Ar Novel
  • الرئيسية
  • قائمة الروايات
    • جميع الروايات
    • صينية
    • كورية
    • يابانية
    • إنجلزية
  • الروايات المنتهية
  • تواصل معنا
البحث المتقدم
  • الرئيسية
  • قائمة الروايات
    • جميع الروايات
    • صينية
    • كورية
    • يابانية
    • إنجلزية
  • الروايات المنتهية
  • تواصل معنا
  • أكشن
  • مغامرات
  • خيال
  • فنون قتال
  • رومنسي
  • كوميديا
  • حريم
  • شونين
  • دراما
  • المزيد
    • إتشي
    • بالغ
    • راشد
    • خيال علمي
    • خارق لطبيعية
    • سينين
    • غموض
    • جوسي
    • شريحة من الحياة
    • تراجدي
    • تاريخي
    • رعب
    • حياة مدرسية
    • شوجو
    • ميكا
    • نفسي
    • رياضي
    • منتهية
    • النوع
      • صينية
      • كورية
      • يابانية
      • إنجلزية
Prev
Next

181 - أريارتيل (6)

  1. الرئيسية
  2. قائمة الروايات
  3. لعنة التناسخ
  4. 181 - أريارتيل (6)
Prev
Next

الفصل 181: أريارتيل (6)

شعر يوجين بالدوار والغثيان. سماع صوتين في نفس الوقت جعل يدور حقًا.

“سيدي يوجين، سيدي يوجين!” أثارت مير ضجة عندما أمسكت بأكتاف يوجين.

‘أتساءل كم من الوقت قد مر.’ رفع يوجين رأسه وهو يمسح دموع الدم التي تنهمر على خديه. وفقا للساعة على الحائط، مرت أكثر من عشر دقائق بقليل منذ أن بدأ يتزامن مع سيف المون لايت. شعر يوجين وكأنه قد ظل يراقب الظلام المتوقع داخل رأسه لفترة طويلة جدًا، ولكن مرت عشر دقائق فقط.

“لكم من الوقت تخططين للإستمرار في هزِّي؟” سأل يوجين.

“هل أنت متأكد من أنك بخير؟” صاحت مير.

“أنا بخير. نعم، أعتقد أنني بخير.” أجاب يوجين ونزل من السرير.

ومع ذلك، استسلمت ساقيه للحظة وكاد ينهار، مما جعل مير تبدو وكأنها ستبدأ في البكاء. تحركت إلى أسفل السرير وحاولت جاهدة مساعدة يوجين، على الرغم من أنه أكبر منها.

[لهذا السبب حذرتك….!] صاح تيمبست داخل رأس يوجين.

“هذه ليست المرة الأولى التي أتجاهل التحذيرات وأدخل مؤخرتي في المشاكل، أليس كذلك؟” قال يوجين بلامبالاة.

[هامل….!] صر تيمبست أسنانه.

“حسنا، حسنا، أنا آسف. كان يجب أن أكون أكثر حذرا.” رفع يوجين ذراعيه.

أولا، ألقى نظرة على آكاشا، لأنه قلق من تدمر التعاويذ الدراكونية بسبب الحادث الآن، لكن آكاشا لحسن الحظ سليمة، وكذلك سيف المون لايت. السيف الخالي من الشفرة لا يزال ينبعث منه ضوء القمر الشاحب.

السيف ينبعث منه الضوء إلى الخارج، لكنه بدا ظلامًا شديد السواد في رأس يوجين. بإمكان يوجين التفكير في العديد من الأشياء المظلمة، لكن الظلام الذي رآه للتو هو الأغمق والأكثر شؤمًا بينهم جميعًا.

هناك أيضا صوت قعقعة السلاسل الحديدية وزوج العيون الحمراء التي انفتحت في وسط الظلام — عيون تنتمي إلى ملك الحصار الشيطاني، الذي لم يستطع يوجين نسيانه أبدا، على الرغم من أنه التقى بملك الشياطين هذا مرة واحدة فقط.

‘….لماذا هو؟’ تساءل يوجين.

– لا تنظر.

