44 - لقد غادروا من أرادوا المغادرة، وبقيوا من أرادوا البقاء (3)

الفصل 44: لقد غادروا من أرادوا المغادرة، وبقيوا من أرادوا البقاء [3]

ملأ ضوء قاتم العالم بأسره، واندفع الهواء مثل شخص يقرع الطبول، وسقط المطر الأسود على أنقاض قلعة جيش الشمال المحطمة.

“لقد أصيب هؤلاء الرجال بالجنون!”، تمتم سيو مو-سانغ وهو يهرب من ساحة المعركة بأسرع ما يمكن أن تحمله ساقيه. كانت ذئاب الفوضى الرمادية الأربعة تفعل الشيء نفسه الذي فعله. على الرغم من أنهم لم يكونوا خائفين من الموت، إلا أن نية قتل تاي مو-كانغ كانت قوية لدرجة جعلتهم خائفين.

عندما ضربت أشعة الموت السوداء القلعة، تحولت الجدران والمباني التي كانت تقف بفخر لأكثر من مائة عام على الفور إلى غبار.

فقاعة! بانغ!

ظهرت فوهة بعد فوهة على الأرض، مما جعلها تبدو وكأنها خلية نحل.

اتسعت عيون سيو مو-سانغ في رعب بائس. لم يتخيل أبدًا أن البشر قادرون على التسبب في مثل هذا الدمار الشامل.

يجب أن يكون هذا النوع من الأشياء ملكًا لآلهة الجنة والجحيم، أليس كذلك؟

حيث تسقط أمطار التشي، لن يُترك أي شيء حي، ولا حتى خبير فنون القتال. كانت نهاية العالم.

تمامًا كما كان سيو مو-سانغ يفكر في أن جين مواوون، الذي كان وسط كل ذلك، قد مات، رأى مشهدًا لا يُصدق جعله يشك في عينيه.

كان جين مو-وون يحمل يون ها-سيول على ظهره ويمر عبر مطر الموت دون أن يصاب بخدش.

أخبرت الفطرة السليمة سيو مو-سانغ أن هذا مستحيل. تمامًا كما لا يمكن للإنسان أن يمر عبر عاصفة رعدية دون أن يبتل، لم يكن هناك طريقة يمكن لجين مو-وون أن يندفع خلالها من خلال مطر الموت دون أن يصاب.

ومع ذلك، كان المستحيل يحدث الآن، أمامه مباشرة.

همم؟ عند الفحص الدقيق، لم يتجنب حقًا المطر الأسود لتاي مو-كانغ. انه فقط … يمر من خلاله؟ إنه مثل الشبح، أو … الظل.

ظل بلا جسم مادي.

اقترب جين مو-وون من تاي مو-كانغ ورفع سيفه. لم يستطع سيو مو-سانغ الشعور بأي تشي السيف أو تدفق السيف المحيط بالسيف، ولكن لسبب ما، كان قلبه ينبض بالقلق والتوتر.

“تقسيم البحار السماوية.”

خفض!

على الرغم من أن هجوم جين مو-وون كان صامتًا، إلا أن سيو مو-سانغ سمع قطع سيفه القصيرة من خلال شيء ما. كان الأمر نفسه بالنسبة إلى ذئاب الفوضى الرمادية. لقد سمعوا بالتأكيد أن سيف جين مو-وون يقطع اللحم والعظام.

لم يكن تاي مو-كانغ استثناء. كانت حواسه تخبره أنه قد تم تقطيعه إلى نصفين، على الرغم من أن قطعة جين مو-وون بدت وكأنها أسلوب وهم.

ومع ذلك، بدا هذا الهجوم مختلفًا تمامًا عن الأسلوب الوهمي العادي، حيث يتداخل الوهم بشكل مباشر مع تصور المرء لحركة الخصم أو تحركه. كان دماغ تاي مو-كانغ يصرخ حرفيًا أنه قد تم قطعه.

اقشعر عموده الفقري.

كان … خائفا.

وحتى مع ذلك…

في تلك اللحظة، اكتشف تاي مو-كانغ ثغرة في دفاع جين مو-وون. قام على الفور بالتدوير، وجمع بعضًا من التشي من حوله، ووجه ركلة مستديرة على أضلاع جين مو-وون.

