أخت الدوق المحتالة - 6 - قصر بيرينهاغ الكبير (2)
توقفت العربة قرب الباب الأمامي عندما فتح الباب علي مصراعيه حني الخادم رأسه لتحية سيده” لقد عدت ماركس تالسبارڨ”
خرج ستيفان من العربة و نزع رداءه الأسود. بعدها عرض يده لڨريس، لمساعدتها في النزول، و كأنها أميرة.
“إنتبهي لخطواتك”
مندهشة، أخذت ڨريس يده و مشت ببطء و سلاسة. كانت متوترة و هي تركز علي يديه الباردتين عندما فجأة أمر ستيفان الخادم بالإنصراف.
“يمكنك الدخول الآن”
تبعت ڨريس ستيفان إلي داخل القصر. سار ستيفان بخفة أمامها عبر الردهة، توقف فقط عندما وصل أمام غرفة التي تقع في آخر الرواق.
“كانت هذه غرفة يوليانا، سوف أذهب للتكلم مع أمي الآن، إذن إذهبي إلي داخل و خذي قسطا من الراحة”
فتح الباب لها و سار عائدا إلي الردهة. شاهدته ڨريس و هو يمشي مبتعدا بهدوء ثم خطت إلي داخل الغرفة. فوق السرير كان هناك دميتان باليتين، و كان هناك فوق الطاولة قرب النافذة طارة تطريز. كان هناك أيضا مزهرية من الكرستال مع أزهار لم تعرف إسمها علي النافذة.
لابد أنها كانت غرفة لفتاة صغيرة.
مكان جميل واسع.يحمل نفس شبه لمنزل ڨريس المنسي التي كانت تحلم به دائما.
ا كانت متوترة لأن ستيفان ذهب فورا للتكلم مع أمه. و هي تتذكر أيامها كأميرة ڨرانديا، إذا تذكرت جيدا، هذه الجدة هي كبيرة عائلة بايرنهاكس، بولا بايرنهانكس.
مع أنها تبدو كبيرة في السن و أرملة ضعيفة التي خسرت زوجها في الحرب، إلا أنها كانت في الحقيقة إمرأة قوية وحكيمة والتي كانت بمفردها على وشك تغيير إسم العائلة .لأقوي العائلات في المنطقة عبر الفطنة العسكرية و دهاءها.
هل تستطيع ڨريس خداع هذه المرأة و تمثل دور حفيدتها؟ سيكون ذلك تحديا!
سارت ڨريس نحو النافذة. أصوات الصراصير في الحديقة مختلطة مع نباح كلاب الصيد يصبح عاليا كلما إقتربت.
كان صوتا لا يمكن أن تسمعه في دار البغاء. ربما هذه هدية صغيرة من الإله. لقد مرت بالكثير خلال سنواتها الماضية.
في تلك اللحظة، فتح الباب و دخل ستيفان الغرفة، فإستيقظت من تأملاتها. بدا عليه التعب بعد ساعات طويلة قضاها في العربة.
“لقد خلدت جدتك للنوم”
“…”
“أمكثي الليلة هنا”
كان الوقت قريبا من منتصف الليل، لذا بدا العرض منطقيا. لكن ڨريس ترددت أن تجلس أو حتي تستلقي علي الفراش، لذا نظرت خارج النافذة مرة أخرى.
قمر كامل متوهج تعلق في وسط السماء الداكنة. في الأسفل كانت هناك حديقة مليئة بأزهار الربيع، تميل بلطف في النسيم العليل. المنصة الخشبية أمام الحديقة بدت و كأنها هيكل مؤقت الذي لم يبدو أنه ينتمي هناك.
في كلا جانبي المنصة وقف جنود مسلحون ينتظرون شيئا. أسقف يحمل كتابا مقدسا وقف على المنصة.
فسر ستيفان بلطف ما كانت ڨريس تشاهده” إنهم يهؤون لحفل التكريم قبل الحرب. سيتجه الفرسان نحو المعركة الليلة.
في تلك اللحظة، شاب يرتدي لباسا أبيض سار نحو الحديقة. وجهه الأبيض يتناقض مع شعره الأسود.أرجله الطويلة إحتكت بالعشب.
بفضل الوقت الذي قضته في دار البغاء،كانت ڨريس تستطيع التنبؤ بشخصية رجل ما بمجرد النظر إليه، لكن ڨريس لم تري أي أحد مثله من قبل، بملامحه القوية كان يبدو و كأنه نحت من طرف الآلهة نفسها غير قادرة عن تحليل الرجل، تابعت ڨريس في الإستماع إلي شرح ستيفن.
“آه، فيانوت هنا. إنه الرجل الذي سيصبح أخاك” قال ستيفن
“…”
“هذا إن كنت محظوظة بما فيه كفاية”
لم تقل ڨريس أي شيئ و تابعت عيناها تتتبع الرجل في الحديقة.برغم من هدوءها، تابع ستيفن التكلم.ه
“هوحلم كل إمرأة. مستقبل عائلة بيرنهانغ”
قبضت ڨريس على نفسها. رأس عائلة بيرنهاغ. السيد فيانوت بايرنهتغ…تمتمت لنفسها.
تذكرت أنها سمعت بإسمه كأميرة ڨرانديا.بالبحث في ذاكرتها، ركع الفرسان المسلحين علي المنصة و أحنو رؤوسهم ليعرضو إحترامهم ل فيانوت
سار فيانوت متخطيا الفرسان علي الأرض و بنبل صعد علي المنصة.أخذ الأسقف رداء فيانوت.
و هو يخلع الرداء، جسده العاري إلتمع في الليل.هذا جسد درب خصيصا ليكون قادرا علي حمل ثقل الدرع الحديدي و هو في ساحة المعركة، و هو يقف هناك بصدره العاري، أجبرت ڨريس نفسها أن تنظر بعيدا.
لسبب ما، بدء قلبها في نبض، و جفت شفتاها.
“إذن، هل تتذكرين أي شيئ؟”
إنعكس وجه ستيفن علي زجاج النافذة.لم يكن علي ڨريس الإستدارة لتعرف أنه يتوقع منها أن تعترف أنها يوليانا.