339 - شيموين (2)
الفصل 339: شيموين (2)
في المرتبة العاشرة، فارس الجدار الحديدي هو الخصم المثالي لسيل.
واقفًا على ارتفاع أكثر من مترين، مرتديًا درعًا سميكًا، وبدا أكبر بثلاث مرات من سيل، بشكل مبالغ فيه.
يمتلك درعًا ضخمًا يمكن أن يغطي جسده بالكامل ويمسك برمح كبير في يده. درع كبير للصد ورمح للهجوم. إنها تقنية بسيطة ولكنها معقدة. هذا يناسب إسمه — فارس الجدار الحديدي. إختبأ عمدًا خلف درعه أثناء إنتظار اقتراب سيل.
ومع ذلك، هو في الواقع ليس جدارًا حديديًا وهو لا يضاهي سيل. المعركة نفسها لم تستغرق وقتًا طويلًا.
قوة السيف التي أطلقها سيف سيل النحيف حادة وسريعة، ومع مهارتها المبهرة في المبارزة، قامت حرفيًا بتفكيك خصمها.
لم تُسفَك الدماء. في لحظة، مزقت عشرات الهجمات الدقيقة الدروع السميكة لخصمها مثل الورق. في غضون بضع دقائق، تُرك خصم سيل في ملابسه الداخلية فقط، بلا أي من درعه سوى الخوذة.
“الوردة البيضاء!”
“سيل لايونهارت!”
أعلن الحكام إنتصار سيل. نتيجة ساحقة. إقتربتْ ديزرا من سيل وسلمتها غمدًا لسيفها.
قامت سيل بغمد سلاحها أمام الجميع، ثم إبتسمت ولوحت للحشد قبل أن تدير ظهرها لخصمها المهزوم، وبعد ذلك فتحت ديزرا الباب لها.
مرة أخرى، تدحرجت سجادة بيضاء على الأرض. إنتظرت سيل حتى وصلت السجادة إلى قدميها قبل أن تلوح مودعةً الجمهور بإبتسامة مبتهجة وخرجت من الساحة.
“كم من الوقت إستغرق ذلك؟” سأل سيل.
“حوالي 8 دقائق و 43 ثانية.” أجابت ديزرا أثناء اللحاق بسيل: “مع إضافة الوقت لتحيات ما بعد المباراة، حول 13 دقيقة؟”
“كان من المفترض أن تكون مباراة ذات مغزى. هل كان يجب أن أبقى حتى تنتهي العشر دقائق؟ ربما كان يجب أن ألوح لفترة أطول قليلًا للجماهير.”
على الرغم من الحفاظ على إبتسامة أمام الجمهور، بدا تعبير سيل الآن غير مبال.
الهدف هو هزيمة خصمها في غضون عشر دقائق. فعلت ذلك بكل سهولة، ولكن….بصراحة، لم تستمتع بمحتوى المباراة. ما المتعة في الضغط من جانب واحد على خصمٍ ركز فقط على الدفاع؟
“ماذا عن سيدة كارمن؟” سألت سيل.
أجابت ديزرا: “لم تأتِ لأنها قالت إنه لا قيمة لمشاهدة المباريات المتوقعة.”
تذمرت سيل: “لقد كانت بالفعل مباراة لا تستحق المشاهدة.”
“القادم سيكون مختلفًا، هاه؟ لقد جمعت نقاطًا كافية لتحدي الرتب العليا، أليس كذلك؟ بالتأكيد أنتِ لا تفكرين في التخلي عن ذلك؟” سألت ديزرا أثناء إقترابها من سيل وتنظيف بتلة الورد من كتفها.
نظرت سيل إلى ديزرا وإبتسمت بشكل مشرق.
“أعلى 6 هم نصف الأفضل إثني عشر، هاه؟ إنهم يعتبرون الشيء الحقيقي. بما أنني قد وصلت إلى هذا الحد، قد أحاول أيضا تحديهم.” قالت سيل.
ليس هناك ضمان للنصر. حتى لو فازت، لا يوجد ما يضمن أنها يمكن أن تفوز بشكل لا تشوبه شائبة كما فعلت حتى الآن.
لكن سيل غير خائفة من ذلك. لقد سافرت إلى شيموين لغرض التدريب.
في العام الماضي، خاضت خمسة وثلاثين معركة، كلها منتصرة وبدون خدش واحد.