الكلمات التي همس بها ملك الحصار الشيطاني قبل قليل مرت عبر رأس يوجين. هل ملك الشياطين هذا مرتبط بسيف المون لايت؟ لا….كان ظهوره في رؤية يوجين هو بسبب تدخله بإرادته، ولا علاقة لتعويذة اكتشاف آكاشا الجديدة بهذا. عندما أخبره ملك الشياطين ألَّا ينظر….هل كان يتحدث عن الظلام؟ لماذا؟

‘إذن….ملك الحصار الشيطاني مرتبط بالتأكيد بإختفاء فيرموث.’ أومأ يوجين برأسه.

لم يرغب أن يتفاجأ أو يغضب الآن. على الرغم من أن سيينا قد حصلت على ثقب في صدرها وكادت أن تموت بسبب ابن العاهرة ذاك، فقد أخبرت يوجين أن فيرموث إمتلك أسبابه الخاصة كرفيقه وصديقه السابق.

القسم نفسه دليل على أن فيرموث وملك الحصار الشيطاني قد فعلوا شيئا معا. كان بإمكان ملك الحصار الشيطاني أن يقتل كل من وصل قبله—لا، كان بإمكان ملوك الشياطين تدمير القارة.

السبب الوحيد لحدوث حرب بدلًا من مذبحة من جانب واحد قبل ثلاثمائة عام هو أن ملك الحصار الشيطاني وملوك الشياطين الآخرين لم يغادروا هيلموث. على الرغم من أنهم سيطروا على الوحوش الشيطانية والشياطين والسحرة السود، إلا أن ملوك الشياطين لم يغادروا هيلموث أبدًا. لو قاتل ملوك الشياطين بأنفسهم في الحرب، أو حتى لو ضم ملكا شياطين قواهما….لَـإستحال على مجموعة البطل أن تقتل ملك شياطين واحد، ناهيك عن ثلاثة.

‘….هل أخذ ملك الحصار الشيطاني….فيرموث كَـأسير؟’ تساءل يوجين.

هذه ليست المرة الأولى التي يفكر فيها يوجين بهذا. في الواقع، لقد فكر في فيرموث عدة مرات. لماذا أخذ الكثير من الزوجات وأنجب الكثير من الأطفال؟ لماذا كاد أن يقتل سيينا، وقع معاهدة سلام مع ملك الشياطين، وجعل هامل يتجسد ثانية؟

فيرموث الذي تذكره يوجين لم يُعَبِر حقًا عما يدور في ذهنه. شعر يوجين بهذا عندما التقى فيرموث لأول مرة في حياته الماضية؛ لم يستطِع حقا معرفة ما يفكر فيه فيرموث.

– …وما الذي…تنوي القيام به في هيلموث؟

– سنقتل ملوك الشياطين.

قال فيرموث ذلك.

– أولا، نحن سنقتل ملك المذبحة الشيطاني. ثم سنقتل ملك القسوة الشيطاني، وبعد ذلك سنقتل ملك الغضب الشيطاني. وبمجرد أن نقتل ملك الحصار الشيطاني، كل ما سيتبقى هو قتل ملك الدمار الشيطاني.

مد فيرموث يده حينها كما تحدث، ولم يعتقد هامل أبدا أن فيرموث يكذب. لم ينطبق الأمر على هامل فقط—سواء سيينا، انيسيه أو مولون، صدق الجميع عزم فيرموث وإمتلكوا نفس العزم مثله.

كانت بلدانهم وجنسهم وخلفياتهم وقدراتهم مختلفة، لكن، كان لديهم جميعا جانب ملتوي. بدلا من اتباع قيادة شخص ما، عملوا جميعا بمفردهم أو صاروا قادة بأنفسهم.

السبب الوحيد الذي جعل هؤلاء الأشخاص الخمسة يشكلون مجموعة هو أن لديهم زعيمًا كَـفيرموث. منذ أن قال فيرموث إنهم سيقتلون ملوك الشياطين، تجول الخمسة في هيلموث دون أن يشكُّوا فيه قليلًا عندما قتلوا ملك المذبحة الشيطاني، ملك القسوة الشيطاني وملك الغضب الشيطاني.

