16
”ما الذي تفعله الآنسة الشابة ؟” “تلعب دور المحقق ؟” “لن تكون قادرة على سماع أى شيء حتى لو وضعت أذنها على الباب .”
همست الصقور السوداء . كان لآريا تعبيراً جاداً كما لو أنها تسمع شيء من الداخل . تسببت تصرفاتها الغريبة اللطيفة في أن يشعر الفرسان بألم في قلوبهم .
“ما الذي تحققين فيه ؟” سأل الفارس أثناء قمع ضحكته المكتومة .
‘هل يجب أن أجيبه ؟’ فكرت آريا و هي تنظر إلى الفارس الذي كانت عيناه تلمع بترقب .
في النهاية قررت أن تخبره .
[قضية قتل .]
نظر الصقور السوداء إلى بعضهم البعض قبل اقتحام الضحك الهستيري .
“بفتتت ، قضية قتل !” “حسناً ، إن بقيتِ بجانب السيد فلن تفقدي وظيفتكِ أبداً كمحققة .” “لقد أتيتِ إلى المكان المناسب !” “سنساعدكِ في العثور على الأدلة !”
كان لديهم موهبة في جعل الأشياء الجادة عكس ذلك .
‘استطيع أن أرى أنهم يحاولون إضفاء البهجة على الأمور لأنني حالياً طفلة ، لكن الأمر لم يكن كذلك …’
طريقتهم في الكلام تجعل الأطفال يبكون فقط . الدوق الأكبر ، مرؤوسومه ، حتى أولاده ! جميعهم ليس لديهم موهبة في رعاية الأطفال . فكرت آريا .
‘الآن أعرف لماذا كانت الصقور السوداء ذات سمعة سيئة مثل الدوق الأكبر .’
كان دواين الشخص الوحيد العادي في الدوقية الكبرى .
‘كان لديه تعبير يعبر عن أنه لديه صداع عندما يكون بجانب الدوق الأكبر .’
لابدَ أنه اتخذ الوظيفة الخاطئة . أشفقت آريا على دواين . ثم ركزت حواسها السمعية على اكتشاف الأصوات في القصر .
“أتقول أن هذا غير عادل ؟” قال تريستان . “ه–هذا صحيح ، أنا لا أفهم لماذا يجب علينا التعويض عن الطفيليات ….” الفيكونت كاڤينديش .
بمجرد أن عرفت آريا هوية الشخص الآخر ، اكتشفت على الفور الذي يحدث .
‘لابدَ أنه أحضر تعويضات الدوق الأكبر .’
ومع ذلك ، من خلال نبرة صوته ، بدا أن الفيكونت لم يُعد مليار شورو . لم يكن الأمر غير متوقع لأن الفيكونت لديه الكثير من الديون .
“يبدوا أنكَ أسأت تفسير كلامي . تعد الطفيليات أيضاً حزءاً من ممتلكاتنا الخاصة ، ألستم أنتم من أخذتموها بدون إذني؟” “………..”
سمعت آريا الدوق الأكبر يضحك . لقد كان الدوق الأكبر يسخر منه عمداً .
“أفترض أن هذا عادل فقط ، لكن جلالتك …. من فضلك !!”
من الواضح أن الفيكونت كان مضطرباً . ليس لديه خيار آخر سوى الموافقة على الشروط . منذ أن تم الكشف عن سبب مرضهم ، قد يشوه أتباعه سمعته إن تركَ الأمر كما هو عليه .
علاوة على ذلك ، فقد نشروا شائعات حول لعنة ڤالنتين عندما كانت في الواقع عدوى طفيلية . قد يتسبب ذلك في وقوع حوادث مؤسفة كبيرة إن انتشرت الشائعات داخل المنطقة .
لف الفيكونت حول الدوق الأكبر .
“جلالتك ، هل تعلم أن الفيكونتي عانت من جفاف شديد العام الماضي …” “اوضح ماذا تقول .” “لقد خرجت منه بصعوبات مالية كبيرة ، لذا رجاء سامحني .”
فجأة سمعت آريا جلبة عالية .
‘هل هو راكع على الأرض ؟’
اعتقدت آريا أن هذا كان سخيفاً . لقد كانوا مخطئين ، لكنهم مغرورين بما يكفي لنشر شائعات سخيفة و خبيثة بل و طالبوا بالمال .
“الإعتذار لن يصلح شيئاً .”
كما توقعت لقد كان رد الدوق الأكبر بارداً .
“هل تعتقد أنني أتيتُ طوال الطريق إلى هنا حتى أرى فقط وجهكَ القبيح ؟” “شهيق !”
