياج طاقة لويد؟
تصلبت تعابير آريا القلقة.
عندها، عندما فتح لويد عينيه، بدا في حيرة من أمره، ثم رفع يده ووضعها على جبهتها.
“أعتقد أنكِ تعانين من الحمى.”
رمشت آريا بعينيها للحظة، واستجابت لكلماته برد فعل هادئ.
لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة مرضت فيها، ولكن في إحدى الفترات، كانت تعاني من أمراض بسيطة مثل الحمى بشكل متكرر.
“سوف أصبح في حالة أفضل بعد أن أرتاح جيدًا.”
ردت آريا بلا مبالاة بينما كانت تحاول طمأنة لويد.
لكن في تلك اللحظة …
عندما بدأت تشعر أن أنفاسها أصبحت ساخنة وأن جيوبها الأنفية تحترق، لاحظت فجأة أن الدم بدأ يسيل من أنفها.
“هاه …”
لقد كانت تعاني من نزيف في الأنف.
وبينما كانت تُحدّق إلى الأسفل في حيرة بينما بدأ دمها يلطخ البطانية، بدأ رأسها فجأة بالدوران.
“لو … لويـ …”
وقبل أن تتمكن آريا من إنهاء كلماتها، انهار جسدها بلا حول ولا قوة.
***
“هل هذا صوت غناء؟”
كانت ناتالي متوجهة نحو غرفة نوم الإمبراطور لمقابلته، لكنها رفعت حاجبيها في استغراب عندما سمعت صوت غناء قادم من الداخل.
عندها قال حارس البوابة، الذي كان يحرس غرفة الإمبراطور، بنظرة مرتبكة.
“في الواقع، لقد كان جلالته يبحث عن نساء شابات وجميلات في الآونة الأخيرة من أجل …”
نساء؟
لم تكن ناتالي تهتم بالنساء اللواتي كان الإمبراطور يلهو معهن، لكن إذا ترك مسؤولياته ليستمع إلى الغناء طوال اليوم، فهذا أمر آخر.
‘هل جن جنون هذا الإمبراطور الـXXX وأخيراً؟’
كان هذا السؤال عالقاً في طرف حلقها مثل الشوكة، لكنها كافحت لتبتلعه وتحافظ على هدوئها.
بعد انتظار طويل، حصلت ناتالي في النهاية على الإذن بالدخول إلى الغرفة.
“جلالتكَ، هل…”
أنتَ بخير؟
حتى قبل أن تكمل جملتها، ضاعت الكلمات من ناتالي بسبب الصدمة.
لقد حدث ذلك لأنها رأت امرأة جميلة محبوسة في قفص.
‘يا حبيبي … ما هذا الذي يحدث هنا؟’
صدم سلوك الإمبراطور الغريب الأميرة مرة أخرى.
لقد كانت تجارة الرقيق في إمبراطورية فينيتا سرية للغاية، لذلك حتى النبلاء كانوا ليشعروا بالتردد في التباهي بعبيدهم في مثل هذا المكان المكشوف.
“أنا بخير. بالمناسبة يا ناتالي …”
“آه … حسنًا … نعم؟”
أجابت الأميرة بصوت متزعزع بينما كانت نظراتها ما تزال مثبتة على القفص في صدمة.
“ما رأيكِ؟”
عقد الإمبراطور كونراد الثالث ذراعيه أمام صدره بفخر وهو يجلس على السرير، ثم أشار إلى القفص بينما يسألها.
ماذا يجب أن يكون رأيها حيال هذا بحق الخالق؟
‘أخي، هل أصبتَ بالجنون حقاً؟’
أم أنه يريد منها أن تختبئ خلفه وتتصرف بجنون إلى حد ما حتى تتمكن من الاستمتاع ببقية حياتها بارتياح؟
ربما هو لم يكن يريد سماع إجابة أثناء طرح هذا السؤال في المقام الأول.
“يقولون أنها سيرين. ألا تثير أغنيتها الإعجاب؟”
سيرين.
لقد سمعت ناتالي شائعات عديدة بشأن هذا المخلوق الشائع هذه الأيام.
مخلوق سماوي يقوم بإغواء الناس من خلال الأغاني أو شيء من هذا القبيل.
على عكس حقيقة أن الاسم كان مشتقاً بشكل واضح من وحش أسطوري، إلا أنه كانت هناك شائعات بأن السيرين في الواقع كانوا من نسل الملائكة.
“بفضلها، أشعر أن الأرق الذي أعانيه قد بدأ يتحسن شيئًا فشيئًا. لم أسمع أي أصوات غريبة في الآونة الأخيرة.”
“هكذا إذن؟”
أومأت ناتالي برأسها بمرارة.
في المقام الأول، لم يكن لدى ناتالي أي من المشاعر الكافية أو الإحساس المرهف للاستمتاع بأي نوع من الفنون سواء السمعية أو البصرية، لكن هذه الأغنية كانت جيدة حقاً.
عندما استمعت ناتالي إليها، تأثرت، وأرادت الاستماع إليها أكثر، وأصبحت وكأنها ممسوسة.
وفي الوقت نفسه، كان لديها شعور بأنها ستكون في خطر حقًا إذا استمرت في الاستماع للأغنية أكثر من هذا.
“هذا يكفي.”
رفضت ناتالي الاستماع بشكل قاطع وعبّرت عن وجهة نظرها على الفور.