‘….لكنك وقعت على المعاهدة لأنه توجب عليك ذلك.’ فكر يوجين وهو ينظر إلى انعكاسه في المرآة.

لقد توقف عن دموع الدم عن النزول على خديه، لكن لا تزال هناك آثار للدماء على خديه.

– أنا فقط لا أريد أن أتركك تنطلق وتتركني، هامل.

– هل أنت راضٍ عن موتك؟ لو إنك كذلك، فأنت إبن العاهرة. ما الذي يمنحك الحق في الذهاب وقتل نفسك بدافع الحصول على الرضا عن نفسك؟ لم نتمكن من قبول موتك فقط، ولم نرغب في ترك روحك تذهب إلى مثواها الأخير أمامنا.

– لكن هامل، لا يجب أن تلوم فيرموث.

فكر يوجين بِـسيينا.

– هامل.

– لماذا قد يتخلى فيرموث عن رفاقه؟

– لم يردك أن تموت.

– كما أنه لا يريد أن يرى سيينا أو انيسيه أو مولون يموتون أيضا. لهذا السبب، عندما هزم الجميع، توقف فيرموث عن توجيه الضربة القاتلة بسيف المون لايت.

– في تلك اللحظة، كان ملك الحصار الشيطاني لا يزال قادرا على قتل الجميع باستثناء فيرموث….ومع ذلك، لم يحدث ذلك، لأن ملك الحصار الشيطاني أُجبر بدلا من ذلك على تقديم وعد لِـفيرموث.

– هذا الوعد لم يتم من أجل العالم. بل من أجل إنقاذ الرفاق الذين بقوا معه حتى تلك اللحظة الأخيرة، واستعادة روحك، التي كان ينبغي تتلاشى بكل الأحوال.

فكر يوجين في ما قاله تيمبست سابقًا.

– شكرًا لك.

– شكرا لكم جميعا….على حضوركم معي دون أن يموتوا.

فكر يوجين في فيرموث، الذي سحب السيف المقدس من جثة ملك الشياطين ووجهه مقابل لضوء الفجر.

“أنا أُفَضِل….” أطلق يوجين تنهيدة طويلة، مسح يوجين البقع على خديه. “أنا أفضل فرضية كيف قدم فيرموث وعدًا لا يستطيع تجنبه، ورتب لتناسخي، وتم أسره حيا من قبل ملك الحصار الشيطاني.”

بقي تيمبست صامتًا.

“أعرف كم هي سخيفة ومضحكة أفكاري. ملك الشياطين ليس احمق، فلماذا سيأخذ فيرموث كَـرهينة فقط، وليس قتله؟ ولماذا سمح لي — شخص تجسد ثانية لقتل ملوك الشياطين — بالعيش؟” فرك يوجين عينيه.

[….لقد قدم ملك الشياطين وعدًا.]

“لماذا؟ لا أعرف. أنا لا أرى حقا لماذا. لماذا يمنعني ملك الحصار الشيطاني من رؤية ذكريات فيرموث نيابة عن فيرموث؟ أنا….لا أعرف.” غطى يوجين وجهه بيديه.

ماذا سيحدث لو استمر يوجين في النظر إلى ذاك الظلام؟

نظر يوجين إلى سيف المون لايت الذي لا يزال في يده. هذا الدمار على شكل سيف والذي ينبعث منه ضوء القمر الشاحب، بدا جميلًا ولكنه مشؤوم.

‘….ماذا كان…..ذلك الظلام الذي أحضرته آكاشا من السيف المون لايت إلى داخل رأسي؟ هل فيرموث وراء ذلك الظلام؟ وذلك الصوت الذي قال لا تنظر….’

‘….كما لو.’ عض يوجين شفتيه.

بسبب تدخل ملك الحصار الشيطاني، تمكن يوجين من التوقف عن النظر إلى الظلام. لو لم يتدخل ملك الشياطين، لِـكم من الوقت كان يوجين سيظل يحدق في الظلام—لا، هل كان سيستمر في النظر إليه فقط؟

“اللعنة.” تمتم يوجين.

