Ar Novel
  • الرئيسية
  • قائمة الروايات
    • جميع الروايات
    • صينية
    • كورية
    • يابانية
    • إنجلزية
  • الروايات المنتهية
  • تواصل معنا
البحث المتقدم
  • الرئيسية
  • قائمة الروايات
    • جميع الروايات
    • صينية
    • كورية
    • يابانية
    • إنجلزية
  • الروايات المنتهية
  • تواصل معنا
  • أكشن
  • مغامرات
  • خيال
  • فنون قتال
  • رومنسي
  • كوميديا
  • حريم
  • شونين
  • دراما
  • المزيد
    • إتشي
    • بالغ
    • راشد
    • خيال علمي
    • خارق لطبيعية
    • سينين
    • غموض
    • جوسي
    • شريحة من الحياة
    • تراجدي
    • تاريخي
    • رعب
    • حياة مدرسية
    • شوجو
    • ميكا
    • نفسي
    • رياضي
    • منتهية
    • النوع
      • صينية
      • كورية
      • يابانية
      • إنجلزية
Prev
Next

280 - إيفاتار جهاف (6)

  1. الرئيسية
  2. قائمة الروايات
  3. لعنة التناسخ
  4. 280 - إيفاتار جهاف (6)
Prev
Next

الفصل 280: إيفاتار جهاف (6)

قبل بضع سنوات، عندما سافرت كريستينا ويوجين عبر غابة سمر بأنفسهما، إمتلك يوجين العديد من الأشياء التي إضطر لِـتوخي الحذر منها.

في ذلك الوقت، كان هدفهم هو البحث عن سيينا، التي دخلت في عزلة، من خلال التحقيق عن ملاذ الجان. على طول الطريق، تمكنوا حتى من إكتشاف قرية من الجان المتجولين. من أجل تجنب أي نزاعات غير ضرورية، قاموا بالدوران حول أي من القبائل الأصلية، كما إستغرق الأمر منهم وقتًا طويلًا للبحث هنا وهناك.

لكن هذه المرة، لا حاجة لكل هذا الحذر. الشخص الذي قاد الطريق لهم هو إيفاتار، الذي يعرف المسارات المؤدية عبر هذه الغابة الشاسعة بشكل لا يصدق.

على الرغم من أنه بدلًا من معرفة المسارات، سيكون من الأدق القول إن الغابة نفسها تفتح الطريق لإيفاتار.

سار إيفاتار ببساطة إلى الأمام، لكن الأشجار المكتظة بكثافة تحرك جذوعها جانبًا كما لو أنها على قيد الحياة وتفتح له طريقًا جديدًا. كما أن الأرض الوعرة الموحلة التي يصعب السير عليها تتسطح بمجرد أن يرفع إيفاتار قدمه فوقها. ليس ذلك فحسب، ولكن الأرض نفسها تسحب قدميه إلى الأمام، وتدفع الرياح على ظهره.

“هذه هي نعمة الغابة التي تُتَوارثُ عبر زعماء قبيلة زوران.” أوضح إيفاتار.

السكان الأصليون في سمر محبوبين من الغابة وأرواحها البدائية.

ومع ذلك، من بين جميع علامات المودة التي أظهرتها الغابة للسكان الأصليين، فَـمباركتها هو التعبير الواضح والأقوى عن حبها. إنها قوة يمكن وصفها بأنها سلف كل سحر الأرواح وقد تم تناقلها منذ زمن سحيق. لم يكن إيفاتار مستعدًا بعد لوراثة هذه القوة عندما إلتقيا لأول مرة قبل بضع سنوات، ولكن مع تزايد عدم إستقرار الوضع في هذه الغابة، وبلوغ إيفاتار سن الرشد، إنتقلت إليه البركة الإلهية.

هذه المرة، لم يضطروا للدوران حول القبائل الأخرى. السكان الأصليون حساسون للغاية تجاه أي إنتهاكات لأراضي قبيلتهم، لكن إيفاتار تمكن ببساطة من قيادتهم مباشرة عبر أراضي القبائل الأخرى دون الإلتفات إلى كل ذلك.

هذا لأن زوران هي من أكبر القبائل في الغابة، وقد تم بالفعل تأكيد إيفاتار بإعتباره الزعيم التالي للقبيلة بعد مشاركته في مبارزة شعائرية.

