189 - عدو قديم
الفصل 189:عدو قديم
حدق ثادوس في نوح لفترة.
إعطائه قطعة من حجر نعمة التنفس لم يكن مشكلة،مقدار مواردهم كان هائلا، وكان لديهم احتياطات كبيرة من هذا النوع من الأحجار.
كانت المشكلة الوحيدة هي ما الذي يعنيه إعطاء الحجر له.
‘لو أنه حصل عليه، لن يحتاج إلي إمتيازات العاصمة الملكية بعد الأن.’
هذا ما كان يفكر فيه ثادوس.
يحتاج المزارعون إلي موارد أفضل كلما ارتفع مستواهم.
في مملكة أوترا، جميع الموارد والتقنيات محتكرة من قبل العائلات النبيلة، وعلي رأسهم العائلة المالكة.
إنه لمن المستحيل تقريبا الشروع في رحلة الزراعة بدون تكوين علاقات معهم.
وحاجة المزارع إلي الموارد تكون علي حسب مستواه.
وبالأخذ بنوح كمثال، مقدار تحسنه قل بشكل كبير منذ أن تخرج من الأكاديمية، حتي مع مجهوداته الشخصية.
كان عليه أن يستخدم جرعة ثمينة لتسريع استيعابه ولكن هذه الطريقة قد وصلت إلي حدها منذ أن جسده قد شكل مناعة ضد هذا النوع من الجرعات.
أفضل طريقة هي فقط الزراعة في بيئة غنية بالتنفس.
ومع ذلك، هذه البيئات تكون عادة إما مناطق خطيرة أو بشرية الصنع.
لن يتستطيع نوح النجاة في البيئات الخطيرة لذا عليه فقط أن يرضي بالحل الأخر.
وبالرغم من ذلك، تعد قيمة حجر نعمة التنفس أقل شأنا من التقنيات والتعويذات، لهذا السبب كان نوح واثقا من أن ثادوس سوف يقبل طلبه.
‘عليه أن يقرر الإختيار بيني أنا المزارع الوحيد الذي لن يشكل تهديدا في المستقبل القريب وبين الزيادة المفاجئة في القوة للعائلات النبيلة كبيرة الحجم. الأمر يعتمد فقط علي ما الذي يخشاه أكثر.
لن يشكل نوح تهديدا لهم لبضعة عقود علي الأقل، لديهم الكثير من الوقت لمحاولة تقييده.
من ناحية أخري، العائلات النبيلة صلبة وقوية بالفعل.
لو أنهم يخططون حقا لإنشاء مؤسسة مشابهة للأكاديمية، موازين القوي ستتحول إلي صالحهم.
وأيضا، هم يريدون الإستفادة من الأكاديمية لتأسيس مدرستهم الجديدة، لو أن الملكيين تركوا ذلك يحدث سوف يفقدون الكثير من الكرامة.
“اتفقنا”.
كما توقع نوح، وافق ثادوس.
“أريد استلام الحجر قبل أن أغادر.”
قام نوح بتذكيره.
أومأ ثادوس برأسه ثم وقف، هذه المحادثة قد جعلته يشعر بالمرارة.
“سيتم تسليمك الحجر مع تفاصيل المهمة في أقل من أسبوع. وأريدك أن تعرف شيئا واحدا.”
بقي نوح هادئا في انتظار أن يكمل البروفيسور كلامه.
“نحن لسنا أعدائك.”
“بالتحدث عن التهديدات الخفية،يبدوا أن هذا الثادوس يهتم كثيرا بهذا الأمر.”
قال إيفور، بينما يخرج من الغرفة المجاورة.
“صدقا أنا أفهمهم. لن تحكم دولة لمدة ألفي عام دون أنت تكون قلقا من أي شئ قد يهدد منصبك.”
أجاب نوح، بينما هو جالس علي الأريكة يحلل ما حدث.
“لماذا هم مهتمين بك إلي هذه الدرجة؟ هل هذا بسبب عنصرك؟”
أومأ نوح، ثم رد علي إيفور
“كل ما يريدونه هو السيطرة علي الأمور. مع كون دانيال في صف النبلاء، فهم يحتاحون إلي شخص ما مساوي في الموهبة و إلا فإنهم سوف يفقدون أهميتهم في نظر العائلات النبيلة الأخري. حسنا، أنا أيضا مفيد لهم في القيام بالأعمال القذرة.”