عندما التقى يوجين بأميليا ميروين في زنزانة الصحراء، لم يتمكن من ضربها. هو يعلم أنه لم يكن قادرًا على الهروب من أميليا في زنزانة الصحراء العميقة تحت الأرض حتى لو استخدم الاشتعال وسيف المون لايت. ومع ذلك، فإن ملك الحصار الشيطاني قد تدخل أيضا في ذلك الوقت؛ ظهر وجعل أميليا ميروين تتنحى.

‘لا يوجد شيء أبعد من ذلك. لم يحدث شيء هنا.’ فكر يوجين عندما عاد إلى سريره، عض شفتيه.

عندما انهار على السرير، شعر أن مير، الجالسة في الزاوية، تقترب خلسة. وضعت مير منشفة ينبعث منها البخار فوق خدي يوجين، ومسحت بعناية بقع الدم الباهتة والدم المتجمد في زاوية عينيه. بعد ذلك، جففت رياح تيمبست الدافئة وجه يوجين المبلل.

دون التحدث إلى يوجين أكثر من ذلك، بقوا بهدوء بجانب يوجين.

“شكرًا.” تحدث يوجين بهدوء.

“….هل ننام معًا اليوم؟ سأمسك بيدك.” عرضت مير عليه.

“لا يمكنك النوم على أي حال.” أشار يوجين.

“لكن يمكنني البقاء بجانبك حتى تستيقظ.” قالت مير.

“ألست خائفة فقط من البقاء في العباءة بمفردك؟” ابتسم يوجين بضعف.

“مستحيل، أنا لست خائفةً من أي شيء. حسنا….ليس أي شيء بالضبط….أنا خائفة من حدوث شيء ما للأشخاص اللطفاء معي، مثل السيدة سيينا، أنت والسيدة أنسيلا.” غمغمت مير بهدوء وهي تضرب يوجين وتزحف إلى السرير لتستلقي بجانبه كما لو أنه الشيء الأكثر طبيعية. “لذلك لا تغضب أو تحزن، سيدي يوجين. لا تفعل شيئًا خطيرًا كثيرًا أو تتأذى. إبقَ بصحة جيدة حتى تعود السيدة سيينا.”

“أنا بخير.” أكد يوجين لِـمير.

“أنت تكذب. رأيتك تذرف دموع الدم وشعرت بجزء من مشاعرك.” عبست مير، متذكرةً ألم يوجين، اليأس، الوحدة، و….الغضب الذي شعر به. لم تعرف مير ماذا سيحدث ليوجين إذا اضطر لتحمل عبء كل هذه المشاعر في نفس الوقت، لذلك لم تستطِع تركه بمفرده.

[….يمكنني أن أغني لك أغنية قبل النوم.]

“إنقلع، تيمبست.” هدر يوجين.

يوجين على يقين من أنه سيواجه كابوسًا مروعًا إذا استمع إلى أغنية تغنى بصوت أجش مثل صوت تيمبست.

* * *

– هامل.

قالت انيسيه.

يوجين ليس متأكدًا متى حدث هذا. كيف يمكن أن يعرف يقينًا؟ على الرغم من أنه قاتل في كثير من الأحيان حتى قبل أن يصل إلى هيلموث، إلا أنه بمجرد وصول مجموعته إلى بلد ملوك الشياطين، صارت المعارك تحدث أكثر من وجبات الطعام اليومية. لم يهتم الأعداء بالوقت واستخدموا أي أساليب يمكن أن يفكروا فيها لمهاجمة مجموعة البطل.

سرعان ما جعل الوقت الذي كالجحيم الرهيب مجموعة البطل أقوى، لكن معارك المجموعة لم تصِر أسهل. عندما صاروا أقوى، زاد عدد الأعداء الأقوياء.

إستطاعت مجموعة البطل القتال في معارك لا نهاية لها لأن ثلاثة أشخاص من أعضاء المجموعة الخمسة يمكنهم استخدام سحر الشفاء. ومع ذلك، فإن سحر الشفاء الذي استخدمه الثلاثة مختلفة بين كل واحد من الثلاثة.