ساعدت مخلوقات لوفليان المستدعاة أيضًا بشكل كبير. الخيول التي إستدعاها قادرة على التحرك بسرعة دون إبطاء، حتى عبر التضاريس المعقدة لهذه الغابة. بفضل ذلك، في غضون أسبوع فقط منذ مغادرتهم المدينة التجارية، تمكنت مجموعتهم بالفعل من الوصول إلى أراضي قبيلة زوران التي تقع في أعماق الغابة.

من بين جميع القبائل التي رآها يوجين في هذه الغابة، إحتلت قبيلة زوران أكبر منطقة. هذا جزئيًا بفضل حقيقة أن الغابة نفسها شاسعةٌ جدًا، لكن أراضي هذه القبيلة هي بالفعل أكبر من معظم الأراضي النبيلة التي رآها يوجين.

بعد دخولهم ضواحي أراضي القبيلة، ساروا ليوم ونصف آخر. حتى في الضواحي، هناك بالفعل محاربون يقفون للحراسة، وبعد المرور عبر عشرات القرى، صاروا أخيرًا قريبين من عاصمة قبيلة زوران.

“السير يوجين.” إستدارت مير، التي تركب أحد الوحوش المستدعاة، لتنظر إلى يوجين بتعبير قلق على وجهها. “إنها تستمر في التصرف بغرابة.”

تركب رايميرا أمام مير على نفس السرج. على الرغم من أن مير ظلت تتنمر بشكل واضح على رايميرا، لكن ربما لأن لديهم الكثير من الأشياء المشتركة، إستمر الإثنان في الإقتراب من بعضهما البعض يومًا بعد يوم.

في حين أنهما عادة ما يتبعون نمطًا معينًا حيث تقول رايميرا بغطرسة شيئًا يكشف عن مدى جهلها للعالم، فقط لكي تُحدِثَ مير ثقوبًا في كبريائها، إلا أنهما يبليان بشكل جيد بالفعل حتى أنهما ركبا نفس الوحش المستدعى طوال الوقت الذي سافرت فيه المجموعة عبر الغابة.

حاولت رايميرا على الفور الرد، “هذه السيدة بخير….” لكن صوتها لم يمتلك قوته المعتادة.

نظر يوجين إلى وجه رايميرا، الذي بدا شاحبًا بشكل كبير.

بدأت حالتها تزداد غرابة منذ الليلة السابقة. بينما كانت نائمة، إستيقظت رايميرا فجأة وهي تصرخ، وبعد ذلك، لم تستطِع إستئناف راحتها الهادئة وظلت تعاني من الكوابيس. حتى بعد الإستيقاظ، لم تستطع حشد القوة اللازمة لشرب الماء بشكل صحيح، ناهيك عن تناول الطعام، وظل جسدها يرتجف بينما يُفرِزُ الكثير من العرق البارد كما لو أنا تحت سيلٍ من المطر.

ظل وضعها هكذا حتى الآن. رايميرا جالسة ورأسها مستريح على صدر مير بينما مير تدعم كتفيها بلطف. وشفاه رايميرا، التي إستمرت في مضغها، لم تُفتَح، لكن علامات الأسنان التي تُرِكَتْ عليها بدت عميقة ومتورمة باللون الأحمر. كما أن قطرات العرق أغرقتها وهي تتدلى من على جبينها.

حاولت رايميرا تقديم عذر، “هذه السيدة….منذ ولادة هذه السيدة، لم أغادر قصري أبدًا. هذا يعني أنني مثل زهرة نمت تحت الدفئ. وهكذا، لكي تغادر هذه السيدة القصر الخاص بها وتترحل عبر هذه الغابة الساخنة واللزجة، يبدو الأمر كما لو أنني أتعرض للتعذيب الشديد….لذلك من الطبيعي أن يكون جسدي في مثل هذه الحالة السيئة.”

“تنين مثلك؟” سأل يوجين بتشكك.

“هذه السيدة لا ترى هذا على أنه مشكلة لها علاقة بكوني تنينًا أم لا.” شخرت رايميرا. “هذه ليست قضية جسدية؛ إنها قضية عقلية.”

هي ليست مخطئة تمامًا. كريستينا وانيسيه أيضًا من بين أعضاء المجموعة. وعندما تحولت حالة رايميرا إلى حالة غريبة الليلة الماضية، قام الإثنان بفحص حالتها على الفور، لكن يبدو أن حالة رايميرا الغريبة لا علاقة لها بجسدها.

تنهد يوجين، “حسنا، ليس الأمر كما لو أنه ليس لدي أي فكرة عن سبب ذلك.”

أُصيبت رايميرا بالذهول، “ما هو السبب؟”

كشف يوجين بإبتسامة متكلفة: “والدك يراقبك.”