لم يكن الأمر سهلًا. للفوز دون إصابة، إستخدمت سيل سيفها كل يوم دون راحة وبحثت بدقة عن خصومها بمجرد تحديد المباريات.
ديزرا معجبة بصدق بسيل. على الرغم من كونها أكبر بسنة واحدة فقط….وصلت مهارات سيل إلى مستوى لم تستطع ديزرا اللحاق به.
فكرت ديزرا، ‘لم يكن الأمر كذلك في مسيرة الفرسان.’
لسنوات حتى الآن، ظلت تراقب نمو سيل بجانبها كمساعدة لها. سيل ليست من النوع الذي يتراخى في التدريب أبدًا، ولكن خلال العام الماضي، بدا الأمر كما لو أنها تحولت إلى شخص مختلف، وكرست نفسها بالكامل لسيفها. على الرغم من أن صيغة اللهب الأبيض ظلت في النجمة الرابعة، إلا أن مهارتها في المبارزة نمت بشكل كبير مقارنة بما كانت عليه من قبل.
“أوه صحيح، سيدة سيل، أرسل ماركيز ليبيرون دعوة من خلال مساعد، يدعوك لتناول وجبة.” قالت ديزرا فجأة، “إنه يصر على ذلك.”
“لماذا يجب أن أتناول وجبة مع ذلك الرجل العجوز؟ يمكنني بالفعل التنبؤ بما سيقوله. سوف يكون الراعي خاصتي إذا قاتلت مرة واحدة فقط في الساحة الخاصة به، صحيح؟” رفضت سيل الدعوة على الفور.
“حسنا، حلبة كاميرو مرموقةٌ للغاية.” قالت ديزرا “لن يضر أن تخوضي مباراة هناك.”
“إذا كنت أرغب في توسيع إتصالاتي، فقد أفكر في ذلك. ولكن لماذا أتكبد عناء إجراء المزيد من الإتصالات الآن؟” قالت سيل: “سأغادر في غضون عام تقريبًا على أبعد تقدير.”
لم يتبقَ سوى أقل من شهر حتى نهاية هذا العام. وفقًا لخطتها الأولية، كانت سيل تنوي مغادرة شيموين قبل عيد ميلادها الـ 22….الآن، شعرت بلمحة من الأسف ونقرت على لسانها.
‘أبريل….هل يمكنني الوصول إلى المراكز الخمسة الأولى بحلول ذلك الوقت؟’
لقد تلقت رسالة من العائلة الرئيسية. عاد شقيقها سيان ويوجين منذ وقت ليس ببعيد. كانت هناك حرب بين القبائل الأصلية في سمر، وشارك فيها يوجين وسيان.
قتل سيان هيكتور لايونهارت، خائن الأسرة، خلال الحرب. كانت هذه الحقيقة وحدها كافية للتسبب بصدمة لسيل، لكن محتوى الرسالة الذي تلى ذلك صدمها أكثر، بما يكفي لجعلها تنسى كل ما كُتِبَ من قبل.
قتل يوجين التنين الشيطاني رايزاكيا.
غذت هذه الأخبار تصميم سيل أكثر.
إنها الأصغر من بين أفضل اثني عشر، في المرتبة السابعة. إنه منصب مشرف، ولكن بالمقارنة مع سيان ويوجين، إنها يفتقر إلى حد بعيد. أرادت الصعود إلى أعلى، من الناحية المثالية ضمن المراكز الخمسة الأولى….
“….همف.”
رفعت سيل نظرتها قليلًا، ضائعةً في أفكارها. ‘يبدو أن الحمقاء ديزرا لم تلاحظ أي شيء.’ تراجعت ديزرا عدة مرات عندما إلتقت عيونهم قبل أن تبتسم ابتسامة سخيفة.
‘تبدو تلك الإبتسامة السخيفة مثيرة للشفقة.’ صفعت سيل مؤخرة ديزرا بيدها.
“أوتش! لـ-لماذا….لماذا هذا؟” صرخت ديزرا.
“ديزرا الغبية! ألا تعرفين لماذا ضربتك؟” سألت سيل.
“حسنا، ليس الأمر كما لو أنها المرة الأولى أو الثانية التي تضربينني فيها. كيف يجب أن أعرف؟ ربما ضربتِني لسبب سخيف، مثل أن نظرتي لم ترُقك.”
إحترام شخص ما لا يعني أنه لا يمكنك الرد عليه. ديزرا معتادة على توبيخ سيل، لذا بدلًا من الشعور بالإحباط، نظرت إلى سيل بإصرار.