سووش–!!
‘هل وضع الدوق الأكبر سيفاً على رقبته ؟’
حتى لو لم تتمكن آريا من رؤيتهم كان يُمكنها توقع ما يحدث تقريباً .
“جلالتكَ ، لقد أخبرتكَ بالفعل ، يُمكنكَ تهديده فقط بعد عشر دقائق من المحادثة .” قال دواين وهو يلوم الدوق الأكبر . “لم أقتله بعد .” “حسناً ، يُمكنكَ التحدث معه على الأقل لمدة خمس دقائق أخرى .” “هل سمعت ذلك ؟ لنجري محادثة صادقة مع بعضنا البعض لمدة خمس دقائق أخرى .” قال الدوق الأكبر للفيكونت .
اعتقدت آريا أن نغمة صوت الدوق الأكبر كانت أكثر اشراقاً من ذي قبل .
‘أنا متأكد من أنه كان يقصد إن لم تعطني إجابة مرضية في غضون خمس دقائق سوف أقتلكَ .’
بدا أن الفيكونت قد لاحظ المعنى الكامل خلف هذه الكلمات أيضاً .
قال بسرعة :”إن كان الامر على ما يرام جلالتكَ ، هذه بقايا قديمة وجدها أجدادي قبل خمس مائة عام .” “هممم .”
يُمكن أن تسمعه آريا وهو يرتب الأشياء على المنضدة .
“هذا هو إرث عائلتي !”
كان يبيع ميراثه ، لابدَ أنه كان في عجلة من أمره .
“حسناً ، هذا ليس سيئاً . سأخصم سبع مائة مليون من دفعتك ، سيتبقى ثلاث مائة مليون أخرى . يجب عليكَ إحضارها في غضون شهر …” “آه ، إن الشهر جداً ….” “هممم ؟” “جداً …. معقول !” “بالطبع هو كذلك ، الآن أخرج .” “نعم ، نعم.”
نهض الفيكونت أخيراً . سمعت آريا قعقعة خطاه تقترب أكثر فأكثر . ولكن قبل أن تتمكن من إحداث ردة فعل إنفتح الباب بالفعل .
“ماذا–؟ طفلة ؟”
اصبحت وكأنها طائراً محاصراً . كانت آريا قد وضعت ثقلها على الباب ، لذلكَ عندما فتحه فجأة لم يكن يسعها سوى التعثر و السقوط . عندما رفعت رأسها لامست نظراتها الفيكونت .
تحدث الفيكونت بوجه معوج : “لا تقفي أمام الباب هكذا فقط … لحظة ، لون الشعر هذا …”
ضاقت عيون الفيكونت ثم مد يده و نزع قناع الأرنب .
“……!”
أمسكها الفيكونت على حين غرة . حنت آريا رأسها على عجل وغطت وجهها . ولكن لقد فات الاوان فقد رأى الفيكونت وجهها بالفعل .
“كورتيز المهرج !”
قال الفيكونت وهو يضحك ، لقد كانت عائلة كورتيز عائلة مشهورة جداً . لقد اشتهروا بإنتاج موسيقيين من الطراز العالمي ، لكنهم اشتهروا الآن بكونهم وصمة عار على طبقة النبلاء .
“أنتِ تُشبهينه كثيراً ، يُمكنني رؤية الشبه . ولكن ، همم … منذ متى و كان لدى هذا المهرج إبنة ؟ كيف لم أسمع عن هذا من قبل ؟”
على عكس أسلافه ، تم السخرية من الكونت الحالي ونعته بالمهرج . كان ذلكَ لأنه استغل عِرق السايرين لاستعادة ثروته و شهرته . ولقد كان الناس الوحيدون اللذين جاءوا للإستماع إلى الأغاني هم أُناس حياتهم كانت فاسدة .
‘مثل الأشخاص اللذين كانوا يعانون من إدمان شديد للمخدرات وبحثوا عن محفزات أكبر .’
ولقد كان الفيكونت واحداً منهم .
“إذاً ، هل أغانيكِ رائعة جداً ، صحيح ؟”
لقد كان عضواً في جمعية سرية . لقد كانت إجتماعات عقدوها سراً وبها بعض النبلاء الآخرين . عرفت آريا هذا لأنها أيضاً كانت عضوة في هذه الجمعية . على الرغم من أن الدخول في الأمر لم يكن سهلاً لأنها اضطرت إلى التعهد .