لو إضطر لتخمين سبب تحول حالة رايميرا فجأة إلى حالة غريبة، فهذا هو السبب الوحيد الذي يمكن أن يفكر فيه.

بعد دخول سمر، إستمر يوجين في التحقق بشكل دوري من التعويذة الدراكونية. كما إعتقد في البداية، حكم أنه سيكون من المستحيل فتح مدخلٍ إلى رايزاكيا من ضواحي الغابة.

منذ اللحظة التي تم نفيه فيها إلى بعد خارجي، حتى شخص مثل رايزاكيا لم يستطع إلا أن يصبح يائسًا. بدافع الرغبة الشديدة في إنقاذ حياته والعودة يوما ما إلى هذا العالم، ربط رايزاكيا بطريقة ما وجوده بغابة سمر. أكد يوجين أنه كلما تعمقوا في الغابة، صار الإتصال أقوى، لكن يبدو أنه لا يزال يتعين عليهم الذهاب إلى وسط الغابة من أجل فتح المدخل.

بما أنهم قد تقدموا وإقتربوا بما يكفي للتحقق من حالة رايزاكيا الحالية من هذا الجانب من جدار الأبعاد، يجب أن يكون هذا التنين الأسود العنيد قادرًا أيضا على مد حواسه نحوهم من الإتجاه الآخر. خاصة وأنهم أحضروا رايميرا معهم؛ الجوهرة المضمنة في جبهتها هي جزءٌ من قلب رايزاكيا.

قال يوجين، “بما أنك تقولين أن هذا بسبب عاملٍ نفسي، فَـيجب أن يكون لديك شعور غامض بالسبب، صحيح؟”

تذمرت رايميرا “أووووو….”

إستمر يوجين في الضغط عليها، “عندما سألتك أمس، ألم تقولي أنه حلمٌ فقط؟ ولكن هل كل شيء حقًا؟ ألا تتذكرين ما حلمت به حقًا؟”

إهتزتْ عيون رايميرا بقلق.

كلمات يوجين صحيحة. على الرغم من أن رايميرا قالت إنها لا تتذكر، في الواقع، يمكنها أن تتذكر بشكل غامض محتويات حلمها.

فكرت رايميرا مرة أخرى بتلك الظلمة الحالكة. لقد كان الظلام شديدًا لدرجة أنها لم تستطِع حتى رؤية جسدها، وبدا أن الظلام الذي كانت فيه له جو لزج وغير سار. حتى أنها إعتقدت أنها تقف هناك لوحدها، بمفردها، لكن لم يكن هذا هو الحال.

كان هناك شيء ما يراقب رايميرا من الجانب الآخر من تلك المساحة المظلمة. لقد حاولت الهرب بسبب الشكوك والخوف الغريزيَّين، ولكن في حلم رايميرا، بدا أنه من المستحيل عليها الهروب.

وجودك كله باقٍ فقط لخدمتي.

سمعت رايميرا هذه الكلمات بصوت التنين الأسود — والدها — وهو صوت محفور بعمق في ذكرياتها. الظلام الذي إنتشر ببطء، لا، الظلام الذي إجتاح رايميرا بالفعل منذ البداية إزداد ثقلًا مع إحساس إضافي بالعداء والجشع.

في تلك اللحظة، بدا أن الظلام من حولها قد تغير. هذا التغير ليس شيئًا شهدته في حياتها، لذلك لم تستطِع رايميرا معرفة ما هو ذلك الشعور. ومع ذلك، فقد دفع هذا رايميرا إلى فهم وضعها الحالي في الحلم.

رايميرا محاصرة داخل شيء ما. هي لا تزال على قيد الحياة وفي حالة جيدة، لكنها دخلت بطريقة ما إلى فم مخلوق عملاق….وهي الآن تجلس على لسانه الجليدي.

لم تمضغها أنياب الفم الحادة، ولم يحاول الفم إبتلاعها. لكن بدلًا من طمأنتها، ملأ هذا رايميرا بخوف أكبر.

أحست أنها على وشك أن تُبتَلَع حية بحركة واحدة فقط.

أصدرت رايميرا أنينًا “هيييييك….”

إنها حقا لا تريد أن تتذكر ذلك الكابوس. بعد الإستيقاظ، حاولت رايميرا العودة إلى النوم. ذلك الكابوس لم يكرر نفسه؛ بدلا من ذلك، راودتها كوابيس تركتها تشعر بالضيق وأيقظتها بشكل قصري.

