18
”عليكِ الزواج قريباً .”
جلجة–!
أسقطت آريا الكتاب من يدها بمجرد سماع كلمات الدوق .
‘لماذا فجأة ؟’
تحدث تريستان :”سيكون حفل زفافكِ فاخراً مثل الإمبراطورة .”
شدّت آريا حاشية و أمالت رأسها متظاهرة بالجهل . بينما كانت تلعب بآذان الأرنب سأل الدوق الأكبر :”ألا تحبين حفلات الزفاف ؟”
[لكن ماذا عن لويد ؟]
“إنه زواج أطفال على أى حال . الزواج مجرد لوضع الأساس لكِ . إن كنتِ لا تحبينه يُمكنكم الطلاق بمجرد أن تصبحا بالغين .”
بموجب القانون الإمبراطوري ، كان من الممكن طلب الإلغاء و إعلان أن الزواج كان باطلاً بعد وصول الزوجين إلى سن الرشد . تم السماح بالطلاق داخل الإمبراطورية حتى يتمكنوا من منع النبلاء من التهور بتزوير سلطاتهم و وضعهم الإقتصادي بحجة الزواج .
‘ليس هذا ما قصدته ، أريد أن اسأل كيف يشعر لويد تجاه ذلك ….’
كانت آريا مضطربة ، تساءلت عما إن كان الدوق الأكبر يتجاهل عن عمد رأي لويد و يجبره على هذا الزواج المدبر الذي لم يكن يريده حتى .
‘إذا كان هذا صحيحاً ، فلن أتمكن حتى من الإقتراب منه …..’
حتى في ذلك الوقت ، بالكاد قد افلتت من تهديداته . تساءلت آريا عما إن كان يريد حقاً قتلها . هزت رأسها وهي لاتزال تُمسك بحافة فستانها .
“هممم؟ ألا تحبين إبني البكر ؟ ماذا عن إبني الثاني ؟ إنه في الأكاديمية الآن لكنه سوف يعود قريباً .”
هزت آريا رأسها بعنف . لقد أرادت فقط مقابلة لويد ، لم تكن تريد الزواج منه . كان من الأفضل أن تحصل عل وظيفة خادمة على أن تكون خطيبة لشخص ما .
[لا أريد أن أجبر على زواج بلا حب .]
كان لويد شخصاً يقظاً و من الصعب الاقتراب منه . قررت آريا أن تكتب على بطاقتها لإلهاء الدوق الأكبر عن موضوع فرض الزواج المرتب على لويد .
[إذا لم أتزوج يُمكنني فقط اللعب مع أبي .]
“هممم .”
في تلكَ اللحظة ، سقط الدوق الأكبر في تفكير عميق . بدا أنه أدركَ أخيراً أن سعيه وراء زواج آريا كان على حساب سعادتها . بعد ذلك ، كان كل ما تبقى هو العثور على مكان تستقر فيه آريا بسلام .
‘ليس من السيء أن يكون لدىّ إبنة .’
ابتسم الدوق الأكبر وفكر ما إن كان من الأفضل المرور بعملية التبني إن لم يكن لدى إبنه مشاعر لها في المستقبل .
“سمعت من الطبيب أنكِ تواجهين مشكلة في الأكل .”
وسعت آريا عينيها . على الرغم من أن الدوق الأكبر طرح موضوع الزواج أولاً ، إلا أن هذا الموضوع هو ما أراد التحدث عنه .
“لست متأكداً مما يعنيه عدم القدرة على التعبير عن المشاعر ….”
كانت عيناه تشبه الرماد المحترق الأخير من المدخنة في الشتاء و تلمع مثل النجوم الذائبة في البلاتين .
“إذا كان هناك أي شخص قد جرحكِ في أي وقت مضى ، سوف أمزقه .”
فكر دواين وهو يهز رأسه بخيبة أمل :’لماذا يقول هذا ؟’
لكن تريستان لم يتوقف عند هذا الحد .
“إذا كان هناك شخص ينظر إليكِ بنظرة مزعجة سوف أقتلع عينيه .” “………..” “إذا تجرأ أحد على لمسكِ سأقطع معصمه .” “………..”
‘آه يالهذه الالفاظ ….’
كان دواين محبطاً وغطى عينيه بكلتا يديه . لقد احترم سيده أكثر من أي شخص آخر في العالم ، لكنه كان رجلاً لا يستطيع أن يحكم جيداً في بعض الأحيان . هذه الكلمات من الممكن أن تجعل الشخص العادي يبكي ناهيكَ عن طفلة مثل آريا .