“مثيرة للشفقة!”
نقرت سيل على لسانها وهزت رأسها. لا حاجة لشرح ما لم تستطِع ديزرا إدراكه بمفردها. ألقت سيل بصفعة قوية أخرى على مؤخرة ديزرا.
قالت سيل: “سأتوقف في مكان ما، لذلك إمضي قدمًا.”
“إلى أين أنتِ ذاهبة؟” سألت ديزرا.
“إنها حريتي في الذهاب إلى أي مكان أريد. علاوة على ذلك، ليس لدي أي شيء آخر مجدول.”
“لكن ماركيز ليبيرون دعانا على وجه التحديد لتناول وجبة!”
“لقد أعطيتُ إجابتي بالفعل! لن آكل معه. إذا أصر على تناول وجبة، يمكنك الذهاب في مكاني.”
“لا أريد أن آكل مع ذلك الرجل العجوز المخيف أيضا. في كل مرة ألتقي به، ينظر إلي بعيون قذرة.” إرتجفت ديزرا بشكل لا إرادي.
“هذا لأن مؤخرتك كبيرة بلا داع. أنتِ تأكلين عدة أوعية من الأرز في كل وجبة، لذلك بالطبع، سَـتكتسبين وزنًا غير ضروري.”
“أكتسب وزنًا…! لا توجد دهون غير ضرورية على جسدي. إنها عضلات فقط!”
إرتجفت أكتاف ديزرا. شعرت بالظلم حقًا. ولكن نظرًا لأن سيل لا تنوي محاولة فهم مشاعر ديزرا، فقد صفعت ببساطة مؤخرة ديزرا مرة أخرى.
“إذهبي بالفعل!” قالت سيل.
“اغغ….! ألا يمكنك على الأقل أن تقولي لي ما هي الأعمال التي لديك؟ كل ما تفعلينه هو ضربي في كل وقت….” تذمرت ديزرا قبل أن تذهب.
نظر الحاضرون إلى سيل للحصول على التوجيه. يلحقون الإثنين بينما يحملون السجادة الكبيرة.
“ماذا تنتظرون؟ يجب أن تذهبوا أيضًا.” قالت سيل.
“نعم، سيدة سيل.”
إتبع الحاضرون ديزرا على عجل. سرعان ما إختفوا من الباب في نهاية الرواق.
“همف.” بمجرد أن صارت سيل وحيدة تمامًا، شخرت وأمسكت بمقبض سيفها عند خصرها.
“أنا وحدي الآن. أليس هذا كافيًا؟”
تحدثت سيل بينما تستدير ببطء على الفور، وظلت يدها على مقبض سيفها. لم يلاحظ الحاضرون وحتى ديزرا الغبية، لكن حواس سيل الشديدة يمكن أن تكتشف وجودًا خفيا في هذا الفضاء.
هذا نادر، لكنه حدث عدة مرات من قبل. كشخصية مشهورة في هذا البلد، إجتذبت سيل العديد من الأشخاص ذوي النوايا الخبيثة.
ومن بين الجناة مصارعين متوسطي المستوى يفتقرون إلى النقاط ويريدون بشدة هزيمة سيل لايونهارت. على الرغم من أنهم يلجأون إلى الكمائن الجبانة، إلا أنهم سعوا بشدة للحصول على الشهرة التي سيحصلونها من ضرب سيل لايونهارت.
ثم، هناك أنواع أخرى من الأشخاص الذين يلاحقونها أيضًا.
من حين لآخر، قد يأتي البعض سعيًا للإنتقام بعد هزيمتهم في مبارزة. حتى أن البعض أرسل قتلة لتجنب تلويث أيديهم. في الماضي، حتى المقاتل الأعلى مرتبة أرسل قاتلًا. كانوا خائفين من القتال ضد سيل.
بالطبع، لم تنجح مثل هذه المحاولة على الإطلاق. إعتقدت سيل أن الأمر سيكون نفسه هذه المرة.
من يمكن أن يكون هذه المرة؟ قاتل أرسله فارس الجدار الحديدي؟ أو مجرد أحمق ساذج يبحث عن الشهرة؟
‘يمكن أن يكون واحدًا من هؤلاء النبلاء الجبناء الذين رفضتهم.’
في هذه المملكة، دعم العديد من المعجبين سيل، لكن أعداءها كثرٌ بنفس القدر.