من مكان خارج هذا العالم، هناك شخص ما ينظر إلى رايميرا. على الرغم من أنه لم يتمكن من التواصل معها مباشرة، إلا أنها شعرت أن روحها تنجذب إليه من نظراته وحدها….

شعرت مير بالأسف على رايميرا المرتجفة والمهتزة. وهكذا، مدت يدها بلطف وربتت على رأس رايميرا. في مرحلة ما، إقتربت كريستينا أيضًا من رايميرا على وحشها المستدعى.

بينما كريستينا تفرك الجزء الخلفي من يدي رايميرا بلطف وتربت مير على رأسها، خفَّ إرتعاش رايميرا تدريجيًا.

“أنا أعرف ما يحدث.” بكت رايميرا بمجرد أن أعادت فتح عينيها وبدأت في النظر إلى يوجين. “أنت إنسان شرير. أنت بالتأكيد الشخص الذي يغزو رأس هذه السيدة.”

جعد يوجين حاجبيه، “ما الذي تتحدثين عنه الآن؟”

“لا يمكن أن يكون الكابوس الذي رأيته شيئًا سوى كذبة.” أصرَّتْ رايميرا. “الشخص الوحيد الذي سَـيستفيد من إظهار مثل هذا الحلم لهذه السيدة هو أنت، يوجين لايونهارت.”

كلمات رايميرا ليست نابعة من خوفها فقط.

ما السبب الذي يجعل التنين الأسود يبتلع إبنته؟ لذلك يجب أن يكون هذا البطل الشرير لديه خطة شريرة لخلق شقاق بينها وبين والدها – التنين الأسود.

عند رؤية قبضات يوجين تبدأ في الإرتعاش، تحدث لوفليان وكريستينا بسرعة.

“سيدي يوجين، أرجوك إهدء.”

“عليك أن تتحكم بأعصابك.”

إختلفت انيسيه، [لماذا يجب عليه أن يهدأ؟ حتى لو كانت على حق، بعد قول مثل هذه الأشياء غير السارة عنك، لا يزال يتعين عليك منحها طعم الإنضباط.]

أعطت ميلكيث وسيان أيضًا آرائهما المختلفة.

“حسنًا….ليس من النادر أن تحصل على فرصة لإشباع التنين ضربًا؟”

“لو تصرفتُ بهذا الشكل، فَـهل سَـتبخل في ضربي؟”

بام!

قبل أن يتمكن يوجين من التقدم إلى الأمام للقيام بذلك، ضربت مير رايميرا على رأسها.

“لقد وصلنا.” أعلن إيفاتار.

لقد وصلوا إلى عاصمة قبيلة زوران، وهي مدينة تم بناؤها داخل الغابة.

حتى من هذه المسافة، يمكن رؤية المعبد المُشيَّدِ من الحجارة المتراكمة. إنه معبدٌ مخصصٌ لإله الأرض، الديانة السائدة في سمر. معبدهم هو هرمٌ مثل أكبر وأطول مبنىً في عاصمتهم. جميع المباني الأخرى منخفضة ومربعة ورتيبة، مثل تلك المنازل التي رأوها في طريقهم إلى هنا.

عاصمة قبيلة زوران ضخمة. بالطبع، لا يمكن مقارنتها بعاصمة كيهل، لكنها على الأقل أكبر من جيدول، مسقط رأس يوجين.

تنهد يوجين، “لقد أدركت الآن للتو فقط، لكن مسقط رأسي حقًا مكان ريفي صغير.”

“هل تمكنت من الإعتراف بذلك الآن؟” سأل سيان عندما إستدار لينظر إلى يوجين بتعبير مظلوم. “على الرغم من أنك أصررت على أن الأمر ليس كذلك عندما كنا صغارًا، إلا أن رائحة جسدك كانت حقًا تشبه رائحة روث البقر. حتى مدينة مثل هذه، التي تقع داخل غابة، لا تنبعث منها رائحة روث البقر كما كانت تفوح منك.”

هدده يوجين: “كُن هادئًا قبل أن أدفن وجهك في كومة من الروث.”

يدرك سيان جيدًا أن هذا ليس مجرد تهديد لفظي من جانب يوجين. لذلك أبقى فمه مغلقًا بهدوء وهو ينظر إلى جدران العاصمة بعيون ضيقة.

لاحظ سيان: “الجو هنا يبدو غريبًا.”

لا يبدو الجو أمامهم جوًا مُرحِّبًا جدًا. البوابات مغلقة، ويقظة الحراس على الجدران قوية. المحاربون الذين يحرسون الجدران، والذين وضعوا طلاء الحرب على وجوههم، ينظرون إليهم بعيون شرسة.

