15
ترددت موجة من الضحك الجامح في الغرفة . أدار دواين رأسه أيضاً متظاهراً بالنظر بعيداً ، لكن كتفيه كانا يرتجفان بشكل لا يُمكن السيطرة عليه . رأت كم كان عاجزاً و يريد الضحك .
‘ما المضحك في ذلك؟’
نظرت آريا في البطاقات مرة أخرى لكنها لظ تجد شيئاً غير عادي . كانت الغابة مليئة بالديدان الطفيلية التي كان بإمكانها أن تهدد حياة الناس .
قال الدوق وهو يفرك ذقنه بأصابعه :”إنها تعني أن هؤلاء الحمقى يُعانون من الطفيليات .”
فاجأت كلمات آريا كثيراً ، لقد فاجأته لأنه لم يكن مستعداً للضحك بشدة .
“إن كان ما تقولينه صحيحاً ، فيُمكن التنبؤ بالوضع تقريباً . كم هذا ممتع .”
اشتهرت دوقية ڤالنتين بمواردها الطبيعية الوفيرة . من بينها كان هناك منجماً للماس . يحتوي المنجم على خامات يُمكن تحويلها إلى أحجار مانا .
على الرغم من وجود مناجم في جميع أنحاء العالم ، إلا أن معظم المعادن لم يكن لها نفس الصلابة و الخط و اللمعان مثل تلكَ الموجودة هنا . وبالتالي كان سعر الماس الموجود في هذا المنجم أعلى من أسعار المعادن و الخامات الأخرى الموجودة في المناجم الأخرى .
و أيضاً الفيكونت كاڤينديش حاول الحصول على حقوق التجارة من هذا المنجم و لكنه فشل . وبعد فشله حاول ابتزاز الدوقية الكبرى بالحصول على مبالغ كبيرة من المال .
‘المشكلة هي أن الدوقية الكبرى مليئة بالموارد .’
كانت الكائنات الحية التي عاشت في الدوقية الكبرى قوية أيضاً . كل من البشر و الحيوانات .
‘حتى الطفيليات …..’
ذات مرة وجد أتباع الفيكونت بالصدفة ثعباناً غريباً . كانت حراشف الثعبان تتألق مثل قوس قزح ببريق حيوي . كان يعتبر مخلوقاً مقدساً وبدون تفكير ، قام التوابع بطهيه و أكله على الفور .
كانت النتائج بالطبع كارثية .
أصيب بعضهم بالشلل ، تصلب جسدهم كله كالحجر ، وفقدوا بصرهم للأبد . في النهاية ماتوا جميعاً موتاً مروعاً . كانت هذه هي كلمات الفيكونت عندما كان يقضي وقت فراغه داخل صالون الكونت كورتيز .
‘آه ، فهمت لماذا ضحكوا .’
لقد غزوا ارض رجل آخر دون إذن ، و أكلوا الحيوانات البرية بلا مبالاة ، و الآن كانوا يقاتلون بين الحياة و الموت . علاوة على ذلك ، طالبوا بتعويض بينما في الواقع ، كانت مصائبهم كلها بسبب أفعالهم المهملة .
كان من السخف الضحك فقط .
“سمعت ان الغرباء من خارج الحدود سيصابون بألم في المعدة إن لم يقومو بغلي المياه قبل شربها . وعلى ما يبدوا فهم يعتبرون كل الكائنات على هذه الارض وحوشاً .”
وضح الدوق الأكبر وهو ينظر إلى آريا .
“ولكن كيف علمتِ هذا ؟” [قالت دانا أنني ضعيفة لأنني من خارج الحدود و قالت بيتي أنني سوف أصاب بالتسمم إن أكلت طعاماً نيئاً .]
“أنا مندهش ، و هل استنتجتِ ذلك أيضاً بعد سماع أنه كان هناك حريق في الغابة ؟” ، قال الدوق بإعجاب .
‘ليس كذلك .’
شعرت آريا أنها تعرضت للطعن داخلياً و عانقت الكلب بإحكام بينما كان يلعق خديها .