“إذا، هل ستنضم إلي العائلة المالكة بمجرد أن يطرق الخطر بابك؟”
هز نوح رأسه.(أظهر عدم موافقته)
“لا بد أنهم أدركوا بحلول الأن أنني لا أحب أن أكون تحت السيطرة. بمجرد أن أفقد فائدتي لهم،سيقومون بإنذاري.”
كان يتحدث عن هذه الأمور بتساهل وكأنه لم يكن يأبه لهم علي الإطلاق.
“وما الذي ستفعله الآن؟”
سأل ايفور بلهجة قلقة.
لم يكن يريد أن يري تلميذه يتم استغلاله من قبل العائلة المالكة ولم يكن يريد أيضا فقدان الوريث الآخير لطريقة تشكيل العناصر.
لم يكن متأكدا أنه سيستطيع العيش إلي أن يجد شخص ما بنفس موهبة نوح.
هز نوح كتفيه و انقلب الي الجانب الأخر لينام، ثم قال عبارة واحدة ل افور.
“سأكون قد قطعت شوطا كبيرا قبل أن تصل الأمور إلي هذا الحد.”
لم يستغرق ما وعده به ثادوس الكثير من الوقت ليصل.
فقط في أربعة أيام، جائه جندي يرتدي درعا ذهبيا وقام بتسليمه خاتما فضائي.
كانت المساحة داخل الخاتم صغيرة، لم تصل حتي إلي ثلاثة أمتار مكعبة، لكنه كان يحتوي علي كومة من الأوراق و حجر أزرق كبير.
تفاجئ نوح حين رأي حجر نعمة التنفس ثم أخرجه في الحال ووضعه في الغرفة.
أما بالنسبة للخاتم، فقد أعطاه إلي ايفور ليقوم ببيعه بينما يكون خارجا.
كان حجر نعمة التنفس مربع الشكل وكانت أطرافه متناسبة بشكل دقيق، كان يبدوا وكأنه تم اقتطاعه من حجر أكبر.
كان طوله يعادل مترا ونصف وأبعاده الأخري كانت المثل أيضا.
عندما أخرج نوح حجر نعمة التنفس من البعد المنفصل للخاتم الفضائي، زادات كثافة التنفس كثيرا وتخطت أفضل سكن في الأكاديمية.
‘حسنا، عند مقارنة كثافة التنفس العالية في هذه الغرفة. هذا فقط يمكن أن يصل إلي مستوي واحد فقط أقل من ذلك في الأكاديمة.’
ومع ذلك، كان نوح راضيا.
‘مع هذا الحجر تدريبي لن يكون بطيئا بعد الأن ويمكنني استخدامه أيضا حين الصيد! يمكنني حتي استخدامه لإغراء الوحوش!’
تنجذب الوحوش السحرية غريزيا إلي العناصر الثمينة، يمكن لنوح أن يتخيل عدد الفخاخ التي يمكن أن ينصبها في رحلات صيده بواسطة هذا الحجر.
‘بالتفكير أنني تمكنت من وضع يدي علي شئ كهذا.’
هذه هي المرة الثالثة التي يجرب فيها حجر نعمة التنفس.
لطالما أراد نوح الحصول علي واحد من هذه الأحجار، ومع ذلك لم يكن من السهل إيجادهم ولا أحد سيرغب في بيعهم.
وجه نوح نظره ناحية كومة الأوراق وقام بتفحصهم.
تجعدت حواجبه قليلا قبل إظهار تعبير متفاجئ.
‘يا لها من مصادفة.’
مختلف المعلومات التي تتعلق بالمهمة من العائلة الملكية كانت مكتوبة في الورق، بالإضافة إلي اسم الطالب الذي قام بعملية الشراء السخيفة.
‘سامويل مولوس.’
أشعت عيون نوح بضوء بارد متذكرا لقائه السابق معه.(من هذا أنا لا أتذكره🤨)