“هل ستتحرك أنت؟” سأل يوجين وهو ينظر إلى إيفاتار، الذي يقف أمامهم.

عرف يوجين لماذا الجو هكذا. قبل أن يبدأوا السفر إلى سمر، كان قد سمع القصة بأكملها من إيفاتار.

بدت هالة إيفاتار غير عادية أيضًا. عضلات جسده متقصلة بقوة كافية لكي تُرى بالعين المجردة، وعرضه الواضح للغضب والنية القاتلة جعل المساحة المحيطة به تبدو وكأنها تهتز.

“بالطبع، يجب أن أتحرك أنا.” قال إيفاتار.

صعد إيفاتار على فرسه المستدعى، وسار بثبات إلى الأمام.

“إيفاتار جهاف!” صاح رجلٌ يقف فوق الجدار بصوتٍ عالٍ.

على الرغم من أنه أقصر قليلًا من إيفاتار، إلا أن وجهه الخشن بشكل خاص جعل الأمر يبدو وكأنه يمكن أن يكون هجينًا بين إنسان وغوريلا.

واصل الرجل الصراخ، “حتى مع كونك الزعيم القادم، لا يمكن التسامح مع أفعالك!”

“ما الذي تتحدث عنه؟” رد إيفاتار بهدوء.

“هذه حرب يجب أن يخوضها الزوران وحلفاؤنا وحدهم. ومع ذلك، أنت—! لقد إستفدت من عجز البطريرك لتتصرف بمحض إرادتك!” صرخ الرجل متهمًا إيفاتار. “هل تخليت عن كبريائك كَـزوران!”

كل هذا الصراخ مزعج.

لقد كان قرار إيفاتار الشخصي أن يذهب إلى اللايونهارت بحثا عن المساعدة. خلال تلك المعركة الأولى، التي تراجع فيها الجانبان دون أن يتمكنوا من تحديد منتصر أو خاسر، أُصيبَ والد إيفاتار، زعيم قبيلة زوران، بجروح قاتلة وتُرِكَ على شفا الموت.

لق شارك إيفاتار أيضًا في تلك المعركة. لم يفوزوا ولا خسروا، ولم يتمكن أحد من التقدم أو التراجع….على أقل تقدير، هذا ما أصر عليه إيفاتار، ولكن — يمكن الشعور بالفرق في القوة منذ البداية. لا يزال لدى الكوتشيلا ما يكفي من الوفرة لإبقاء الكثير من قواتهم في الإحتياط. لم يستخدموا أيًّ من الوحوش الشيطانية التي تلقوها كَـدعم من هيلموث، ولم يحشدوا أيًّ من الشامان الأشرار.

ومع ذلك، إمتلك الزوران أيضًا بطاقات لم يلعبوها بعد. لقد بدأت المعركة بسرعة كبيرة، لذلك فَـتجمع تحالفهم لم يهلك بالكامل بعد. كما أنهم لم يتمكنوا من أداء صلاتهم الشعائرية من أجل النصر لإله الأرض. تمامًا مثل كيف لم يقم الكوتشيلا بعد بتعبئة الشامان، الزوران والقبائل المتحالفة معهم يحتفظون أيضًا بشاماناتهم في الإحتياط.

أصر شيوخ قبيلة زوران وأقارب إيفاتار، وجميعهم محاربون يتمتعون بحواس فخر قوية، وكذلك زعماء القبائل المتحالفة، على أنه لا يزال لديهم فرصة لإنتزاع النصر. ومع ذلك، لم يستطِع إيفاتار أن يتفق مع وجهة نظرهم هذه. خلال تلك المعركة الأولى ضد قبيلة كوتشيلا، توقع إيفاتار التدمير النهائي لقبيلة زوران والقضاء على زملائه من رجال القبائل.

بصق إيفاتار: “لقد تلقيتُ إذنًا من والدي.”

لقد أيقين من أن الزوران والقبائل المتحالفة معهم لن يكونوا قادرين على هزيمة الكوتشيلا وحدهم. بأمل ضعيف، فكر إيفاتار في الحصول على مساعدة من يوجين، لذلك بعد حصوله على إذن الزعيم، غادر الغابة.

“أنت تجرؤ على التحدث عن الزعيم! لقد توفي أخي بالفعل. بينما أنت، إبنه، كُنتَ تتسكع بعيدًا عن القبيلة! بعد معاناته من عذاب إصاباته، دخل أخيرًا في أحضان الأرض! عندما لم تكن هنا حتى لتأخذ مكانك على فراش موت أخي!”