“لذا ، إن فتحتِ قلبكِ يُمكنكِ البكاء .” “………..” “لا بأس في الضحك و الغضب .”
‘لقد فات الأوان على قول مثل هذه الكلمات بعد أن قلت كلمات من الممكن أن تجعلها أكثر إضطراباً نفسياً ، جلالتكَ !’
أغلق دواين عينيه بإحكام لأنه لم يجرؤ على رؤية رد فعل آريا . ولكن بدافع الفضول رفع طرف عينه بهدوء . وكما هو متوقع لقد كانت دموع آريا تنهمر .
‘أنظر إليها . هذه المسكينة … تبكي في خوف ؟’
كانت تبكي على صدره بلا انقطاع ، ويداها تمسكان بسترته . أمسكها في صمت وهو يهزها ببطء و غطت دموعها صدره . كانت يائسة . كانت يائسة مثل طائر كان يُمسك بالغرباء للبقاء على قيد الحياة ، سواء كان هذا الشخص مجرماً أو قاتلاً أو حتى شيطاناً .
“………….”
إن كان الأمر كما لو كان من قبل لكان دواين قال أنها سيدة غريبة . ومع ذلك ، لم يستطع قول هذا هذه المرة . مساعد الدوق الأكبر الذي راقب بقلب غير واثق ، انتظر بهدوء حتى تتوقف دموع الطفلة .
***
[أريد أن أتناول الفطور .]
أمسكت آريا بطاقتها .
“نعم ، هاهو حساء آنستي ….” [شيء آخر غير الحساء .]
بعد ذلك ، أصبح فم دانا متفاجئاً بسبب الكلمات الصادمة السيدة الشابة . سرعان ما غطت فمها بكلتا يديها . لم تستطع إلا أن تشعر بالبهجة لرؤية آريا تريد أكل شيء آخر غير الحساء .
“آنستي ، هل هناكَ شيء معين تريدين أكله ؟”
أومأت آريا . بمجرد أن فتحت عينها في الصباح تذكرت الأطباق الآسرة التي أرتها لها دانا في كتاب الطبخ . لم تكن تعرف السبب . لكنها أرادت حقاً أن تأكله .
[بيض مخفوق .]
مع ذلك ، كان العمال في المطبخ على عجلة من أمرهم . كان ذلك لان الدوق الأكبر الذي اكتشف أن آريا لا تأكل جيداً . قد حذرهم بالفعل أن يقدموا أجود أنواع الطعام لها .
‘يجب أن أصنع أجود بيض مخفوق عبى وجه الأرض …!’
الشيف بيكر الذي سكب روحه في صنع البيض جاء لغرفة آريا بتعبير متوتر . قامت خادمات المطبخ بسحب العربة إلى الداخل بأيد مرتجفة ووضعوا الطعام على الطاولة . لقد كانت بيضة مخفوقة . تماماً كما طلبت آريا .
‘يبدوا لذيذاً ….’
كانت ناعمة ودسمة مثل الصورة التي رأتها في كتاب الطبخ . على عكس الصورة ، كانت رائحتها شهية للغاية . بعد القليل من التردد تناولت القليل بملعقة ووضعته في فمها . الملمس الناعم ملفوف حول طرف اللسان ذاب في لحظة .
‘إنه لذيذ ، شيء لم أكن مهتمة به من قبل ، ظننت أن الأكل عديم الفائدة ….’
كان الأكل مجرد وسيلة للعيش … والبقاء على قيد الحياة .
‘هذا … إذاً لقد كان الأمر على هذا النحو .’
عضت آريا شفتيها . هل كان هذا بسبب تعزية الدوق الأكبر لها ؟ شعرت أن كل شيء أصبح على ما يرام أخيراً . ثم تناولت آريا قضمة أخرى . وبطريقة ما أرادت تناول المزيد . التقطت آريا اللقمة التالية ووضعتها في فمها. إمتلأ فمها بالطعام الغني و ملأت خديها كثيراً . وقبل أن تعرف ذلك إنتهى الطبق .
“هل يناسب ذوق الآنسة ؟” سأل الشيف بيكر .
من الغريب أنه لو كان الإمبراطور هو من يقوم بتقييم مذاق الطعام ، فلن يكون متوتراً بهذا الشكل . بعد التفكير لفترة ردت آريا .