على وجه الخصوص، هناك العديد من النبلاء والمقاتلين الذين أرادوا التورط في فضيحة مع سيل بأي ثمن. بطبيعة الحال، ليس لدى سيل مثل هذه النوايا، لذلك تجاهلت دائمًا عروض مشاركة مشروب أو الرقص في الحفلات. تعاملت مع أي من هذه المقترحات برفض مقتضب، وقطعتها كما لو أنها تأرجح بالسيف.
“لِـكم من الوقت تخطط لإخفاء نفسك؟” ضيَّقتْ سيل عينيها وكشفت سيفها.
هي متأكدة من أن شخصًا ما يختبئ في مكان قريب، لكن….الموقع الدقيق إستعصى عليها. هذه الحقيقة وضعتها قليلًا على حافة الهاوية. بدا الخصم وكأنه قاتل إستثنائي أو ساحر.
‘ربما هذا. خلاف ذلك، يمكن أن يكون يفتقر إلى الشجاعة.’
إرسال ديزرا والحاضرين كانت خطوة حكيمة.
قامت بتنشيط صيغة اللهب الأبيض.
فووش!
أحاطت النيران البيضاء الخافتة بجسم سيل. في تلك اللحظة، صدر صوت أزيز شيء ما في الهواء الفارغ.
ردت سيل على الفور. لم تهتم بما يطير نحوها.
أرجحت سيفها بدقة. توزيع السرعة والقوة مثالي. ومع ذلك، لم تستطع قطع القذيفة وبدلًا من ذلك تم إيقافها في مسارها.
تشوه المشهد أمامها، ورائحة باهتة من الورود دغدغت الأنف سيل.
إنه عطر هي تعرفه جيدًا.
لقب الوردة البيضاء الممنوح لسيل، إلى حد كبير، هو إسم فرضته على نفسها ولم تشعر أبدًا بالحرج أو الخجل منه.
عندما أصبحت محارب كولوسيوم لأول مرة ودخلت الكولوسيوم، ظهرت سيل في زي أبيض ثلجي مع وردة بيضاء مثبتة على شعرها. وديزرا معها تبعثر بتلات الورد الأبيض.
هناك أسباب لإختيارها وردة بيضاء، من بين جميع الورود الأخرى. وسط المدرج المليء بالدماء، اللون الأحمر شائعٌ جدًا. إختيار وردة بيضاء، التي ترمز إلى النقاء، في خضم تلك الفوضى، إعتقدت أنها يمكن أن تجذب إنتباه الجمهور وتفضيله بسهولة.
وهكذا، منحت سيل لقب الوردة البيضاء لنفسها.
ما هو جوهر نظام التصنيف في مملكة شيموين؟
لماذا على المقاتلين في هذا البلد إرفاق لقب قبل أسمائهم؟
لكسب الشهرة، بطبيعة الحال. بالإضافة إلى المهارة، الشهرة ضرورية لجذب الانتباه. لقد فهمت سيل جيدًا أن الصورة الغامرة والمحببة مطلوبة لخلق تلك الشهرة، وهو أمر يمكن للجمهور تذكره وترديده بسهولة.
ولم تكن هذه مهمة صعبة على سيل. منذ أن كانت صغيرة، عرفتْ جيدًا طرق كسب التأييد وتلقي المودة من الآخرين.
“آه، لقد فاجأتني.”
هذا شيء تعرفه جيدًا ولديها الخبرة فيه، لكنها لم تستنبط بعد رد الفعل الذي تريده من الجميع تمامًا. لم تختبر أبدًا رد الفعل الحقيقي الذي كانت تتوق إليه، ليس عندما كانت فتاة صغيرة مؤذية، ليس عندما كبرت وشعرت بإحراج حقيقي، ولا حتى بعد أن فهمت مشاعرها.
“لماذا تبدين هكذا؟” قال يوجين لايونهارت.
الإبن بالتبني للعائلة الرئيسية، وهو إبن عم بعيد لها. لقد أصبحوا أشقاء منذ أن صغرهم، وكانت راضية عن ذلك لوحده. تذكرت مضايقته في الماضي، أخبرته أنها أخته الكبرى منذ أن جاء عيد ميلادها قبله.
من نقطة ما….ربما، عندما وصلت إلى سن المراهقة، كرهت سيل حقيقة أنهم أشقاء. لماذا كرهت ذلك، حتى أنها لم تستطع فهم السبب في ذلك الوقت. هي فقط….لم تعجب بهذه الحقيقة.