الرجل الذي كشف عن هذه المأساة هو نفس الرجل الذي صرخ لأول مرة على إيفاتار. شقيق الزعيم الراحل، وكذلك عم إيفاتار.

بوجهٍ ملتوٍ عابس، أشار بأصابع الإتهام نحو إبن أخيه، “أنت تقول أنك حصلت على إذن من أخي؟ يستحيل أن يقوم أخي، الذي أعطى الأولوية دائمًا لشرف وفخر القبيلة، بالسماح لهؤلاء الناس من الخارج بدخول ساحة معركتنا المقدسة.”

يوجين، الذي كان يستمع بصمت إلى كل الصراخ، تحدث فجأة، “هذا شيء كان يدور في ذهني منذ الأيام الخوالي، لكن معظم الأوغاد الذين يتحدثون عن الأشياء المقدسة كَـمبرر يميلون إلى أن يكونوا أغبياء.”

“هل تتحدث عني؟” إتسعت عينا كريستينا ونظرت إلى يوجين.

في مواجهة ذلك، لم يستطع يوجين سوى تجنب نظرة كريستينا وإغلاق فمه.

“إيفاتار جهاف.” تابع العم. “لا بد أنك قد إستغللت كون الزعيم يحتضر وعقله يعمل بصعوبة.”

“ما السبب الذي قد يدفعني لفعل شيء من هذا القبيل؟” رد إيفاتار.

سخر الرجل، “لا حاجة لمعرفة سبب القيام بذلك. فقط من خلال محاولة إشراك الغرباء في حربنا، فقد تخليت بمفردك عن الشرف الذي أوكله لك الزعيم.”

“الكوتشيلا هم الذين إستدعوا الغرباء أولًا.”

“الكوتشيلا مختلفون عنا. قد يقبلون المساعدة من هيلموث، لكن قبيلة زوران رفضت دائمًا أي مساعدة من خارج الغابة.” أعلن العم.

“ماذا لو أدى بنا ذلك إلى خسارة المعركة؟” حاول إيفاتار أن يجادل.

“لن نُهزَم.” أصر العم.

الحجج التي يزأر بها هذا العم غبية وليس فيها أي أثر واحد للمنطق. هز إيفاتار رأسه بإبتسامة.

“ماذا تريد مني أن أفعل الآن؟” طلب إيفاتار.

“إترُك قبيلة زوران ولا تعُد أبدًا.” أمر عمه.

“هل تكره حقًا حقيقة أنك فقدت منصب الزعيم القادم لإبن أخيك؟” سأل إيفاتار ساخرًا.

شخر العم، “هل تعتقد حقًا أن الطموح قد أعماني؟ أنا أفعل هذا من أجل شرف وفخر قبيلتنا.”

بطبيعة الحال، لم يصدق إيفاتار هذه الكلمات. لم يصدقهم يوجين والأشخاص الآخرون الذين يقفون خلف إيفاتار أيضًا. حتى تعبيرات المحاربين الذين إصطفوا على الجدران إهتزت بسبب الصدمة.

ومع ذلك، حافظ عم إيفاتار، وكذلك قادة التحالف، الذين يعملون كممثلين لقبائلهم، على تعبيراتهم الصارمة.

تسبب هذا المشهد في توصل يوجين إلى صورة واضحة لما يحدث هنا. يبدو أنهم كانوا يتظاهرون فقط بالذهاب إلى الحرب، ويجب أن يكونوا قد أبرموا إتفاقًا سريًا للحماية تحت مظلة قبيلة كوتشيلا بمجرد إعترافهم بهزيمتهم.

ومع ذلك، لم يهتم يوجين كثيرًا بالصراعات على السلطة بين السكان الأصليين الذين يعيشون هنا.

سخر العم، “أيضًا، أُنظر إلى من خلفك يا إيفاتار. هل هؤلاء الأشخاص السبعة هم حقًا كل التعزيزات التي أحضرتها معك حتى بعد التخلي عن مكانك على فراش موت والدك؟”

“هناك ثلاثة رجال فقط بينهم، ولا يبدو أن أيًّ منهم لديه السلوك الشجاع للمحارب.” لاحظ أحد زعماء القبائل الآخرين ساخرًا.