بام!

تم إرسال جين مو-وون طائراً على بعد مائة قدم، ويون ها-سيول لا تزال على ظهره. أراد أن يصرخ لكنه لم يستطع إذ يمكن رؤية لحمه وعظامه من خلال الجرح في صدره، مثل وحش متوحش أخذ منه للتو قضمة كبيرة. تحطم السيف القصير الذي كان يفتخر به، ولم يبق في يده سوى المقبض.

“كيهوك!”، سعل وهو ملقى على الأرض. كان وعيه يتلاشى، لكنه استدعى بشدة إرادته اللاإنسانية وأجبر نفسه على البقاء مستيقظًا.

“مو-وون!”، عانقت يون ها-سيول الصبي الطويل بإحكام بجسمها الصغير الرشيق، ونظرت إلى تاي مو-كانغ.

عند رؤية حالة الفتاة المثيرة للشفقة، ضحك تاي مو-كانغ.

سبلورت!

فجأة، تدفق ينبوع من الدم من كتفه، وارتجف جسده بشكل لا إرادي.

ظهرت نظرة عدم تصديق على وجه تاي مو-كانغ: “ماذا؟ متى حدث ذلك؟”

كنت على يقين من أنني تهربت! لم أشعر حتى بنفسي تم قطعها. إذا كانت مهارة المبارزة لجين مو-وون أكثر خبرة بقليل، لما كنت قد انتهيت فقط بجرح في الكتف. كان سيقطع رأسي دون أن أدرك ذلك. قد أمتلك قوى متجددة، لكن إذا تم قطع رأسي، فأنا ميت.

“ابن العاهرة اللعين!”

لا بد لي من التخلص منه قبل أن يصبح أقوى! مجرد التفكير في مدى قوة هذا الطفل يجعلني أرتجف.

ترنح تاي مو-كانغ تجاه جين مو-وون. لقد وثق في قدراته التجديدية، وكلما مات الصبي مبكرًا، قلما الوقت ليختفي قلقه.

ومع ذلك، توقف فجأة، وأمال رأسه في ارتباك.

“…….”

هناك خطأ.

الجرح لا يلتئم.

كان لدى تاي مو كانج جسد لا يقهر تقريبًا. كان من المفترض أن يلتئم جرح صغير مثل هذا في غمضة عين، لكن الشيء الغريب أنه لم تظهر عليه أي علامات للشفاء على الإطلاق.

تويتش!

ارتعش جسد تاي مو-كانغ بالكامل كما لو أن البرق ضربه. ثم بدأ يرتجف دون حسيب ولا رقيب.

هل هذا ما يبدو عليه الألم؟ لماذا ا؟ لم أشعر بالألم من قبل.

عبس تاي مو-كانغ في جين مو-وون بعيون محتقنة بالدماء، وصرخ: “أيها الوغد اللعين، ما الذي فعلته بي بحق الجحيم؟”

كان من المفترض أن يقوم فن الشيطان الجهنمي البدائي بتحليل تشي جين مو-وون ويحول نفسه إلى نوع يعارض طاقة الصبي تمامًا. نظريًا، يجب أن يكون قادر على امتصاص أي نوع من التشي والتكيف معه. ومع ذلك، عند مواجهة تشي جين مو-وون، لوح فن الشيطان الجهنمي البدائي حرفيًا بعلم الاستسلام الأبيض دون خوض قتال.

كانت هذه هي المرة الأولى التي يُفشل فيها فن الشيطان الجهنمي البدائي تاي مو-كانغ.

على الرغم من أن تاي مو-كانغ كان يحدق بغضب، إلا أن جين مو-وون لم يكن ينوي الرد عليه. كان ذلك لأنه في اللحظة التي فتح فيها فمه، ستتركه آخر قواه.

من أجل الاستفادة بشكل صحيح من سيف الظل للدمار، كان عليه أولاً إتقان فن العشرة آلاف ظل. ومع ذلك، على الرغم من عدم إتقانه للفن، فقد أجبر نفسه على إطلاق سيف الظل للدمار على أي حال. نتيجة لذلك، تضررت أعضائه الداخلية من الارتداد.