“دواين .” “نعم ، جلالتك .” “اعطِ هذه الرسالة إلى الفيكونت . يُمكنهم التخلص من الديدان الطفيلية في معدتهم بمبيدات الحشرات التي صنعتها الدوقية الكبرى .” “فهمت .” “وعليهم أن يدفعوا تعويضاً مالياً بسبب تعديهم على جبال إنغو بدون إذني . المبلغ سيكون ….”
نقر بإصبعه على المكتب وهو يفكر . بدا و كأنه يفكر في المبلغ الذي كان يجب أن يدفعه الفيكونت . مدت آريا ذراعها لمساعدة الدوق و أشارت إلى الرقم الذي كتبه الفيكونت في نهاية المستندات .
‘مليار شارو .’
قام الدوق الأكبر بتوجيه نظرته اتجاه يدها ومن ثم حدق بها . حصد الفيكونت أخيراً ما زرعه .
“أنتِ حكيمة جداً .”
في هذه اللحظة ارتفعت إبتسامة على شفتىّ الدوق ، على الرغم من أنها كانت إبتسامة شيطانية جعلت العمود الفقري لآريا يرتجف . كان هذا ما حدث عندما قرر شخص ما التقليب من الدوق ڤالنتين الأكبر .
في الواقع ، ربما قد يتخيل الدوق ان الفيكونت يزحف و يركع تحت قدميه الآن ويتوسل إليه الرحمة .
‘إنه مخيف … على الأقل … كنت أعتقد هذا في الماضي .’
كانت أفكار آريا مختلفة عما كانت عليه في ذلك الوقت . لم ترحم أولئك اللذين بنتهكون حقوق الآخرين ويدوسونها بطريقة غير عادلة ، كل ذلك فقط لإشباع جشعهم .
‘فقط عندما يختبرون ذلكَ بأنفسهم سيدرك الناس كيف يُمكن لطمعهم أن يُسبب ألماً بائساً للضحايا .’
نظرت آريا بإحترام للدوق الأكبر . اعتقدت أنها يجب أن تتعلم المزيد عن مبادئ الدوق الأكبر الشيطاني الذي قام من خلالها بسن إنتقامه أقسى بعشر مرات مما حصل عليه .
دواين الذي كان يراقبها بينما كان يقف بجانبه سعل أخيراً . ثم همس في أذن تريستان بإبتسامة مرتجفة .
“جلالتك .” “ماذا ؟” “حسناً من فضلكَ راقب تعبيراتك ، يبدوا أن الآنسة الشابة لازالت خائفة .”
‘ماذا ؟ كيف توصل إلى سوء الفهم هذا ؟’
سمعت آريا دواين وسرعان ما أخرجت بطاقة أخرى .
[أبي رائع .]
“……”
‘بماذا يفكر ؟’
تسائل دواين بجدية عما إن كان هناك خطأ ما في الطفلة . على وجه الخصوص يبدوا و كأنها قد فقدت الإحساس بالخوف .
“تقول أنني رائع .”
بعد قراءة البطاقة أخذها الدوق الأكبر من يديها مرة أخرى . (يمة لطيف 😭😭🌸)
‘مرة أخرى ؟’
نظرت آريا إلى يدها الفارغة حيث ظهرت علامة استفهام على رأسها .
“اتضح أنني موهوب بشكل مدهش في رعاية أطفالي .”
أطلق دواين تنهيدة غاضبة لأنه كان يفكر بشكل سيء في سيده . سواء نظر إليه بإحترام أم لا ، اختار الدوق الأكبر عدم الاهتمام و استمر في التحدث مع آريا .
“لقد قمتِ بمساعدتي اليوم ، لذا علىّ رد الجميل ، هل هناك شيء تريدينه ؟”
مكافأة . كانت لآريا أمنية صادقة . كان لديها الرغبة في ألا يتم طردها .
‘لأن لويد طلب مني المغادرة عندما يرحل .’
ومع ذلك إن طلبت منه عدم إبعادها ، فهناك احتمال ألا تتلقى رداً على الإطلاق . علاوة على ذلك ، لم يكن البقاء على قيد الحياة والعيش في القصر . إذا لم يتم قبولها كجزء من العائلة ، فلن تتمكن آريا في التورط في أى شيء حتى يوم المجزرة .
ولقد كانت بحاجة إلى الإقتراب من الدوقة الكبرى في أسرع وقت ممكن .
‘سيكون من الأفضل أن أجعلها في صفي .’