‘ولكن بعد وفاة والدتي ، لقد كان التعهد بلا فائدة …’
جبين آريا كان يتصبب عرقاً بارداً ، لم تكن تعرف أنه سوف يتعرف عليها على الفور .
“هل أتيتِ إلى هنا لبيع أغانيكِ لڤالنتين ؟ لماذا لا تتوقفين عن الإختباء مثل هذا المهرج و تتركي الإمبراطورية كلها تعرف إسمكِ يا فتاة ؟” “………..” “بسبب الموارد المالية لڤالنتين ، شيء كهذا سوف يحدث . هل سوف نكون قادرين على سماع أغاني السايرين على مسرح العاصمة الكبير ؟”
ابتسم لمجرد التفكير في الأمر .
“إن كنتِ قد ورثتِ مهارات والدتكِ حقاً سوف تعتبرين ملاكاً قد نزل على الأرض بصوت إلهة .”
ضغطت آريا على حافة فستانها لإخفاء يدها المرتجفة .
“ربما يُمكنكِ حتى الغناء أمام الإمبراطور ، والدكِ سوف يحب هذا . هاها .”
في اللحظة التي سمعت فيها هذا شحب وجهها في لحظة ، لقد كانت كلماته بمثابة نبوءة .
‘كان هذا صحيحاً ….’
تم مدحها . دعمها الجميع . تم إستخدامها . كان النبلاء بطموحاتهم العلمانية و جشعهم أكثر شيء يسيء لها على الإطلاق . استمروا في مطالبتها بالكثير من الأشياء الفظيعة مع مرور الوقت .
قالوا لها أسراراً لم ترغب في معرفتها . طلبت الخلاص . لكنهم كسروا ساقها . حبسوها في قفص . وأجبروها على الغناء حتى تقيأت . لكن ….
“آهغغ–غغ!”
غطى أحد أعضاء غرقة الصقور السوداء عيون آريا بسرعة . لكنها من خلال أصابعه كانت ترى طرف سيف يخترق صدره . لقد كان هناك دم يختلط بملابسه و سقط جسده .
“مرت خمس دقائق .”
كان دوق ڤالنتين الأكبر هو من يحمل السيف ، وبمجرد أن أخرجه ، سقطت الدماء على الأرض . ولقد كان جسده يعرج .
‘تم إنقاذي ….’
رفعت آريا رأسها ببطء . أعاد الدوق ڤالنتين الأكبر قناع الأرنب على وجهها ، عندما لامس النسيج الرقيق وجهها حولت آريا نظرتها إلى الدوق الأكبر .
“آه ، لقد قتلته في النهاية ….” قال دواين وهو يطارد الدوق الأكبر .
بدا و كأنه يعلم أن هذا سيحدث .
“هاه … حسناً ، لا يُمكنني المساعدة . سأذهب لتسوية هذه المسألة بإتهامه بإهانة إسم دوقية ڤالنتين .”
عندما أدركَ دواين الموقف على الفور خرج لإنجاز هذه المهمة . بعد أن عمل كمساعد لمدة خمسة عشر عاماً ، لم يواجه مشكلة في التعامل مع مثل هذا النوع من العمل .
“لا ينبغي أن يكون الأمر صعباً .”
ارتكب الفيكونت جريمة ضخمة .
لسوء الحظ لم يكن الدوق يستمع إلى دواين على الإطلاق و تمتم :”فهمت ، لم أفكر حتى في الموقف .”
لم يكن الدوق الأكبر يعرف شيئاً عن الإجتماعات السرية التي أقامها الكونت كورتيز لأنه لم ينتبه لها أبداً . لم يكن يتوقع منه أن يكون قادراً على التعرف على آريا منذ الوهلة الأولى .
“هممم .”
ثم نظر إلى الفتاة الصغيرة ، بدت متعبة و مهزوزة كما لو أنها قد رأت شبحاً . حتى عيناها كانت ترتجف . من الواضح أنها كانت متصلبة .
‘هل تكره أن يتم نعتها بإبنة السايرين ؟ إن كانت لا تحب هذا فببساطة بإمكاني إزالة اللقب .’
“احضر لي قائمة الأعضاء الذين حضروا الإجتماعات التي أقامها الكونت كورتيز .”
أطاع الفرسان الواقفون أمام الدوق أوامره و أحنوا رؤوسهم .
“مفهوم !” “كل واحد فيهم .” (عاوز أسماءهم كلهم .)
…ابتلعت آريا لعابها بتوتر . لم يتكلم فرسان الصقور السوداء لأنهم فهموا على الفور معنى الكلمات .
–ترجمة إسراء .