شعر جين مو-وون أن التشي كان على وشك الانهيار، لكنه لا يزال يشد أسنانه ويكافح حتى قدميه.

رفع تاي مو-كانغ قبضته مرة أخرى. بالنسبة له، ربما لم يكن هناك وقت أفضل للتخلص من هذا التهديد المحتمل.

أراد جين مو-وون بشدة أن يتحرك، لكن جسده ببساطة لم يستمع إليه.

هل هذه النهاية؟

فجأة، وقف أحدهم أمامه. في لحظة حاجته، كانت يون ها-سيول هي من قامت بحمايته. مدت يديها المغطاة بغشاء رقيق أبيض فضي من التشي. كان هذا كل ما يمكن أن تحشده من الطاقة للدفاع الآن.

بووم!

“آآآهه!”

أمام تاي مو-كانغ الشرس، فإن التشي الدفاعي التي عملت يون ها-سيول بجد لتجميعه تحطم مثل الزجاج، مما جعلها تطير وهي تصرخ. لقد اصطدمت بالأرض مثل دمية مكسورة واستلقت هناك بلا حراك.

“هـا-سـيـول!”، صرخ جين مو-وون وعيناه تبرزان من تجاويفهما. يمكن رؤية جسد يون ها-سيول المنهار ينعكس بوضوح في قرنيات عينيه.

“ها-سيول … ها-سيول …”، زحف نحوها، ونادي اسمها مرارًا وتكرارًا، لكن تاي مو-كانغ أوقفه بالدوس على ذراعه اليسرى.

كسر!

“آررررررغه!”، صرخ كما تحطمت عظام ذراعه اليسرى.

نظر تاي مو-كانغ إلى رأس جين مو-وون بشدة وجمع التشي في قبضته.

وووش!

رفعت قبضة تاي مو-كانغ نحو رأس جين مو-وون. تمامًا كما كان رأس الشاب على وشك التحطيم مثل البطيخ، زأرت امرأة: “شـيـطـان الـفـوضـى!”

ابتعلت عاصفة تشي ذات لون فضي أبيض، شديدة البرودة لدرجة أن بخار الماء الموجود في الهواء، تاي مو-كانغ وجمدته.

بام!

تم دفع تاي مو-كانغ للخلف، كما لو أنه أصيب للتو بمطرقة عملاقة. سقط على الأرض يتدحرج، وتشكلت طبقة من الجليد على صدره.

بعيون محتقنة بالدم، حدق جين مو-وون في الوافد الجديد الذي هاجم تاي مو-كانغ.

كانت امرأة في الثلاثينيات من عمرها، وشعرها أزرق مائل إلى الأسود. كانت تنضح بهالة من كائن مطلق لا يمكن المساس به. حتى الهواء بدا وكأنه يحبس أنفاسه من حولها.

استدارت لتنظر إلى يون ها-سيول.

“ها-سيول.”

لم تستطع إيون ها سول إلا أن تهمس رداً: “سيد … تي.”

عند رؤية حالة تلميذتها المصابة بجروح بالغة، كان دم المرأة يغلي من الغضب. في تناقض صارخ مع غضبها الشديد، انخفضت درجة حرارة محيطها بشكل كبير.

نهض تاي مو-كانغ ببطء، وصرخ: “ساحرة … الليل الأبيض.”

“شيطان الفوضى”، قالت المرأة وعيناها تتحول بسرعة إلى اللون الأبيض.

تينغ لينغ لينغ!

انتشر الهواء المتجمد حول المرأة مشكلاً دوائر متحدة المركز من الجليد.

كانت المرأة المعروفة باسم “سماء الليل الأبيض” لحلفائها، و “ساحرة الليل الأبيض” لأعدائها. [1]

كان اسمها سيو هيوم-جيانغ.

الهوامش:

سماء / ساحرة الليل الأبيض (白夜 仙子 / 魔女): الترجمة الحرفية – أنثى السماوية / سيدة الليل الشيطاني.

تم تغيير “ساحرة الليلة البيضاء” الى “ساحرة الليل الأبيض” حتى تتوافق مع الليل الصامت …

ترجمة : الخال