على الرغم من أن سحر شفاء فيرموث فعال جدًا على نفسه، إلا أنه لم يستطع علاج الآخرين. لا يمكن استخدام سحر الشفاء إلا من قبل كاهن متدين من الأساس، لذلك كان سحر شفاء فيرموث أشبه بمباركة البطل من نوع ما.

لم تستطع سيينا استخدام السحر المقدس الفعلي أيضًا، لكنها عرفت كيفية استخدام سحر الشفاء الخاص بالجان، بعد أن نشأت في قرية الجان منذ طفولتها. نظرًا لأن سيينا ساحرة موهوبة جدًا منذ البداية، صار سحر شفائها قويا مثل معظم رجال الدين رفيعي المستوى، لكنه لم يستطِع حمل شمعة أمام انيسيه — انيسيه المؤمنة، قديسة النور.

– هل أنتِ بخير؟

سحر الشفاء الذي ألقته انيسيه سليوود استثنائي جدا بحيث لا يمكن وصفه بأنه مجرد تعويذة سحرية؛ لا، سحرها هو حرفيا معجزة. عندما أعادت انيسيه توصيل الأطراف المبتورة بمالكها، لم تقم فقط بتوصيل اللحم، لكنها ربطت كل شيء، من العظام والعضلات إلى الأعصاب والأوردة. لذلك، من عولج بسحر انيسيه لم يعاني من آثار لاحقة، ولم يضطر للخضوع لإعادة التأهيل. عندما ألقت انيسيه تعاويذ الشفاء، سار الأعرج، وتم تطهير الجذام، واستعاد الأعمى بصره.

حتى لو تحطمت كل عظمة في جسم الشخص، أو تمزقت أمعائه، أو تمزق القلب، فإن معجزات انيسيه عالجت أي جروح في ومضة. يمكنها إصلاح أي شيء على الإطلاق، إلا لو إن الشخص المقابل هو ميت بالفعل. الأشخاص الوحيدون الذين فشلت في مساعدتهم هم الموتى—وهامل، الذي كانت روحه تتبدد بسبب لعنة الليتش، بعل.

– أنا لست بخير.

أجابت انيسيه.

لم يعرف يوجين أي ساحة المعركة قالت انيسيه فيها ذلك. هل بعد أن قتلوا ملك المذبحة الشيطاني؟ أو بعد أن قتلوا ملك الشياطين القسوة أو ملك الغضب الشيطاني؟ أو عندما كانوا يقاتلون ضد كاماش والعمالقة؟ أم بينما كانوا يتجنبون قصف رايزاكيا؟ أو هل هذا عندما قاتلوا مصاصي الدماء الانتحاريين….أم هو جيش الشياطين بقيادة شفرة الحصار؟

لم يملك أي فكرة، لأنه خاض الكثير من المعارك قبل ثلاثمائة عام. في الواقع، بإمكانه إحتساب عدد المعارك التي خاضها وخرج منها غير مصاب على أصابع يده العشرة فقط. ظل هامل مشغولا دائما بمعالجة جروحه بعد المعارك—لا، حتى أنه عالج إصاباته أثناء المعارك. كان الناس يموتون كل يوم في ساحات القتال قبل ثلاثمائة عام، لذلك بالطبع، هناك أيضا العديد من الجرحى. لقد كافح العديد من الأشخاص الذين فقدوا شخصًا ما بسبب الوحوش أو الوحوش الشيطانية أو الشياطين في ساحات القتال تلك بدافع الكراهية والرغبة في الانتقام بدلا من أي اعتقاد خيالي حول إنقاذ العالم.

كان أولئك الناس ضعفاء بشكل رهيب، لكنهم انتقلوا من ساحة معركة إلى ساحة معركة أخرى لتهدئة غضبهم والسعي للانتقام. على الرغم من أنهم أرادوا بذل كل ما لديهم لتحقيق تلك الأهداف في ساحات القتال، إلا أنهم يعرفون دون وعي أنهم لا يستطيعون فعل ذلك أبدًا، لذلك آمَلوا فقط في أن يموتوا وهم يقاتلون.