[إنه طري جداً و لطيف .]
بذلت قصارى جهدها لوصف المذاق . كان هذا أفضل ما قد تفعله ، فهي لم تتذوق أبداً نكهات الطعام أثناء تناول الطعام . في هذه اللحظة قفزت خادمات المطبخ اللواتي كن يحبسن أنفاسهن بصمت كما لو أنهن عدن على قيد الحياة .
“آنستي الشابة ، هل تريدين بعض الحلويات ؟” “ماذا عن حلوى الماكرون الخاصة بالشيف ؟” “ماذا عن كعكة الجبن ؟” “هذه كمثرى مغلفة بالعسل .” “و الحلويات أيضاً .”
صرخ الجميع بحماس شديد .
54540025471025 src=”https://api.rewayat.club/media/ch_img/chapterImage_TSFleNi.jpg”
أخذت آريا قطعة حلوى أخرى من إحدى الخادمات ووضعتها في فمها .
ملأت رائحة النعناع فمها ، لقد كانت منعشة بالفعل و لذيذة .
[شكراً لك .]
أخرجت آريا بطاقة من حقيبتها و رفعتها . لأنها كانت تستخدمها كثيراً ، لقد كانت حوافها مهترئة .
“كيف يُمكنني رؤية هذه البطاقة أخيراً ….”
ارتجفت خادمة المطبخ التي سلمت الحلوى إلى آريا بتعبير مندهش ، ثم ضربت ذراع الشخص المجاور لها .
“ماذا تفعلين ؟”
كانت الخادمة التي تقف بجانبها مندهشة . ومع ذلك أومأ بقية الخدم برأسهم و ربتوا كتفها و كأنهم يفهمون سبب تصرفها هذا .
***
انتهى الربيع و جاء الصيف . بعد الإنتهاء الفصل الدراسي الأول من الأكاديمية ، عاد لويد إلى ملكيته لقضاء أجازته الصيفية .
“هل ستعود أيضاً ؟” “بالطبع ، إنها أجازتي التي طال إنتظارها .”
وصلت عربة لويد في نفس الوقا بالظبط مع عربة أخيه الغير شقيق . فنسنت ڤالنتين . كانت إبتسامته النعامة مختلفة تماماً عن نظرة لويد اللامبالية .
“أنتَ لا تزال كما أنتَ .” “أنتَ لم تتغير أيضاً هيونج.” “سأعتبرها مجاملة .” “هاهاها .”
ضحك فنسنت و تبع لويد بلهفة .
“يبدوا أن الخدم مشغولون اليوم .”
وصل السيدان في نفس الوقت ، لكن بدى و كأن الجميع كان مشغول بشيء ما .
“يبدوا أنهم يقومون ببناء مبناً جديداً .”
في ذلك الوقت وقف بجانبهم شخص كان يعتبر مهندساً معمارياً ، رفع لويد رأسه و تواصل بالعين معه . على الرغم من أنه لم ينطق جاء له المهندس المعماري في لمح البصر .
“هل ناديتني ، سموك ؟” “أعطني هذا .” “هاه ؟”
فتح الورقة وسلم لويد المخططات. لقد كان مقياسًا ضخمًا ، حتى بالنسبة لأولئك الذين لم يكونوا على دراية بالهندسة المعمارية. تساءل عما إذا كان الدوق الأكبر يخطط لبناء قصر آخر.
“هل تبني مدينة ألعاب ؟” سأل فنسنت وهو يراقب الرسمات المعمارية عن كثب .
كان شخصاً موهوباً درس مع أساتذة الأكاديمية المرموقين و هكذا كان لديه معرفة في كل المجالات .
“حديقة ألعاب ؟”
‘في الدوقية الكبرى ؟’ كان لويد يعتقد أن هذا سخيف .
“لماذا يقوم أي شخص ببناء مدينة ألعاب في مكان منعزل لا يستطيع أحد دخوله ؟” “الأمر أشبه بصنع سفينة سياحية فاخرة في الجبال .”
بعد ذلك تحدث المهندس المعماري :”لقد أمرنا جلالته ببناء حديقة ألعاب للآنسة الشابة .”
“الآنسة الشابة ؟”
أوقف لويد كلام المهندس المعماري و حدق فيه بعينيه الداكنتين .
“هل مازالت هنا ؟” سأل بنظرة صارمة .
–ترجمة إسراء .