الآن، فهمت سبب هذه الكراهية التي طال أمدها. حسنًا، لقد فهمت الأمر من جديد. جوهر تلك المشاعر هو شيء فهمته ليس فقط الآن ولكن منذ عدة سنوات.
“أنت….”
لهذا السبب، لم تستطع سيل إبقاء تعبيرها تحت السيطرة. لم تكن قد أعدت نفسها لمواجهة اليوم. لم تتخيل ذلك أبدًا.
وسعت سيل عينيها، ورفضت شفتاها المفتوحتان أن تغلقا وهي تنظر إلى يوجين.
“يبدو أنكِ مندهشة تمامًا.” ضحك يوجين وهو يخفض إصبعه السبابة. عندما نزل، تم إنزال سيف سيل أيضًا.
“وحتى مع ذلك، كيف يمكنك إستعمال سيفك على الفور؟ لقد كدتِ تقطعين الهدية التي أعددتها.”
إن تسميتها هدية هي مبالغة، لأنها مجرد وردة إلتقطها من دش البتلات التي أمطرت على المدرج.
هل يجب أن يكون قد أعد هدية أكثر إقناعًا؟ شعر يوجين بمسحة من الندم وهو يمد الوردة نحو سيل.
“هنا.”
ما يزال، واصلت سيل التحديق بعيون واسعة وفم مفتوح دون أي رد. أثارت صدمتها رغبة ملحة داخل يوجين لمضايقتها. ضحك بينما يدفع الوردة بشكل هزلي في فمها المفتوح.
“بف!” عندها فقط إستعادت سيل حواسها وبصقتها.
كلانغ!
صارت يدها غير مستقرة إلى حد ما لأنها أسقطت سيفها على الأرض.
مذهولة، تراجعت وضغطت على الحائط، ونظرت إلى وجه يوجين في حالة صدمة.
“أنت….أنت، أنت، أنت….”
“فقط قوليها مرة واحدة. أنا سعيد لرؤيتكِ أيضًا ولكن أليس رد فعلكِ متطرفة جدًا بعض الشيء، سيل لايونهارت؟”
“أنت….لماذا أنت هنا؟ تلقيت رسالة تقول أنك كنت في المنزل الرئيسي قبل ثلاثة أيام….”
“فقط لأنني كنت في قصر لايونهارت قبل ثلاثة أيام لا يعني أنني يجب أن أكون هناك اليوم أيضًا. ألا تعرفين شخصيتي؟”
“أنا….أعرفها. تغادر المنزل الرئيسي وتذهب إلى مكان ما كلما إمتلكت شيئًا لتفعله.”
تمالكت سيل نفسها في وقت متأخر ونعَّمت تعبيرها، على الرغم من أن الأمر لم يسِر كما هو مخطط له. تمكنت من تعديل تعابيرها، على الرغم من أن قلبها المندهش إستمر في النبض بجنون.
“هل يمكن أن تكون قد سلكت كل هذا الطريق إلى هنا لرؤيتي؟” سألت.
“هذا….حسنًا….” تردد يوجين قليلًا.
“سيكون ذلك مستحيلا. أعلم أنك لست من هذا النوع من الأشخاص.” ضحكت سيل ضحكة مرحة وإبتعدت عن الحائط. قبلت الوردة التي تلامس وجهها تقريبا وحدقت بإهتمام في وجه يوجين.
أدركت الآن فقط أن مظهر يوجين قد تغير قليلًا. على الرغم من أنه لا يمكن إعتباره جذريا. تحول شعره الرمادي وعيناه الذهبيتان إلى اللون البني.
هذا هو مدى التغيير. إنه تغيير يمكن أن تتعرف عليه في لمحة، ولهذا السبب إندهشت.
لماذا يغير لون شعره وعينيه؟ إذا جاء لرؤيتها، لا حاجة لمثل هذا الشيء.
لمفاجأتها؟ مستحيل. سيل تعرف يوجين جيدًا. على الرغم من أنها شعرت بتلميح من المرارة في أعماق قلبها، إلا أن مثل هذا الشيء التافه لم يغير مشاعر قلبها تجاهه.
“لا يزال، شكرًا لك.” إبتسمت سيل ووضعت الوردة في شعرها. بخطوات رشيقة، إقتربت من يوجين. “جئت لمشاهدة مباراتي، أليس كذلك؟ مهما كان سبب وجودك في شيموين، هذا يكفي بالنسبة لي.”