انيسيه، القديسة، لم تكن قادرة على الجلوس ومشاهدتهم يموتون. على الرغم من أن انيسيه هي شخص تمتلك روحًا حرةً بشكل غير لائق، إلا أنها أكثر تقوًا وشبهًا بالقديس من أي شخص آخر عندما تضطر إلى ذلك.

عندما وصلت مجموعة البطل أمام قلعة ملك الحصار الشيطاني، كان جميع الأعضاء الخمسة على قيد الحياة وقادرين على القتال. لقد واجهوا عدة أزمات كادت أن تجعلهم غير قادرين على القتال، لكن لم يتبق على أجسادهم سوى ندوب لا يمكن التغلب عليها. لسنوات، خاضوا معارك كل يوم، لكنهم كانوا لا يزالون في ذروة لياقتهم بفضل معجزات انيسيه.

– لقد أرهقتِ نفسك.

غمغم هامل، وهو ينظر إلى انيسيه.

في ساحة المعركة، يمكن أن يشموا رائحة الدم….ورائحة الجثث المتعفنة والمحترقة.

– حسنًا، أعلم أنكِ عنيدة جدا لدرجة أنك لن تستمعي إلى أي شخص أبدًا.

– لا أريد أن أسمع ذلك من شخص مثلك.

تذمرت انيسيه.

– لماذا؟ هل لأنني أيضًا لقيط عنيد لا يستمع أبدًا؟ حسنًا، أنتِ على حق. لكن على عكسك، أنا أختار من أُنقِذ، انيسيه.

هز هامل كتفيه.

انيسيه لم تُجِبه.

كليك.

بدلًا من ذلك، قامت بفك أزرار رداء الكاهن، فتنهد هامل واقترب من انيسيه.

– إنهم يتوسلون لأن يقتلوا لأنهم يريدون الموت حقا. السماح لهم بالموت سيكون خلاصهم بدلا من شفاءهم، إذن لماذا….لماذا تتحملين كل هذه المعاناة بنفسك من خلال مواجهة مشكلة إنقاذهم؟

– لماذا يحتاج رجل دين إلى سبب لإنقاذ شخص ما؟

أجابت انيسيه دون الإلتفات إلى هامل.

– حقيقة أنهم لا يريدون أن يتم إنقاذهم ليست من شأني. أنا فقط أنقذهم لأنني أستطيع إنقاذهم. إن عدم إنقاذهم عندما أستطيع يعني أنني أغض الطرف عن كل شيء.

واحدة تلو الأخرى، قامت بفك بقية الأزرار الموجودة على رداءها وهي تتابع.

– لا أستطيع—لا، لن أفعل ذلك. هل سألت لماذا أنا أتحمل كل هذا بنفسي، هاه؟ لا، أنا لا أتحمل هذا، هامل. سأفعل الكثير من الأعمال الصالحة بإنقاذ الكثير من الناس حتى أتمكن من الذهاب إلى الجنة.

سقط رداء الكاهن على الأرض.

– بالطبع، لقد فعلت بالفعل ما يكفي من الأعمال الصالحة للذهاب إلى الجنة. بما أن الإله يجب أن يكون يراقب أعمالي الصالحة، فسوف يضفي ضوءًا ساطعًا مثل عدد أعمالي الصالحة.

أوضحت انيسيه بهدوء.

عندما يموت الإنسان، تصير الأعمال الصالحة التي قاموا بها قبل موتهم نورًا، وتصير أعمالهم السيئة ظلامًا. لو سطع نورهم بما يكفي ليتفوق على الظلام، فيمكن للشخص أن يذهب إلى الجنة، حيث لم يوجد هناك ظلام. كل الخطايا في هذا العالم خلقت في الظلام، حيث لم يوجد نور، وبما أنه لا وجود للظلام في السماء يحكمها إله النور، فلم توجد هناك خطايا. لذلك، لا أحد يعاني.

هذه هي القصة التي آمن بها مواطنوا إمبراطورية يوراس.

– الإله لا ينزف نيابة عن الأغنام الصغيرة. على الرغم من أن الإله هو ضوء ساطع بما يكفي ليتفوق على كل الظلام، إلا أنه لا يضيء الظلام الذي يحاول الآن ابتلاع العالم.