‘هل هؤلاء الرجال يتحدثون عنا؟’

سأل يوجين نفسه وهو ينظر إلى سيان ولوفليان، اللذين يقفان إلى جانبه. يمكنه أن يفهم لماذا قد يقولون ذلك بعد النظر إلى لوفليان، الذي هو ساحر، وسيان، الذي لا يبدو قويًا بناءً على مظهره….

“ولكن أنا؟” تمتم يوجين بغضب.

هل قالوا حقًا أنه لا يبدو أن لديه هالة المحارب الشجاع؟

“ولماذا جلبتَ إمرأتين معك بالضبط؟ هل كنت تأمل أن تقدمهما في مقابل مسامحة عقوقك تجاه والدك؟”

“أوي، لماذا لا تصيرين زوجتي.”

“والإثنان المتبقيان هما طفلان لم يبلغا من العمر ما يكفي لإبعادهما عن والدتهما!”

ضحك زعماء القبائل وهم يشيرون إلى مجموعة إيفاتار ويوجين ساخرًا.

ميلكيث، التي تقف هناك، أطلقت شخيرًا، “أوي، حول ما قاله هؤلاء الرجال، آمل أنني قد سمعتهم بشكل خاطئ، لكن فقط للتأكُد سأسأل، هل نظر إلي أحد هؤلاء الرجال القدامى هناك حقًا وطلب مني أن أصير زوجته؟”

إسترضاها يوجين، “ربما قال ذلك لكريستينا، وليس لك، السيدة ميلكيث.”

أتى رد فعل ميلكيث الدفاعي، “همم؟ ماذا؟ لماذا تعتقد ذلك؟ أعتقد أنه كان يتحدث معي بالتأكيد الآن؟ بعد كل شيء، هذا الرجل العجوز لا يزال ينظر إلي حتى الآن.”

أعلن يوجين: “طالما أنهم طبيعيون، فإنهم يفضلون الزواج من كريستينا عليك، السيدة ميلكيث.”

هذه الكلمات حسمت الغضب والهيجان الذي كان يتدفق داخل صدر كريستينا منذ وقت سابق.

‘ألا يعني ذلك أن السير يوجين يفضل أيضًا أن أكون زوجته؟’ فكرت كريستينا بإرتباك.

[هامل ليس شخصًا عاديًا، لكن يا كريستينا، أعتقد أنه من الآمن أخذ ما قاله الآن كعرض زواج فعلي.] شجعتها انيسيه بحماس.

نظرت ميلكيث إلى يوجين بتعبير فارغ، “مستحيل؟ لماذا؟ كلانا، أنا والقديسة كريستينا جميلتان كثيرًا، صحيح؟”

أجاب يوجين بهدوء، “هذا لأن عمرك ثلاثة أضعاف عمر كريستينا، أيتها السيدة ميلكيث.”

إرتجفت رموش ميلكيث بصدمة من هذا الرد الفظ.

ومع ذلك، حتى مع كونهم يجرون هذه المحادثة على مهل، إستمرت السخرية من أعلى الجدران.

إلتوى وجه إيفاتار بغضب وهو ينظر إلى أسوار المدينة. ثم، بعد أن أخذ نفسًا عميقًا، إستدار إيفاتار لمواجهة المجموعة خلفه.

“إعتذاري لكم جميعًا.” انحنى إيفاتار رأسه بعمق وهو يقدم اعتذاره. “على الرغم من أنني قلت أنكم قد لا تتلقون ترحيبًا حارًا، إلا أنني لم أتخيل أبدًا أنهم سيتجرؤون على إهانتكم هكذا.”

“إيفاتار جهاف! كيف تجرؤ، أنت الذي من المفترض أن تكون الزعيم القادم، على أن تحني رأسك لشخص آخر!” صاح رجل.

تجاهل إيفاتار ببساطة هذه الكلمات وإستمر في التحدث، “يبدو أنني كنتُ قصير النظر للغاية. لم أتخيل أبدًا أن محاربين مثلهم، يتبجحون دائمًا بِـشرفهم وفخرهم، سيظهرون في الواقع مثل هذا السلوك القبيح. بما أنني لا أجرؤ على إثقالكم أو الإساءة إليكم بهذا الأمر بعد الآن، إذا كنتم ترغبون في ذلك، يمكنني أن أخرجكم من الغابة فورًا.”

لوح يوجين بيده عَرَضًا، “هاه، لا حاجة لذلك. كما قلت بالفعل، لدي أيضًا شيء أحتاج إلى التعامل معه في هذه الغابة.”

طلب إيفاتار وهو يرفع رأسه المنحني: “بما أن الأمر كذلك، فأرجوك إنتظرني هنا لحظة.”