مساعدتها ستقود آريا إلى فرصة أكبر . فكرت آريا للحظة ثم تراجعت إلى الوراء و ابتسمت بإشراق .
[أريد لقاء والدي و اللعب معه كل يوم .]
عندما رفعت رأسها لأعلى ، كانت ترتدي آذان الأرنب . لقد كان المشهد جميلاً . كان رائعاً لدرجة أن قلب الجميع قد كان يهتز ،ولكن …
بنظرة جادة على وجهه همس دواين في أذن الدوق الأكبر .
“هذا يجعل الأمر واضحاً ، لم يتم الإعتناء بها من قِبل شخص بالغ من قبل .” “هاه ، وبالتالي ؟” “لذلك ، من بين العديد من البالغين الآخرين ليس لديها خيار سوى الإعتماد على جلالتك ، آهغغ ….”
مساعد الدوق الأكبر الموثوق الذي كان دائماً يقول ما يريده ، تمت معاقبته أخيراً اليوم وها هو ذا بتدحرج على الأرض . لم يكن لدى آريا فكرة عن متى و كيف تعرض للضري من قِبل الدوق الأكبر لأنه قد سقط على الأرض فجأة .
ومع ذلك ، لقد بدى صوته متألماً لذلك نظرت له آريا برفق و بدأت تربت على رأسه .
‘آه ، سيدتي . يالها من ملاك ….’
ولكن قبل أن يشكرها دواين ، أمسكَ الدوق الأكبر بآريا و رفعها وقال وكأنه جرثومة .
“لا ، لا تلمسيه إنه قذر .” “……….” “يُمكنكِ أن تأتي مباشرة إلىَّ ، أو … إن أتيتِ مع كلاب الصيد الخاصة بي مثل اليوم سيُمكنكِ ان تجديني أينما كنت .”
قال بينما كان يأخذ البطاقة الأخرى من قبضة آريا .(😭🌸🌸🌸) بشكل غير متوقع سمح لها الدوق الأكبر بزيارته مرة أخرى .
***
“إن أتيتِ مع كلاب الصيد الخاصة بي مثل اليوم سيُمكنكِ ان تجديني أينما كنت .”
هذا ما قاله الدوق الأكبر لذا ركبت آريا فوق الكاب بدون تفكير . ومع ذلك ، صُدِمت آريا . ركض الذئب إلى الجانب الآخر من المكتبة على عكس توقعاتها .
‘هذا الطريق يؤدي إلى الجبال .’
كان هذا هو الطريق المؤدي إلى جبال إنغو التي مرت به آريا قبل الذهاب إلى القصر . فكرت آريا ما إن كان عليها إيقاف الكلب أم لا .
‘قال لي أن آتي لرؤيته شخصياً كل يوم ، فلا يُمكن أن يكون مكاناً خطيراً .’
توقف الكلب أخيراً أمام قصر مألوف . تم بناء القصر في الغابة بالقرب من حدود الدوقية الكبرى ، لقد كان المكان الذي اشترى فيه الدوق الأكبر آريا للمرة الأولى .
‘إذاً ، هذا هو المكان الذي يفتشون فيه الغرباء من خارج الحدود .’
كان هناكَ فرساناً يرتدون دروعاً سوداء يحرسون مدخل القصر . لقد كانوا الحاصلين على وسام الفرسان الأول و الذي يُطلق عليه الصقر الأسود . لقد كانوا يعتبرون فرساناً من النخبة في دوقية ڤالنتين و نُقِشت على دروعهم رمز الصقر الأسود .
عرف جميع من في الإمبراطورية هذه الشارة . إذا راى الناس الصقور السوداء في العاصمة ، لكانت الشوارع تعج بالدهشة عند رؤيتهم . علاوة على ذلك ، نظراً لسمعة ڤالنتين … عُرِفت الصقور السوداء كرمز للشر و السوء في جميع أنحاء الإمبراطورية .
فجأة جاء أحد الفرسان إلى آريا .
“أوه ، آنستي الصغيرة ….”
صه! وضعت آريا إصبعها السبابة على شفتها ، بإشارة له لأن يكون هادئاً . ثم وضعت أذنها على الباب و سمعت صوتاً في الداخل .
–ترجمة إسراء