شعر انيسيه الطويل هو الشيء الوحيد الذي غطى ظهرها العاري. رفعته وواصلت التحدث بنبرة مريرة.

– أنا قديسة النور، وبصفتي قديس الإله، يجب أن أتفوق على الظلام في هذا العالم إذا لم يفعل ذلك. يجب أن أريق الدم المقدس وأضيء الظلام بنوري نيابة عنه، هامل…..أعتقد أنه ليس كل من مات بعد أن عاش في هذا العصر الرهيب يمكنه الذهاب إلى الجنة.

ظهر انيسيه بدا دمويًا. ولأنه رآها عدة مرات، فقد اعتاد هامل على هذا بالفعل. كلما استخدمت انيسيه الكثير من قوتها الإلهية أو قامت بمعجزات عظيمة مرات عديدة، يصير ظهر انيسيه دائمًا دمويًا. في كل مرة حدث ذلك، نادت بهامل، لكنه لم يعرف هل خططت للقيام بذلك منذ البداية أم لا.

كان هناك مرة، منذ وقت طويل، عندما ذهب فيرموث، سيينا ومولون لرعاية بقايا القوات الشيطانية القريبة بعد أن أنهوا المعركة، لكن هامل وانيسيه بقيا في الخلف لأنه أصيب بجروح بالغة وهي متعبة للغاية. بدلًا من مطالبة انيسيه المتعبة بالفعل باستخدام سحر الشفاء عليه، حاول هامل تقديم الإسعافات الأولية لنفسه، ولكن بينما يعتني بإصابته، أغمي على انيسيه.

– سأصير ثاني ألمع ضوء، بجانب الإله الذي أخدمه.

سلمت انيسيه هامل منشفة مبللة.

أمسك المنشفة المبللة، مسح هامل بعناية ظهر انيسيه الدموي.

– لذلك سأضيء أيضًا ظلام الناس الذين لم يتمكنوا من الذهاب إلى الجنة. لن يتمكن جميع الأشخاص الذين ماتوا في هذا الجيل من الذهاب إلى الجنة، لكنني سأوجِّهُ أكبر عدد ممكن من الناس إلى هناك.

عندما مسح هامل الدم، تم الكشف عن جروحها — لا، ليست جروحًا، ولكن كتابة الإلهية منحوتة على ظهرها بالكامل. في أي وقت قامت فيه انيسيه بمعجزة عظيمة، حُفِرَتْ الكلمات الإلهية أعمق على جلدها، مما يجعلها تنزف. وهكذا بدأت الكتابة تتعمق شيئا فشيئا. في المرة الأولى التي رأى فيها هامل ظهر انيسيه، كانت الحروف الإلهية قد نحتت بالقرب من كتفيها فقط، ولكن في كل مرة قامت فيها بمعجزة، أصبحت الكلمات الإلهية أطول وأوسع. الكلمات الإلهية التي يمكن أن يراها هامل الآن قد وصلت بالفعل إلى خصرها.

– من المثير للاهتمام كيف لا يمكنك علاج ظهرك عندما يمكنك استخدام كل أنواع المعجزات.

– هذه هي ندباتي، وهي في حد ذاتها معجزة، لذلك ألن يكون من السخف علاج معجزة بِـمعجزة أخرى؟

وضع زجاجة الماء المقدسة المعلقة على خصرها على شفتيها، جلست انيسيه، حتى يتمكن هامل من مسح الدم بسهولة أكبر.

هامل يستهدف عادة ماء انيسيه المقدس، ولكن ليس في مثل هذه الأوقات، لأنه اكتشف سبب شرب انيسيه للماء المقدس دون توقف.

– ….قولي لي إذا شعرت بالألم.

– لا.

ضحكت انيسيه وشربت الماء المقدس كالمعتاد.

نظرًا لأنها جيدة في إخفاء مشاعرها وأفكارها، فقد قالت دائما شيئا مختلفا تماما عما هي تفكر فيه حقًا، وتبتسم دائمًا، بغض النظر عن مدى خطورة ألمها.