لا شيء يدفعه لطلب أي مساعدة. أثناء صَرِّ أسنانه بغضب، إستدار إيفاتار.

على الرغم من أن الإهانات إستمرت في التدفق من أسوار المدينة، إلا أن إيفاتار لم يخطط للرد عليها أو حتى الإستماع إليها بعد الآن. دون حمل أي أسلحة، قام ببساطة بتقليص قبضتيه العاريتين بإحكام وسار إلى الجدران.

حدث ذلك في لحظة. بدا أن الأرض تهتز تحت أقدام إيفاتار لأعلى مثل الزنبرك. بعد ضرب قدميه للأرض بشكل إرتدادي، إرتفع إيفاتار إلى أعلى الجدران في قفزة واحدة.

لم ينزعج نائب زعيم قبيلة زوران، عم إيفاتار، من هذا. نظرًا لأن هذا هو إيفاتار الذي يتعاملون معه، فقد عرف بطبيعة الحال أن إيفاتار قادر على مثل هذه الأعمال. لا، بدلًا من أن يُفاجأ، كانت نيته منذ البداية هي إستفزاز إيفاتار للهجوم بغضب، حيث خطط أيضًا للتعامل مع إيفاتار مرة واحدة وإلى الأبد بقتله.

إيفاتار ليس محاربًا إعتمد فقط على سمعة مبالغ فيها. هناك عدد قليل من المحاربين في القبيلة بأكملها الذين هم أقوياء كما هو.

رفع عم إيفاتار الرمح الذي كان مُخبئًا خلف ظهره. ثم أعطى نائب الزعيم هديرًا قويا وألقى الرمح نحو إيفاتار. ملفوفًا في كمية هائلة من الطاقة السحرية، إخترق الرمح الهواء مع صوت هدير.

ثم بسهولة، أُمسِكَ الرمح الطائر بشراسة في يد إيفاتار. لف إيفاتار جسده في الجو وألقى الرمح للخلف مباشرة.

ووووش!

دون أن يستهلك أي طاقة سحرية، الرمح الذي تم إلقاؤه بإستخدام قوة الجسد وحدها إخترق نائب الزعيم.

بووم!

ثم، دون أن يفقد أي من قوته من إختراق جسم بشري ضخم، شرع الرمح في تدمير أسوار المدينة.

“هاااااه!” زعماء القبائل الآخرين الذين كانوا يقفون في مكان قريب أطلقوا زئيرًا.

قفزوا من الجدار المنهار وألقوا بأنفسهم على إيفاتار الساقط الآن.

لم يستغرق الأمر وقتًا طويلا حتى قام إيفاتار بتمزيق أذرعهم، واحدًا تلو الآخر، بيديه العاريتين وحدهما.

“غااااااا….” نائب الزعيم، الذي دُفِنَ تحت أنقاض الجدار المنهار، أطلق صرخة وهو يُحمَلُ بالرمح الذي لا يزال عالقًا فيه.

بينما يهز الرمح الذي يخترق عمه، زمجر إيفاتار، “أنتَ لستَ محاربًا.”

لم يقُل إيفاتار هذه الكلمات بينما يتوقع أي إستجابة المتماسكة من الرجل. ضرب إيفاتار الرمح المرتفع بالأرض.

سبلااااات!

عندما تحطمت جثة نائب الزعيم على الأرض، إنفجرت، وتناثر دمه في كل الإتجاهات. إفتقر زعماء القبائل الآخرون، الذين صار كل واحد منهم الآن بذراع واحدة، إلى الشجاعة لأمر محاربيهم بقتل إيفاتار ولم يتمكنوا من فعل شيء إلا إمساك بجراحهم.

“إفتحوا البوابات.” أمر إيفاتار دون أن يمسح الدم الذي تناثر على وجهه.

سرعان ما فُتِحَتْ أبواب المدينة.

Prev
Next

التعليقات على الفصل "280 - إيفاتار جهاف (6)"

0 0 التصويتات
التقييم
Subscribe
نبّهني عن
guest
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
عرض جميع التعليقات
البحث المتقدم

ربما يعجبك ايضاً

015
بزوغ الأسطورة: صعود إضافي
24/05/2024
tales-of-demons-and-gods-7741207.cover
حكايات الشياطين والآلهة
27/01/2021
1416425191645
ضد الآلهة
08/12/2023
003
نظام فنون القتال
26/02/2022
  • قائمة الروايات
  • تواصل معنا
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوظة لأصحابها ArNovel ©2022

wpDiscuz