بأذرع مفتوحة على مصراعيها، إحتضنت سيل يوجين.
قالت: “شكرا لقدومك، وقد مر وقت طويل يا يوجين.”
من المقبول إحتضان شقيقها، بعد كل شيء، لكنها ما زالت تكره هذه الحقيقة.
ما يزال، هي تحب أنها يمكن أن تستخدم هذا كذريعة لإحتضانه — فقط قليلا.
إنتهى العناق بسرعة كبيرة. أخذت سيل بلا مبالاة بضع خطوات إلى الوراء، فقط لتدرك متأخرة أنها أنهت لتوها المباراة. عبرت الشكوك عن رأيها، وأعطت يوجين نظرة غريبة.
“هل تفوح مني رائحة العرق؟” سألت.
“لا أعتقد ذلك.”
إنها إجابة صادقة. في الوقت الحالي، العطر الوحيد المحيط بسيل هو رائحة الورود الباهتة. ركزت سيل على تعبير يوجين قبل أن تومئ برأسها بإرتياح.
“حسنا، على أي حال….لا يمكننا الوقوف هنا نتحدث إلى الأبد. ماذا علينا أن نفعل؟ هل نذهب معًا؟” سأل سيل.
“لدي مجموعتي الخاصة.”
‘مجموعة.’ فكرت سيل بشكل طبيعي في كريستينا، القديسة. بالطبع، لديه مجموعة. ضيَّقت سيل عينيها ونظرت إلى يوجين.
“أين هم؟” سألت.
“ربما لا يزالون مع الجمهور.”
“إذن….جيد.”
وصلت سيل إلى جيب بنطالها وسحبت دفتر ملاحظات سميك وقلم.
بدت العناصر ضخمة بعض الشيء بالنسبة للسراويل، والتي بدت ضيقة ومثالية. في لمحة، بدا الأمر وكأن دفتر الملاحظات قد تم فتحه وإغلاقه مئات المرات.
“ما هذا؟ يوميات؟” سأل يوجين.
“أنا أكتب يوميات….وأشياء أخرى مختلفة. لماذا؟ أأنت فضولي؟” سألت سيل.
“وماذا لو قرأت شيئًا لا ينبغي لي قراءته؟” قال يوجين.
أجابت سيل: “أنا لا أكتب أي شيء غريب، لذلك لا تقلق.”
مذكرات بسيطة، معلومات عن خصومها — تلك أنواع الأشياء التي كتبتها في دفتر الملاحظات. إبتسم يوجين وإنحنى على الحائط.
قال يوجين: “حسنًا، إعتقدت أنه يمكن أن يكون شعرًا.”
“أنت تعتقد حقًا أنني مليئة بعواطف كهذه؟” ضحكت سيل وسرعان ما كتبت على دفتر الملاحظات، ثم مزقت ورقة وسلمتها إلى يوجين. “إنه العنوان الذي أقيم فيه. هناك نظام حماية، ولكن مع مهاراتك، لا ينبغي أن يكون هناك أي مشاكل. لذا، تعال بطريقتك الخاصة.”
“أنتِ لن تتركِ الباب مفتوحًا حتى؟”
“هل تريدني حقًا أن أفعل ذلك؟ أحصل على قدر كبير من الإهتمام من هنا وهناك. إذا فعلت شيئًا غير عادي، فإن المصورين الذين يحرسون القصر سَـيكتبون كل أنواع القصص في الصحف. هل هذا جيد؟”
لم تشعر أبدًا أنه يفتقر إلى الفطرة السليمة. إستنادًا إلى حقيقة أن يوجين متنكرٌ وأنه أظهر نفسه فقط عندما صارت بمفردها، سيكون من الأفضل إبقاء لقاءاتهم المستقبلية سرًا أيضًا.
“سأكون هناك الليلة إذن.” أجاب يوجين، ووضع المذكرة في جيبه.
أومأت سيل برأسها قبل أن تلتف للخلف. ‘الليلة.’
“أراك لاحقًا.”
لقد حرصت على عدم التركيز كثيرًا على كلماتها. شيء من هذا القبيل من شأنه أن يكون دبقًا جدًا. لو أرادت إظهار أي شيء، أرادت سيل أن تبدو لِـيوجين بسلوك متعجرف.