بعد مسح كل الدم، وضع هامل مرهما على وشمها المنحوت بعمق. نظرًا لأن ما يسمى بالندبات لا يمكن علاجها بمعجزة، فمن الواضح أن المرهم لا يمكن أن يعالج الجروح، لكنها ستنزف أقل إذا وضع هامل المرهم.

– أنا سعيدة لأنك الشخص الذي اكتشف الندبات الخاصة بي.

تمتمت انيسيه وهي تضع مياهها المقدسة جانبًا.

– لا أريد أن أظهر هذا لفيرموث، ومولون….سيبدأ بالقتال بشكل مضحي، متخليا عن قوته…..أما بالنسبة لسيينا…..هيه، ستوقفني قسرًا عن القيام بأي شيء خطير.

– ماذا عني؟

– أنت تحاول أن تفهمني.

ضحكت انيسيه.

– على الرغم من أنك تقول لا تفعلي أي شيء خطير، إلا أنك تفهم سبب كوني عنيدة، لذلك لا تمنعني. أنت تعلم أنه كلما قاتلت بعنف أكثر، كلما نزفت أكثر، لكنك تقاتل دائما بنفس الطريقة.

– هذا سيكون أفضل لك.

عندما انتهى هامل من مسح الدم ووضع المرهم، لف جرح انيسيه بالضمادات.

– لن تستمع بغض النظر عما سأقوله، لكن المعارك ستصير أطول إذا قاتلت بشكل متحفظ. وأيضًا، سيؤدي إنهاء المعارك بسرعة إلى تقليل الضرر بشكل عام، حتى لو إن ذلك خطير.

– هيهيهي، وأنت ماهر في علاج الإصابات. أنت تلف الضمادات جيدًا، لذلك لا أشعر بعدم الارتياح، وأنت لا تشعر بأي شهوة جسدية عندما ترى ظهري العاري.

عبس هامل.

– أي نوع من اللقطاء سيشعر بالشهوة أثناء النظر إلى شخص دامٍ وظهره مليء بالندوب؟

– وأنا أقدر كيف تنظر إلى رفيقك كَـرفيق بدلًا من امرأة، ولكن لماذا لا تفكر في مسائل أخرى من أجل التغيير؟

ضحكت انيسيه.

– ….حول ماذا؟

– حسنا، أنت تعرف، عن كيف يمكن أن يكون النزيف مؤلمًا بسببك.

بدت نبرة انيسيه مرحة.

– أخبرتك أنه من الأفضل القتال بقوة بدلا من القتال بتحفظ….

انفجرت انيسيه في الضحك على ملاحظة هامل.

– أليس لدينا مولون لفعل ذلك؟ هامل، كمية الدم التي أريقها ستنخفض إلى النصف إذا أُصِبتَ أنتَ ومولون بجروح أقل.

– ….اممم….

غير قادر على قول أي شيء، انتهى هامل فقط من لف الضمادات.

– سأحاول.

تذكر يوجين هذه المحادثة منذ فترة طويلة، فكر في انيسيه، التي رآها آخر مرة بثماني مجموعات من الأجنحة.

“…..هناك عدد أقل من الأجنحة.”

لاحظ يوجين تمثال انيسيه الإلهي في يوراسيا، عاصمة الإمبراطورية المقدسة.

تمثال فيه مجموعة واحدة فقط من الأجنحة.

Prev
Next

التعليقات على الفصل "181 - أريارتيل (6)"

0 0 التصويتات
التقييم
Subscribe
نبّهني عن
guest
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
عرض جميع التعليقات
البحث المتقدم

ربما يعجبك ايضاً

Transmigrated into One Piece world with a Gift Pack
انتقل إلى عالم ون بيس مع علبة هدايا
14/01/2024
1
لعبة عالمية: AFK في لعبة زومبي في نهاية العالم
26/06/2023
0001
أقوى شقي لا يقهر
23/12/2021
001
ممارسة السحر الأساسي لمليارات المرات جعلني لا اقهر
26/07/2022
  • قائمة الروايات
  • تواصل معنا
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوظة لأصحابها ArNovel ©2022

wpDiscuz