“لماذا لا تأخذها إلى المكتب معكَ وتكمل مسؤولياتكَ كإمبراطور؟”
“ماذا؟ يا له من شيء فظيع تقولينه. هذه الأغنية ملكي أنا فقط. فقط أنا، أنا فقط.”
“كلامك مخيف حقًا … لكن على أي حال، من فضلكَ توقف عن اللهو في الأرجاء واذهب لحضور اجتماعكَ. بما أن هذا الاجتماع سوف يحضره مبعوثون مهمون من دول أخرى، فقد كان مساعدك يبكي بيأس وطلب مني أن أخبركَ بأنكَ إذا لم تحضر الاجتماع فسوف يكون الضرر شديداً على الامبراطورية.”
“آه، الاجتماع … نعم، يجب أن أذهب.”
بدا صوت كونراد الثالث وكأنه كان ضائعاً جزئيًا في مكان ما بداخل عينيه غير المركزتين.
وأخيراً، رفع كونراد مؤخرته الثقيلة من فوق السرير ليتوجّه إلى قاعة المؤتمرات ….
“ارغغ!”
لكنه انهار بسرعة وجلس على السرير من جديد.
لمس كونراد جبهته بقوة وكأن رأسه كان ينبض بصداع شديد.
“هل أنتَ بخير؟”
عند سماع صوت ناتالي القلق، شعر الإمبراطور بارتباك عميق.
في اللحظة التي كان فيها على وشك مغادرة جانب سيرين، شعر وكأنه مدمن عاد إلى رشده بعد اختفاء آثار المخدر من جسده.
لقد عاد الصداع الذي كان يطارده.
“سوف تموت. بألم لا نهاية له.”
“سوف يتم تدميرك.”
شعر كونراد وكأن تلك الهلاوس الرهيبة قد حاصرته من كل الجوانب مرة أخرى …
لا، لم يكن هذا مجرد شعور، لقد حاصرته بالفعل.
في اللحظة التي اجتاح الخوف الذي نما في لحظة قلب كونراد، بدأ يتعرق بغزارة بينما بدأ يُكافح لالتقاط أنفاسه.
لقد كان جسده كله يرتجف.
الإمبراطور، الذي أصبح أبيض اللون من الخوف، تلعثم في كلماته وصرخ في الهواء بيأس.
“لا!!! لا!!! ابتعدي!”
“ماذا؟”
بعد أن عاد الإمبراطور إلى رشده للحظة، وبينما كان ما يزال يرتجف، تحدث كما لو كان مطارداً من طرف سفاح قاتل.
“ناتالي، يبدو أن حالتي قد ازدادت سوءًا فجأة، لذا أحتاج منكِ أن تحضري الاجتماع نيابة عني. أنا لا أستطيع الذهاب في وضعي الحالي.”
“هل تعتقد أن هذا الاجتماع مزحة؟”
عندما سألت ناتالي بصرامة، رفع الإمبراطور صوته فجأة.
“كيف تجرئين على عصياني!”
“……”
“تعالي إلى هنا، هيا-!! أيتها السيرين. إن صوت غنائك رائع حقاً. لا تتوقفي عن الغناء، هيا-!”
لقد كان حقاً مثل المجنون.
تمتم الإمبراطور بشيء لم تستطع ناتالي فهمه، ثم غضب فجأة وصرخ عليها لتغادر المكان.
أُجبرت ناتالي في النهاية على مغادرة الغرفة رغماً عن إرادتها.
“كيف … كيف حال سموه؟”
عندما خرجت ناتالي من غرفة النوم، سألها مساعد الإمبراطور الذي كان ينتظرها عند الباب بوجه متوتر.
الماركيز مونتيس.
كانت عائلة مونتيس ذات تاريخ عريق وكانت وفية للإمبراطور من جيل إلى جيل، لذلك تم إطلاق لقب “كلاب العائلة الإمبراطورية” عليها.
“لقد أخبرني أن أحضر الاجتماع بدلاً منه.”
“هاااهه … ما هذا بحق …”
أمسك الماركيز برقبته وكأنه كان على وشك أن يفقد وعيه، لكنه استعاد رباطة جأشه.
لقد كانت مسؤوليته الاهتمام بأمور الامبراطورية ومستقبلها.
لا يمكنه أن يتوقع الكثير من الإمبراطور الذي جن جنونه مؤخرًا ولا من الأميرة الجاهلة التي يُشاع عنها بشائعات قذرة منذ فترة طويلة، لذلك أصبح يشعر بأن مصير الإمبراطورية الآن بين يديه.
“ليس باليد من حيلة. سأكون بجواركِ مباشرةً، لذا يكفي أن تجلسي هناك وأنا سوف أتكلف بالأمور السياسية يا أميرة.”
عندها، بعد لحظة من التفكير، مدت ناتالي يدها.
“المستندات.”
“ماذا؟”
“أعطني جميع المستندات التي كان من المفروض أن يعتني بها جلالته ا
ليوم. سأقرر كل شيء بنفسي حيال الموضوع.”
الشؤون التي تخلى عنها الإمبراطور …
أصبحت ناتالي على استعداد للاهتمام بهذه الأمور بدلا من أخيها المجنون.
──────────────────────────
✨فقرة المناقشة:
أحس أنه لويد يلي بالحلم هو لويد من التايملاين الأول بعدما ماتت آريا 👀
إيش رأيكم؟
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────